|
||||||||||||||||||
| |||||||||||||||||||
|
بجعاتٌ
شاخصاتٌ في ضَبَاب الرِّحلة الشَّاعر إلى
نجوان درويش يُمسِك الأبدية بيديه ويظلِّل وَجْهَ الغيم قارعًا أجراس الكوارث ومشيِّعًا الموتى إلى
مثواهم الأخير باسطًا يديه كعشب الأرض ومتخذًا السَّروة عشيقة موشوشًا لنادلة وهي ترحل أن ابقَيْ بموسيقاكِ التي تحمل لَحْنَ البارات لتدركَ الأبجديةُ أن شاعرها، في سكرته
الأخيرة، قد ألقى عنه عبء اللغة ودعا للكلمات الميتة أن تسقط كالأوراق الشِّعر ينسلُّ كالسارق في عتمة
الليل يجتاز الحقول بخفة ثعلب ويُخرِجُ الخوفَ من تحت
إبطه كالدجاجة إنه خلسة الليل... فيم
تفكر؟ فيمَ تفكر لو أنك شجرة من
الزقُّوم؟ فيمَ تفكر لو أنك عصفور من
البلاستيك؟ فيمَ تفكر لو أنك حذاء من
المطاط؟ فيمَ تفكر لو أنك قطرة ماء
على خدِّ الأبدية؟ فيمَ تفكر لو أنك رملة على
عانة الصحراء؟ فيمَ تفكر لو أنك من
المارينز؟ فكرتُ مليًّا بالانتحار،
لكن الذباب قد أزعج مخيِّلتي المريضة متسوِّل
أرستقراطي أقف على باب الفقراء – يا ويلي! – وأطلب لعلهم يعطونني شيئًا أو بعض
شيء فينأى مكانُهم ويكون ثلجٌ بيننا تلك الأشياء التي لم نمنحك إياها حافظْ عليها كنفسك ثم ائتِنا عندما تنضب
مواعينُك فلدينا الكثير، الذي لن
نمنحك إياه جُدْ علينا بفقرك وبغناك وإياك والمحبة فإنها سوسة القلب حافظْ على جفائك وسوء
أخلاقك فإنهما ماء وجهك تلك ذاكرتك المريضة ذاكرة القلب اللعين زيجات الزيجات التي حلمتُ بها كانت من هواء الفجر والأخرى التي رَمَتْ بظلها
عليَّ لنساء سود يرسم الشبُق لوحاتِه على أجسادهنَّ العرقانة مسكرةٌ تلك التعبيرات من أية لعنة خرجتْ تمسح ساقها بالزيت! راقصات
من عصر الباروك راقصات من عصر الباروك يأتين ويذهبن يذهبن ولا يرجعن يَقُلْنَ كلامًا فاحشًا عن
أمراء توارَوْا في العدم يضحكن من صرَّة القلب إلى أن يهجعن كبجعات
بيضاوات شاخصات في ضباب الرحلة ومستكينات على أثواب الحرير
الهندي راقصات من عصر الباروك يملأنك بالبهجة وبهجة الموت تملؤهن بالجمال هجرة تعزف الريح، على المداخل
والشرفات، كعازف السكسفون المنفرد لحنًا من الغرابة والفجيعة في أول الخريف تطرب الطيور وتضطرب يملأ قلبَها حزنٌ جميل تضرب أجنحتُها القصيرة
والطويلة وَجْهَ الأرض باتجاه الشمس حتى تحترق هذا هو حقُّها المقدَّس في الحياة القائد ستعبر النهرَ راكبًا نعجتَك الجرباء لتعوي فوق رؤوسنا ثم تعود الضِّفدع تتسوَّل علينا أيها
الضِّفدع لتتصدَّق علينا الأمم لأننا نُذبَح بينما بريجيت باردو تتألم لعذابات الخراف! المسافر
ليلاً يعبر الغريب في الليل والنجوم حقل شوك ألقاها الله في طريقه بغير ما مسرَّة له رفقة من الضِّباع ذئب عجوز وبعض الخفافيش! عشاءٌ
على شَرَف الثورة الفرنسية عائلة ملكية من عصر الباروك تشارك الفقراء طعامهم يا لفرحة الفقراء! يا لتعاسة العائلة! الكرسي أيها الكرسي – يا مَن يهدهد سرَّنا – سِرْ بنا... الوطواط بالأمس تغنَّى الوطواط على
السفح لكني لم أشاطره البغضاء! حذاء كان بودِّي أن تشرق روحي لكن الله خبَّأ لي حذاءه القديم! ثوب ليس لديَّ ما ألبسه في هذا الفندق الكوني سوى جسدي جوَّاب أجوب الآفاق فلا أجد سوى عَدَمٍ مقيم على الدروب إرْث إرثنا ثقيل: دمٌ ورمال هذا بعضُ ما ترك الأجداد! الزُّجاج الزجاج الموشَّى بأبخرة
الماء والمثقوب من أعلاه لا يملك إلا أن يكون معلقًا وحين كُسِرَ الزجاجُ وسالت
الأبخرةُ كدموع كان لا بدَّ أن يسقط السلَّم
المعطوب السلَّمُ المعطوب واليدُ الخاوية لا يصافحهما أحد! سؤالٌ
وجودي اليوم هو الأربعاء أية أهمية للإنسان؟ اليوم هو الأربعاء فَسَاد القُبَل الكثيرة تُفسِد الحب! رِعْشَة نارُك صلاة وعثراتُ غيم وَهْمٌ حبُّ أنجيل أوردَني المهالك – وهي امرأة بائسة لم أرَها في حياتي! شجرٌ
مَيْتٌ ماذا يفعل الحب بالشجر الميت؟ قَشٌّ -
ماذا
تريد في
منتصف الليل أيها
المجنون؟ –
حفنة
من القش أشعلها
على مهل مُقَاوَمَة الدبابة تبتزني وأنا في حلمي أطعنُها بالموس الكبَّاس! ***
*** ***
|
|
|
|
