اربطْ ظلَّك
في إسطبل الحداثة
ثم دَعْه يقفز حواجز
السوريالية
وليشربْ ظلُّك
من مسرح العبث
إكسير حياة
لينتعشْ ماركس
ولينين
بعضوية ظلِّك
ليجدِّفْ في مراكب كانط
المثقوبة
ليقرعْ ظلُّك أبواب
نيتشه وهيدغِّر، فوكو ودرِّيدا
كمتسوِّل عابر
ليساعدْ ابن رشد
وتوما الأكويني
على حفر قبر مشترك
مُرْهُ أن يمشِّط
بأنامله ليل المقدَّسات
أعطِه عكازًا
لبشريةٍ عرجاء
اقدحْ ظلَّك
على صَوَّان الفلسفات
ليضرم نار الخيبة
دَعْ ظلَّك يقود
عربة فوكوياما
إلى هاوية البداية
اربطْ بقدم ظلِّك
حجر الرعد
وألقِه في بحر الذل
اربطْ بقدمه الأخرى
حجر الشمس
وألقِه في بحر الظلمات
إنَّ لظلِّك عليك إثمًا –
اقترفْه
في وحل الوجود
قُلْ لظلِّك
في رواق الكلام:
"فصل أحمق!"
لم يهتدِ الظلُّ
إلى نبوءة موتسارت
ولا إلى فصاحة رينوار –
قبع وحيدًا في الظل!
رجم الظلُّ نفسه
بسجِّيل الآتي
وجلس على عرش المعرفة
ظلُّك
يرقص حول نارٍ مُطفأة
ويعلِّق دون كيخوته
على خاصرة
رأسه
جرسًا للغناء
ظلُّك يعزف
موسيقى الأرض اليباب
وأربعاء الرماد
والبشر الجوف
لفكرة الخلق
وقف ظلُّك مرة
عند حائط تنيسون
واقتلع الوردة!
قال ظلُّك لوُردزوُرث:
"قُدْ عربة خرساء
فوق الجسر
مرة أخرى"
خرج ظلُّك
من قبة كولردج
في Xanadu
يلبس جسد اللذة
وضع الظلُّ
قبعة فاوست السوداء
على رأس غوته
الأبيض
انقسم ظلُّك مرة
إلى غزالين
– ذكر وأنثى –
تعانقا في عباءة
سدهارتا
تبع ظلُّك الطاو
في ليل آسيا –
بقي أحدهما هناك
وعاد الآخر حاملاً بيده
ماء الشمس
أي زرادشت!
لظلِّك رائحة الذاكرة
وملمس الأحجيات
لظلِّك يدان
كأرجوحة الموت
قُلْ لظلِّك الذي
قال لأدونيس:
"لست إلهًا
بل صنمٌ من كلام
: اقرأ عليك نفسك
أيُّها الشاعر/اللاعب بالزبد"
قال بودلير لظلِّه:
"عليكَ بالأزهار
تولاَّها"
قال الظلُّ:
"أنتَ تربتي!"
دائمًا ينثر الشاعرُ زهرَ احتمالاته
كهفًا
يخبِّئ فيه ليل نزاعاته
قال الإغريقي لظلِّه مرة:
"سأصنع لهم فخًّا ثنويًّا
لن يبرحوه إلى آخر الأزمنة:
سماء / أرض
نور / ظلام
خير / شر
... / ..."
قال الظلُّ:
"الوهم مسبحة العقل"
وضع الظلُّ قلادة الزمن
في عنقه
فاهتزَّ عرشُ المكان
قاد أينشتاين
عربة النسبية
إلى كون أحدب
ستيڤن هوكنغ ألقى بظلِّه
إلى كون رباعيٍّ قرين
الظلُّ
خنجر ممسوس
في خاصرة العقل
ابتعد، ابتعدْ عن ظلِّك
قبل أن تلقاكَ ظلاًّ
قال الظلُّ مرة:
"ما أشبهكم بسيبِل
وما أشبهني
بالموت الذي يحصدكم"
ضعوا حدًّا لظلِّكم
إنه تابع رجيم!
عبر كريشنامورتي
شمس الظهيرة
عند خطِّ الاستواء
لم يجدْ إليه الظلُّ سبيلاً
كي يخيط له رؤاه
قال الظلُّ:
"مَن أنت؟ –
عقل نبيٍّ
أم سرُّ إله؟!"
شباط 2004
*** *** ***