أولئك "المحافظون الجدد" الأمريكيون

ليسوا محافظين ولا جددًا

دعاة "التدمير الخلاَّق" أفرغوا الفلسفة والأدب والفنَّ

من أيِّ معنى إنساني

 

قيصر عفيف

 

ما أقوله ليس كلامًا في السياسة، بل في الأفكار. فبما أنه لا وجود للفكر في المطلق – إذ يتَّخذ أشكاله في الأشخاص والمؤسَّسات – سنحصر كلامنا في الأفكار التي توجِّه القرار السياسي في حكومة جورج دبليو بوش.

قبل سقوط الاتحاد السوفييتي، كان العالم يدور حول قطبين. عهد ذاك، كان الصراع بين قطب يسعى إلى نشر المبادئ الماركسية–اللينينية بواسطة الأحزاب الشيوعية المنتشرة في كلِّ أنحاء العالم، وبين قطب آخر يحاول صدَّ هذا الانتشار ومَنْعَ امتداده. لم تكن للولايات المتحدة "إيديولوجيا"؛ ولذلك نصَّبتْ نفسها قائدًا للعالم الحرِّ، ولجأت إلى قضايا، كالحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، أسلحة في حربها ضد الماركسية.

وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ساد شعور بالفراغ الإيديولوجي، وبدأ بعض الباحثين وأساتذة الجامعات يعملون على سدِّ هذا الفراغ: أنشأوا مؤسَّسات والتفوا حولها، وأصدروا منشورات وروَّجوا لها، وارتبطوا في ما بينهم ارتباطًا عضويًّا، حتى صرنا نرى أفكارهم متداولة في مختلف وسائل الإعلام. هل من قبيل المصادفة أن معظمهم من اليهود؟ هل من قبيل المصادفة أنهم زُرِعوا في مناصب رفيعة في الإدارة الأمريكية الحالية، أم أنهم، كمسؤولين غير منتخَبين، عُيِّنوا لتنفيذ استراتيجيا معينة؟

من هؤلاء ألَن بلوم Bloom، وفوهستيتر Wohstetter، وتلميذهما بول فولفوفيتس (نائب وزير الدفاع الأمريكي)، وإليوت أبرامز، وبيتر رودمان، وروبرت كيغان، ووليم كريستول، وليبي Libby (كبير مساعدي تشيني)، ومايكل لادين Ladeen، ودوغلاس فايث Feith، ونورمان بودهورِتس Podhoretz. ومن المؤسَّسات التي يطلقون عليها "مراكز التفكير" think tanks والمجلات التي يستغلونها لترويج سياساتهم:

-          National Review Commentary

-          New Republic

-          Weekly Standard

-          Hudson Institute

-          Heritage Foundation

-          American Enterprise Institute

ما هي الأفكار التي يروِّج لها هؤلاء في كتاباتهم ومجلاتهم، ومن أين جاؤوا بها؟

زعموا أن أفكارهم تعود إلى أستاذ الفلسفة في جامعة شيكاغو، في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، ليو شتراوس. وهذا كان ألمانيًّا يهوديًّا، هاجر إلى الولايات المتحدة، واستقر في جامعة شيكاغو حتى وفاته في أوائل السبعينات. في تلك الفترة – والحرب الباردة على أشدها – كان شتراوس يدعو إلى عسكرة الديموقراطية. كان يقول إن الديموقراطية لا تكون قادرة إلا إذا كانت قوة عسكرية باطشة. وكان يدعو إلى زيادة تسلُّح الولايات المتحدة وإلى رَصْدِ جميع الإمكانات المتاحة للسلاح. فالحرب، في رأيه، تُربَح بالردع قبل أن تبدأ العمليات العسكرية والمعارك. وكان شتراوس يقول إن على الديموقراطية أن تستغل كلَّ طاقاتها لتحقيق أهدافها. وقد برَّر وجود سلطوية مطلقة وديكتاتورية فاشية. هكذا يلتقي الضدُّ في مبادئه ضدَّه.

وعلى أساس هذه الأفكار، عمل مايكل لادين، أحد "الخبراء" في فلسفة ماكيافيللي السياسية والعامل في مركز American Enterprise Institute. ففي العام 1972، أصدر هذا كتابًا سمَّاه الفاشية العالمية، دارسًا الفاشية الإيطالية. وكان يحلو له التمييز بين "الحركة الفاشية" و"النظام الفاشي": النظام ديكتاتوري؛ أما الحركة ففيها تكمن الطاقة على التغيير. أي أن الحركة الفاشية تلغي القديم، تمحوه لتظهر العناصر الدينامية الجديدة. ومن هنا راح يدعو إلى حركة جديدة – فاشية بالطبع – لا تظهر في بلد واحد، بل في العالم كلِّه. وعلى الولايات المتحدة أن تكون العامل الذي يحرِّر دول العالم كلَّها من الأفكار القديمة. فهذا دورها في "الثورة" المقبلة، أو في ما سمَّاه "التدمير الخلاق"، الذي أوجَزَه على النحو الآتي:

التدمير الخلاَّق غايتنا في بلادنا وفي العالم. علينا أن نهدم النظام القديم، كلَّ يوم، وفي الميادين كلِّها، من التجارة إلى العلوم فالأدب فالفن فالسينما فالسياسة والقانون. كان أعداؤنا، على مدى التاريخ، يكرهون هذه الزوبعة من الطاقة والخلق، لأنهم رأوا فيها تهديدًا لعاداتهم وتقاليدهم (مهما كانت)، ولأنها تجعلهم يشعرون بالعار لعجزهم عن مواكبتها. وما إن يدركوا أن أمريكا تخرِّب مجتمعاتهم التقليدية يخافون منها، إذ لا يريدون ذلك. فهم لا يشعرون بالأمن لمجرَّد وجودنا؛ مجرَّد وجودنا، لا سياستنا، يهدِّد شرعيتهم. لذلك يهاجموننا كي يستمروا على ما هم عليه. لذا علينا أن ندمِّرهم كي ندفع إلى الأمام مهمتنا التاريخية.

ومن أفكار ليو شتراوس أن الحُكْم يجب أن يكون بين أيدي النخبة المثقفة، وأن على الحكم الاعتماد على هذه النخبة وجعلها من خاصَّته لكي تساعده في شؤون الحكم والقرار. وكيف تبرز النخبة في مجتمع كالمجتمع الأمريكي؟ تبرز في ما تكتب وتنشر وتحاضر في المؤسَّسات التي تنتمي إليها.

وهكذا روَّجوا لأنفسهم وتجمَّعوا حول مؤسَّسات، ونشروا منشورات يردِّدون فيها الأفكار نفسها، في طُرُق مختلفة، ثم نصَّبوا أنفسهم "النخبة" التي يحق لها قيادة المجتمع الأمريكي. وفي الوقت نفسه، عمدوا إلى تجهيل الأمريكيين بالأفكار المتداولة في أوروبا والعالم. بالنسبة إليهم، لا فكر يأتي من خارج. وهكذا احتكروا في غطرسة ما أرادوا الترويج له، وسخَّروا وسائل الإعلام لغايتهم. وكانت النتيجة أنهم سطَّحوا الفكر وهمَّشوا دوره، وأفرغوا الفلسفة والفنَّ والأدب من أيِّ معنى إنساني أو روحي. وهكذا أيضًا، خلخلوا الفضائل والقيم التقليدية للمجتمع الأمريكي. ومن الأفكار التي روَّجوا لها أن الخداع والكذب والتلاعب بالحقائق، لتنفيذ غايات سياسية، أمور مسموح بها. وهم يردِّدون أن على "النخبة" أن تحفظ الحقائق لنفسها، فتمنعها عن الشعب وعن خصومها السياسيين، لأن ذلك يمنحها قوة إضافية.

من مظاهر هذا الخداع أنهم أطلقوا على أنفسهم اسم "المحافظين الجدد". ورُحنا نحن نردِّد الاسم في استخفاف، بدلاً من أن نخترع اسمًا جديدًا ينطبق على جوهر ممارساتهم وعقائدهم. هم ليسوا محافظين، لأن "المحافظ" يعمل على الحفاظ على الوضع القائم والمبادئ الأخلاقية التقليدية وعلى الأعراف المتعارَف عليها. وقضايا هؤلاء ليست قضايا المحافظين التقليدية، كمنع الإجهاض وفرض الصلاة في المدارس، مثلاً، إنما السيطرة الكاملة داخل الولايات المتحدة وخارجها. وهذه السيطرة لا تتحقق إلا في وجود خطر خارجي. ولدى غياب هذا الخطر، علينا، كما يقول شتراوس، أن "نخترعه". وبحجة هذه الأخطار، سلبوا الأمريكي العادي حقوقَه التي صانَها الدستورُ على مدى القرنين الماضيين. وبحجة الأمن، قضوا على الحرية الفردية وصادروا حرية الرأي. زرعوا الخوف في النفوس وأوهموا الناس بأنهم يدافعون عنهم.

ومثلما اخترعوا الأخطار في الداخل، اخترعوها في الخارج. إن الفرصة سانحة لقيام الإمبراطورية الأمريكية التي لا انتهاء لسلطانها. وهكذا بدأت تتسلَّل إلى أفكارهم الأحلامُ الإمبراطورية التي راودت الإسكندر وروما قديمًا وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا وهتلر، الذي ما استطاع تحقيقها. ومن أجل ذلك، زرعوا قواعد عسكرية في سنغافورة والفيليبين وجورجيا وأذربيجان وبولونيا ورومانيا وقطر وجيبوتي والجزائر والمغرب وتونس والسنغال وغانا ومالي، واليوم في العراق وليبيريا. ومنذ ما يزيد على عقد، كان بول فولفوفيتس يردِّد أن على أمريكا أن "تكون موجودة في أنحاء العالم قاطبة لتدافع عن مصالحنا ومصالح أصدقائنا وحلفائنا".

ظهر هذا الكلام في وثيقة تسرَّبت في آذار 1992 إلى صحيفتي New York Times وWashington Post، وأطلقوا على الوثيقة اسم "إرشاد التخطيط الدفاعي" Defense Planning Guidance. وفي هذه الوثيقة تحدَّث فولفوفيتس عن ضرورة اعتماد "الضربة الوقائية" preemptive strike ضد الدول التي تمتلك أسلحة دمار شامل؛ وهو الكلام نفسه الذي ردَّده الرئيس جورج دبليو بوش، حتى سمَّاه بعض الصحافيين "مذهب بوش" Bush Doctrine.

ومنذ العام 1992، راح بول فولفوفيتس يرسم ما يجب أن تكون عليه خطة الدفاع الأمريكية. ومن الخطوط العريضة التي ذَكَرَها أن "نمنع من الظهور أية قوة جديدة تنافس الولايات المتحدة". وراح يفصِّل كيف يكون ذلك، بقوله إن على الولايات المتحدة أن تمنع أية قوة إقليمية من السيطرة حيث تكون الموارد كافية لخلق قوة على المستوى العالمي. والأقاليم التي ذكرها: أوروبا الغربية، شرق آسيا، الاتحاد السوفييتي السابق، وجنوب غرب آسيا.

وشدَّد فولفوفيتس في تلك الوثيقة على الدور الذي على الولايات المتحدة القيام به: عليها أن تعلن استعدادها لصون النظام العالمي الجديد – ولها فيه الدور الرئيسي – وعليها أن تقنع منافسيها بقبول هذا الواقع الجديد، كما عليها أن تثني الدول الصناعية عن عزمها على لعب أيِّ دور في أية منطقة من مناطق العالم. وهذا يضمن، في رأيه، العظمة لأمريكا إلى الأبد. هكذا، على طريقة ديغول، مجَّد عظمة أمريكا، وعلى طريقة الشيوعيين، روَّج للسيطرة على العالم. جمع بين الفكرتين، فكانت الأحلام بإمبراطورية عظمى على مدى الأيام، ناسيًا، أو متناسيًا، مبادئ التاريخ، حيث لا جمود ولا نظام إلا ويحمل في لبِّه عناصر فنائه.

بعد هذا العرض السريع للإطار العام لأفكار هؤلاء "المحافظين الجدد"، أو المراوغين المستغلين للأفكار، تبرز أسئلة: هل صحيح أن أمريكا تستطيع الحفاظ على السلام بشنِّ حروب لاشرعية، كالحرب العراقية؟ هل يقف كلُّ الأمريكيين جانبًا، يتفرجون على الديموقراطية التي تباهوا بها وهي تنطلق سريعًا في اتجاه الفاشية؟ هل ينجح "المحافظون الجدد" في زرع الخوف لدى الأمريكيين للسيطرة عليهم باختراع أعداء وهميين؟

بدأت ملامح المشروع الذي روَّجتْ له هذه الأفكار تتضح في الثمانينات والتسعينات من القرن الفائت. ولم تكن أحداث 11 أيلول 2001 سوى الدافع لتظهر هذه الأفكار في قوة واستمرارية وبلا خجل أو خوف. هكذا بدأ الحديث عن "المهمة التاريخية" للولايات المتحدة. وكما صاغ النازيون قديمًا أفكارًا تساند دعواهم بتفوق الجنس الآري، راح هؤلاء "المفكرون" الجدد في الولايات المتحدة يصوغون الأفكار التي ترسم صورة الدور الذي على الولايات المتحدة أن تلعبه، أي "تحرير" الشعوب! وهنا يكمن ما سمَّوْه "عظمة" أمريكا التي "تبدع"، وتنشر ما "أبدعتْه" في العالم. هذه هي "العولمة" (وليس العالمية) التي يحاولون فَرْضَها على البشر، في الحضارات كافة، من مشرق الشمس إلى مغربها: أن يكونوا مقلِّدين للأمريكيين في كلِّ شيء، من المأكل والمشرب إلى البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ومن اللباس إلى طُرُق التفكير. وهكذا تتسنَّى للإمبراطورية الجديدة الناشئة السيطرةُ إلى ما شاء الله. وعلى هذه الإمبراطورية الجديدة أن تعتمد القوة العسكرية لتضمن سيطرتها الدائمة على الشعوب والأمم. وكل مَن يعارض هذا المشروع إما خائن وإما إرهابي، إما "معنا أو ضدنا"، على نحو ما "فَرَزَ" الرئيس الأمريكي الناس!

قد يبدو من كلامنا أن هذه الأفكار التي يحاول هؤلاء المفكرون الأمريكيون تعميمها تعكس الرؤية الأمريكية برمَّتها. لكن هذا الأمر ليس صحيحًا. فبين الأمريكيين كثير من المفكرين والعاملين في الشأن العام، من طبقات المجتمع كافة، بدأوا يشعرون بالخطر الداهم الناتج عن هذه الأفكار. بدأ هؤلاء يراقبون في حذر كيف راحت الديموقراطية التي عَرَفَها الأمريكي طوال قرنين تتحول إلى فاشية، وكيف بدأت دولة الحرية تتحول إلى دولة بوليسية. إن الروح الشعبية الأمريكية، أو ما سمَّاه الفيلسوف الألماني هردر Volkgeist، والروح الثقافية الأمريكية، أو ما سمَّاه شبنغلر Kulturgeist، تستمدان صورتهما وجوهرهما من مصدرين أساسيين: حسٍّ قويٍّ بالعدالة التي يصونها الدستور ويثبتها القانون، وحسٍّ ديني قويٍّ مصدره الإنجيل وفضيلة المحبة التي يبشِّر بها.

الأفكار التي يحاول "المفكرون" الجدد الترويج لها تشوِّه صورة الشعب الأمريكي. فهل ينجحون، أم يطلع مَن يعرف ويروِّج لفكرة أن كلَّ حضارة تقوم على إلغاء الآخر تحفر قبرها بيدها، وأن لا خلاص إلا باحترام الآخر ومحبته والحفاظ على كرامته وحقوقه الأساسية، حتى لو كان مجرمًا.

بدأ عدد كبير من المفكرين الأمريكيين والمشتغلين في الحقل العام في الولايات المتحدة يخافون من الأفكار التي يروِّج لها أولئك الذين سَمَّوا أنفسهم "المحافظين الجدد". رأوا في هذه الأفكار ما يشبه دعوة تروتسكي إلى "الثورة الدائمة"، وما يشبه تعاليم ماكيافيللي للأمير الذي يسوِّغ كلَّ الوسائل لتحقيق الغاية المتوخاة في العمل السياسي، وما يدعو إلى السيطرة العسكرية والهيمنة على مقدَّرات الأمم لإقامة إمبراطورية جديدة. ورأوا في ذلك كلِّه السقوط الأخلاقي للولايات المتحدة. لذا شرعوا في حرب فكرية مضادة، توضِّح للشعب الأمريكي أخطار "المفكرين الجدد". وهذا ما كتبه عضو الكونغرس رون بول في 7 تموز 2003:

إذا كان المحافظون الجدد على خطأ – وأعتقد أنهم مخطئون – علينا أن نُظهِر ذلك للشعب الأمريكي، وعلينا أن نقدِّم فلسفة بديلة تكون أكثر أخلاقية، وتقدِّم نتائج أفضل لناحيتَي الحرية والنجاح. حان الوقت ليستعيد المحافظون الحقيقيون الحركة المحافظة.

ثمة شرخ في الذات الأمريكية: تشدها، من ناحية، نزعة الهيمنة والسيطرة والإمبراطورية الطاغية؛ ومن ناحية ثانية، المبادئ التقليدية للحرية والمساواة والحقوق ودولة القانون.

ماذا عن المستقبل؟

نحن، أبناء الأرض، نصنعه معًا. من الشرق والغرب، علينا أن نبني الأرض معًا، وأن نصارع معًا ضد الفقر والمرض والجهل، وأن نحقق العدالة والحقَّ لكلِّ إنسان، وأن نزرع الحرية في كلِّ قلب، وأن نخلع الخوف من كلِّ نفس. الآن علينا أن نعيد إلى الإنسان الفرد الحرِّ قيمته، لأنه أسمى ما في الوجود.

إنه دور المفكرين من كلِّ الحضارات. فأين المفكرون العرب من هذا كلِّه؟ هم غائبون مغيَّبون، يخترعون لهم مؤسَّسات فكرية، ونظن أننا أنجزنا ما علينا.

فمتى نخرج من دائرة الجهل؟

*** *** ***

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود