سَـوَادٌ بَــاسِـقٌ

 

غريب اسكندر[*]

 

إلى علي سعدون

 

لا شكل...

هناك ما يشير إليك فقط

طقوس جديدة تناغي الفضاء الجديد

تصاحب ريحًا وتسكب في حضنك بقايا التذمر

هنا وردة سقطت في آبار مشرعة

بالكوفيات

(نبوخذ نصر)

فينهل دمعك

في اللزوجة، في التمعن

ساورك النصع أيضًا

دخان صيفك حاصرك في التورُّد

فانزلي...

انزلي، أيتها السيدة الباسقة

سوادنا الباسق فارِهٌ في الإغاثة

فارِهٌ في الهروب

انكتب في رمادك/عصرك

(الذكرى)

نفتح باب الذكرى

أنت الهلوسة الفاتنة، وغارُك تيجان الممسوسين

فهيِّئي لي تَناسُبك

هيِّئي لي نواطيرك

تمامًا مثل الصورة القديمة نعلِّق غيابنا لنشتهر بالشهود

فانزلي، انزلي في السواد الباسق

وبقوة اللمس أحيي احتضاري

أحيي فيك نمقًا منتهكًا

بؤسًا فارغًا يؤسطب غليونه

هلمِّي معي، وانزلي

وبقوة اللمس أحيي اخضراري

(الشرق)

فهلموا جميعًا، الهجران وأنت

لسوف ننام أعلى ونصرخ

سبيُنا الأول أشعل الأبجدية

فتخلَّفنا عن ميعادنا

هنا لكم

(خرائط الضوء في فتوة ناقصة)

صاح اللايهودي:

"أنت نبي عاطل في الوثنية"

هذه الإجابات أرَّقتني، فتذكرتك

تذكرت كلامك عن الموت

(خلودنا الباسق)

فاضحك معي

مجدًا لغيابنا

(هوس الصحراويين)

أنت في فؤوس الكلمة

(مناط الربوبية)

وأنا في حلب الانتشار

(قاع العبودية)

بانفلات دائم، أنصح لك

ننصح لأيامنا بدواعي الخلود

أنصح لك باشتعال يهمل أذنيه

يهمل الأفئدة

ويمهل السطوح

(إحياء ذاتي)

ضاع مني وهدَّدني بالنعاس

ضعت منه وهددته بالبلل

سمادك الأخير ينتابهم

سوادهم يؤرقهم

تجوالك الأخير في أهوار العزلة

يدَّعي التسمُّر

في أخطاء الباعة/لعنات القرويين الذين يؤمون

قيلولاتهم

هرم مَن قال ذلك

ذات مساء أعرج

لم تكن أبجديًّا: قالتك الأعنة

ضاع مني وهددني بالأزقة

ضعت منه وهددته بالحلم

فارقد هنا جنب فضاء يزعم

اقبع في المدن النائمة البليدة

في الطروحات الإسفنجية

اقبع هنا...

هزيمتك مثال الآدميين يتلون مَدارج الرفعة

يقولون: الليل إشراق النهار

الصمت ضحكة الأخرس ينادي حلائب الزمهرير

تاركًا كوثره يصفر جذاذاته

عدني بك

إليك قناديل السقوف المشمسة

عدني بك

لأن إليك ضياع الحروف التي أسهبت في الاتحاد

تؤرق شواظ الجليد بنهم شقائق النعمان

فالظلام البعيد أجَّل معنى الحكاية

قال لي في لجَّة الضوء:

فانوس العتمة يصحب زيت بلادته

فينهل نهارك، ينهل، ونشتعل في الضياء

أخيرٌ ماثلٌ يحطُّ ركابه

هذا ما حصل فأشار إلى قائمتيه فقط

في ركام يموسق فراغًا

أتكلَّم عن الغياب/فضيحة المتآمرين

أتكلم عنك

عن بلهي القديم

(سوادي الباسق)

كالذي يحدث في الحلم/حكمة الحفظ

الضفدعة الأولى

محفوظة بنا

(سواد هابط يؤطِّرك في الصعود)

في ابتلاع الكلام

تعطين رائحتك التامة

فليس هناك، أيتها القدم، سوى اصطيادك

تاركًا وراءك النفايات والسمك والبيوت الفاسدة

تاركًا ورائي اشتعالي وانهمارك

في الرياح

(في وجوده)

فاقتربي، أيتها السيدة، اقتربي بشدة هبوطي

ببطء انهلالك

أنا لست سوى طين، فناديني بعطرك

بفخِّك، أيتها الذبابة

(اللحم الفاسد يساوي الفحولة)

ومن الآن سنرفض الخروج منه

هنا داخل فخِّك

نحمل موتنا، موت أحفادنا

موتًا جذَّابًا ينادي النبوة بعطلها الشاسع

ينادي الزهرة ببيرق أبيض

بموت باسق كالسواد

الحشود بالسلة أكدت ذلك

في قرابين المنفى

ليس سوى خطوة وتنعدم الأوراق

(اللحم الفاسد يساوي الرجولة)

فخروجًا، خروجًا بك

لأننا في الأصل مدعوون

وجديرون بك، بطقس آخذ في التردِّي

جديرون بها

اللغة المميتة وهواء العرج.

بغداد، آب 1992

*** *** ***


 

[*] شاعر من العراق مقيم في لندن.

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود