خمسون عامًا من الحبِّ والحرب

 

أنثولوجيا من اختيار جبران سعد

 

أرى جلدكِ ناقل ضوء

قضيتُ سنةً واحدةً من التَّلمُّس الأعمى،

والصومِ، والتنفسِ، كي تستحيلَ الرغباتُ قويةً

كأسناننا. أحيانًا يخطر ببالي: سنعيشُ في غابة،

لدينا مطبخ، باب قديم، ونستعمل الطاولة

للحب.

 

لا منجلَ عملاق ولا كتب.

يوسف بزِّي

 

تَعَبُ شهريار

والآن

دعيني أكتشف ثانية جسدَك الحقيقي

يدك... فمك... دمك

ودعيني أركض على سهل ظهرك الفسيح

مثل خيَّال يقطع سهل البقاع

ويبلعُ الرياح.

 

وأصعد إلى ذروة نهديك العاليين

مثل مغامر يتسلَّق ذروة حرمون

ثم تزلُّ به قدمُه

فيتدحرج إلى أسفل قدميكِ العاريتين

ويرتطم بالسماء.

محمد علي شمس الدين

 

قرينة الرخام

منذ اعتَرَاكِ التحديقُ إلى الهواء

وجفَّ وهجُكِ

وأصبحتِ قرينةَ الرخام

وأنا رمحٌ

مسامي نسور الأسوار

لهفي أن تلدَكِ الطريق

أن تمطركِ المسافة.

جاد الحاج

 

مرساة النوم

تبعتُك

صافي العينين والقدمين

في شفتي

صداقة مذهبة

وقمح يتفاقم

أتحدث مع الغرفة

في مساءات تناهز الخوف،

أتجمَّع في ذروة

عاداتها

قسوة ووردة قاتلة.

إسماعيل فقيه

 

دفء الورق

شعرُكِ يبعثر الغرف والأصداف

شمسُكِ تتنهَّدُ تحتَ وَخْزِ العنب

أشرقي بين السطور

قبلةً لجلجامش

وعصا تشقُ الضفافَ المسافرة.

عبده وازن

 

كم أذكُرُ الآن حزني

كالأطفال ضِعْنا في غابَةٍ مُعتِمَة

وَعُدْنا إلى البُكاءِ حُفاةً

كَمْ كانَ لِطَعْمِ الخَوْفِ حَلاوةٌ

وَلِسَرِقَةِ القُبْلَةِ مِلْحُ بَحْرٍ هائجٍ.

باسم زيتوني

 

هيام أو وثنية

إني أنبشكَ من الأرض

لكي أجعلكَ مثل المرمر أبيض مرتعشًا

نزرعنا نسَّاكًا في وسط مكاننا

ونحيطنا بنُصْبٍ من الصفحات المقدسة.

صباح خرَّاط زوين

 

أغنيات حبٍّ جنوبية

على نهر الليطاني

على ضفة النهر كانت ترنِّخُ أثوابها

في صباح نقيْ

طفلةٌ،

خصَّلتْها الطبيعةُ من ورق البطمِ،

مشغولةٌ بالأناملِ،

صافيةٌ كإلهٍ

ومهجورةٌ كنبيْ.

شوقي بزيع

 

نَجلسُ على الحَافةِ القَريبة لألفَتِنا ونُفَكِّر

وأَذكرُ

أَنَّني، مُلتَصِقًا بكِ،

كُنتُ أَسيرُ لكي أُعطيَكِ رسالتي الأخيرة

أنَّكِ، مُلتَصِقةً بي،

كنت تبحثين عنِّي،

لكي تجدي أَنِّي على الكُرسي

مازلتُ

أَنْتَظِرُ أَنْ يَجِدني أحد.

بسَّام حجَّار

 

عائدةٌ إليك

من عزوف عينيَّ

عن الذهاب إلى ما بعدكَ

من حصار صوتكَ للفجر

من همسكَ الذي غدا المفتاح

من إبحاري المطيع لرياحكَ

وانفجار شهوتي عند وهمكَ

عائدةٌ أنا إليك.

جمانة حداد

 

قصائد

دخلتُ إلى الكنيسة راكضًا فوقعت

دخلت لأرى الفجرَ مثقلاً بالسنين

من أجلي ومن أجل خيري خُلِقتْ هذه المرأة

التي تساوي ابتسامتُها حفنة من التراب ذُرَّتْ على الثديين

لمرة واحدة، أكون معكِ حين أنام

أنتِ في كنائس حلمي.

جورج شحاده

 

عابرون

أنا نوافذك

لكن

هذه الكلمات التي تتساقط

منِّي

لا تشكِّل قصيدة

خلفية لمستقبل

نتكئ عليه.

إسكندر حبش

 

كان شعرُك حجرة فسكت

السَّهم تحت قدميكِ

المنجل تحت قلبكِ

كانت يدك آية

فسقطتْ علينا

كان شَعركِ حُجْرة فسكت

اتخذنا من نَفْسكِ ميناء

ومن عماكِ مغارة

شيبتك هطلتْ علينا

زنبقة أنت

والصيف أسد في وجهكِ.

عباس بيضون

 

حكاية رجل مغناج

كُنْتُ آتيكِ مِنْ خَلْفٍ، أُطَوِّقُ عُنُقَكِ

أُزيحُ خُصُلاتِكِ قَليلاً، أُوَسِّعُ فَتْحَةَ

القَميصِ، أُراِقبُ حُبَيْباتِ الماءِ تُؤَلِّفُ

جَدْوَلاً صَغيرًا في فُرْجَةِ النَّهْدَيْنِ نُزولاً

إلى أسفَلِ السُّرَّةِ حَيْثُ الماءُ أشدُ بَريقًا

وطاعَةً، ولا أعودُ أعْرِفُ أيَّكُما الماطِرُ:

السَّماءُ الصَّافِيَةُ فَوْقَنا أمْ جِلْدُكِ الَّذي يَئِنُّ

تَحْتَ راحَتَيَّ.

زاهي وهبي

 

كان ليلاً ولهاثك

كان لَيْلاً يَكْسِرُ وَجْهُكِ لَوْنَهُ

كُنَّا طِفْلَيْنِ على مَقْعَدِ الرَّغْبَةِ

ومَسافةٌ تأخُذُنا

طَيْفانا يَلْهُوانِ بمدينةٍ تَموتُ.

 

كان لَيْلاً ولُهاثُكِ يَقْطِفُ وَجْهي

أصيرُ لِرِدْفِكِ إلهًا

لخَصْرِكِ سماءً

واسمًا أصيرُ.

 

كان لَيلاً وأحْرَقَني.

باسم زيتوني

 

أوراق خولة

زُرْتُ آثارَنا

بين بَيتي وبيتِكَ. فَوَّضْتُ أمري إليها،

وتَنَسَّمْتُ عِطْرَ الطَّريقِ وعِطْرَ المكانْ،

وتَخيَّلتُ أنِّي

بِاسمِها، رُحْتُ أَخْتَطُّ تحت السَّماءِ سماءً

كي تُظَلِّلَ عُشَّاقَ هذا الزمانْ.

أدونيس

 

هويَّةُ إنسَانٍ مُعَاصر

تندهُني العوالمُ المطفيَّهْ

والجُزرُ الليليَّهْ

يا زهرةَ الخطيئةِ البريَّهْ

أحبُ من أجلكِ أن أغامرْ

أُحب أن أهاجرْ

طيرًا على صمتِ بحارٍ... طائرْ

منصور الرحباني

 

قبل أن نعود

كُنَّا عندما صفَّقَ البحرُ لنا،

نضحك للطريق التي أخذتْها العاصفة

وغافلتْنا.

كذلك فعلْنا عندما لطَّفَ رذاذُ الجنس عقولنا،

فحفظْناه لنَروي به في الموت حديقة أجسامنا.

عقل العويط

 

اتبعني!

أنادي شعرَ الأرض كلَّه

أكتبكَ على صفحات الوجْد

سيِّدًا

أحفظكَ

أخترع لكَ الأحلام

وألوِّنك بأقلام مستحيلة

ألفتُ إليك أنظار الجنَّ وآلهات الأساطير

لتغدقَ عليك وهج خرافاتها

أمحوكَ بدمعه ساخنة

أو ضحكة ساخرة

لأزرعك من جديد سنبلةً بين أناملي.

ندى الحاج

 

الجهة الأخرى المحترقة للبالغ النَّقاء

هذه المرأة بوجهها المظلم

على طاولات الثلج

قيثاراتُها محترقات حتى الجذور

كل هذا الذي ترى

تعصر اسم النهار بين ساقيها

واعتصار ما لا يُسمَّى

والرغبةُ حولها

أيتها الأسنان أيتها الشائخات

تبرقين عذبةً في الرَّهيب

صلاح ستيتيَّة

 

على سحَابة رجليك

كُلُّ ماء يغسلك يتمزَّق. هناك ينبوع يُرفْرِف

ماؤه كفراشة. اصعدي والْمسيه ليتمزَّق. طالما

شاهَدَك تُمزِّقين سائر المياه، ونار الغَيْرة تنهشه حتَّى

البحر.

أنسي الحاج

 

قصيدة الندم

كلَّ صباحٍ تكرِّرُ نفسَ العذابات:

ضحكتُها في السرير،

وداعتُها في التنصُّتِ،

رغبتُها في الأمومةِ.

منحدرٌ ظَهْرُها من مساقطِ

جَمْرٍ مريضٍ

ومتَّصلٌ بالألوهة من جِهَة البحر.

شوقي بزيع

 

نشيد سالومي ابنة ليليت

اجمعني

فالمطلوب واحد

تعال في سيول عينيك اجمعني

مَسْمِرْ قممكَ في هاوياتي

احفرْ تقاطيعك على ذاكرة راحتيَّ

وتنشَّقِ النِّمرة الكامنة عند مسقط الكتفين.

جمانة حداد

 

تحولات العاشق

كان تنهُّدي سحابًا يسندُ الأفق

رداءً أنسجه وتلبسينه مصبوغًا بالشمس

وكان اللَّيلُ ضوءًا يقودني إليكِ،

في طيَّات ثوبك اختبأت

رافقتُكِ إلى المدرسة

سرقتْ خطواتُنا أجراسَ العتبة

وانسللنا

جلستُ إلى يسارك في الصفِّ

نمتُ بين أهدابك

وما رأيتكِ

 

في سفَرِ لم يصل إلينا كنتِ.

أدونيس

 

أوْرَاق الغَائِب

أَلْقَادِمَةُ مِنْ تَلاويحَ وبُكاءٍ وَما اسْتَبْقَتْهُ

تَهاويلَ للسَّرْو وِللْمُغْتَرِبِ ولِمنادِيلَ تُعَلَّقُ في

العَيْنَيْنِ تُشِعُّ في الْغَبْرَةِ وتَلْفَحُ بِالْماءِ ما

تَحْفَظُهُ فِيَّ كَيْ أَتَرَدَّدَ في ضَمَّةِ الْغِيابِ وَتَصْفو

مِنْ هَاويتِها الْعَميقَةِ إلَيَّ.

بول شاوول

 

اللَّمسة

كنَّا على أرض الحمَّام، تعطينني ظهركِ وأنا أنبض بطولكِ. أغمض

عينيَّ وأنساهما، وحين يعود فمي يكون كلُّ شيء رموش لمسة

هذا الصيف المطمور، صيف من الذاكرة، عريكِ دون أن يكون قوس

قزح على سجادة الحمَّام، أعطى لكلِّ شيء ذكرى قريبة.

عباس بيضون

 

أسماء الرغبة

وكنت أتنفَّس مسام البشرة وميناء

الحوض لأتبلَّل بمائك وأحتضن حواسي

وكنت لا أميِّز بين حواسي وأعضائك

وكنت أرى وأسمع وأحس وأذوق وأشم لأبلغ

غير حواسي.

وكنت أتدرَّج متنسِّمًا عَرَقَ النهد فيتبعني

الأسفل ويختلط تيهي بانكساري.

حمزة عبود

 

عودة ديك الجن إلى الأرض

وآتيكِ في ليلةٍ

دونما قمرٍ

أو رقيب

فألمس نهديكِ

حتى أحرِّك شهوتَكِ المبهمهْ

وأدخل منتشرًا في الخلايا

بطيئًا

بطيئًا

كجرثومة مغرَمهْ

ألمس الأنف

والنقطة المستقرة في طرف العينِِ

والإبط عند انحناءته

القمر

الأسودْ

الحلمهْ

خَرَزَ الظهر

ما تحته

الهيلَ

في الغابة المظلمهْ

ألمس الروح في عمقها

(فأدرك ما سبب الشعر والموت.)

محمد علي شمس الدين

 

ربَّما

أستقلُّ عينيه المستعجلتين

لأقول كثيرًا

ولا أفعل.

ربَّما هما خاصَّتان بي

أو مثل تلك الأعين

التي تعوَّدتْ أن تنسى.

ميراي سابا

 

إلى غ.ت.

هل عِشنا في قلوبنا الإسفلتيَّة

النَّار وفُجورَها؟

هل أقمنا حُرَّاسًا

في بَاحةِ أحلامنا

وعَلَّقنا عصافيرَنا في جميع الهواجر؟

هل قيَّدنا الرِّيح؟

 

لحظة لا شيء كان بسيطًا،

دَمَّرنا الأرض.

ناديا تويني

 

سبَّاح الحبِّ الواحد

مثل طفل الأمس الضائعة صيحته

في بستان من التفاح الأبيض

أرى من جديد في مرآة موحشة

ذكرياتي على عصا بيضاء

فلا أدري أيَّنا الأجدر بالشكوى

أنا أم هي

كم الأيام قاسية

أيها القمر الخفيف يا مرآة الغياب.

جورج شحاده

 

عُرْي الأصداف

احفظني من تناثر التراب واندثاره تحت قدميَّ

احمني من ألم الأيَّام الآتية

وابسط أمام عينيَّ أفواج الرغبة.

عُدتَ من بعيد وأنت لم تذهب بعد

أعرف أني لن أنال منك سوى ما نلتُ حتى الآن

لذلك أجدِّد نفسي بنفسي وأكتبُ لذاتي.

ندى الحاج

 

ليس للمساء أخوة

يا قاطعَ الطرق يا شرسًا يا مجنونًا يا حبِّي

دعْ ممرًا لرحيلي

دعني بعيدًا مع ورق الشجر أَستلقي

على حجر يمكنني أن أقعد

مع صرصار أستطيع أن أغنِّي

لنملة أقرأُ قصائدي

في مِزَق ثوبي ثلاثُ ابتسامات من الفجر وثغرٌ كاملٌ للغروب

على رؤوس أصابعي قطيعٌ غريب

لا يعود من البراري.

وديع سعادة

 

تقذف النَّرد الطروب

يسقط وحده من السَّماء

ويصنع القضيب للمعلِّم

وإلى الموزة والفتاة

تقذف النَّرد الطروب

والحبَّ من يديها

سأقف وأنتظر شفتيها

وأن يكون الموعد في الدست.

شوقي أبي شقرا

 

الواصلُ إليكِ

أضع حذائي حيث كانت خطواتكِ

وأمد يدي إلى عقدكِ الاحتمالي،

وبين قميصكِ وزغبكِ

تستدرك أصابعي

الهواء الواصل إليكِ.

 

فضحتِني:

وجدوكِ في ضحكتي.

شربل داغر

 

مديح الكآبة

ليلٌ آخر

مطرٌ آخر، كي تعودي دومًا من العتمة

العتمة التي تبصر.

 

ليلٌ آخر

كي نتشابه دومًا في العتمة

ودومًا

يتبدَّد الجسد.

إسكندر حبش

 

ممشى الزيزفون والبروق

قُدتُهُ إلى قمة جبلٍ من الثلج

حيث باح كلانا بحبِّه للآخر

 

كان الطقس باردًا

وهدير الشاحنات

يمتزجُ بأزيز الطائرات المروحيَّة

لكن رجال الشرطة عجزوا عن مطاردتنا

فنحن لامرئيَّان، ولا أحد سوانا يعرفُ ذلك.

إيتل عدنان

 

افتحي الأيام لأختفي وراءها

وأنكِ نائمةٌ في بحيرةِ حناني

وأنكِ حرَّةٌ منِّي

وأنكِ حرَّةٌ فحسب

وأنكِ مَن أراها ومَن لا

وأنكِ تمنحين الآخرين أن يرَوا فيَّ أسماءَكِ.

عقل العويط

 

أعراس الذهول

خوخٌ يعيِّد في الظلامِ...

وفي الكلام ينازِعُ

الخوخُ العجيبُ

تعلو وتَكْمُلُ باكتمال الخاءِ

خابيةُ النساءِ

وينتشي الرُّخُّ الصخوبُ.

جهاد الزين

 

رسالة

قلبي يتمشَّى وحدَه

عاريًا بعد العَشاء،

انتظريه يَصْبغْكِ بالحبر الأحمر

ويصحِّحْ لكِ غلطة الكحل.

شوقي أبي شقرا

 

تحت عريك

أيها النَّهد الآخر

وأنت صوب الضباب

امنح جفون القمح

خيطًا شاردًا

ها هي الرغبة

مقاطع

من ماء ونار

إسماعيل فقيه

 

خاطرة

بين عَينيِه ودمْعاتِ الحبيبهْ

أبدًا هذي الحقيبهْ

وَمدى الأسفارِ للرؤيا،

لِنارِ الشِّعرِ

في أرضٍ غريبهْ.

فؤاد رفقة

 

يا شفير هاويتي

أشهدُ أنكِ ما نمتِ إلاَّ في حلمي

وما استيقظتِ إلاَّ في حلمي

والذي يمشي على الأرض منذ البداية

ليس أحدًا

غيرُ وحش رغبتي فيكِ

وطفلها.

أنسي الحاج

 

من محفوظات عاطفية لحرب في لبنان

أحب خَتْمَ الحياة على جبينك

الضَّجيج الذي يحدثه الشرق

عندما يكون الفجْر إمبراطوريًا.

ناديا تويني

 

عشب

الزيت القليل الذي رَشَحَ من الجدار كانت له

رائحةُ نومها، كانت له رطوبةُ يديها اللتين لم

تنغلقا.

 

الزيت الذي بلَّل جدارها كان عشبَ غيابها،

عشبَ نظرتها التي لم تنطفئ، عشبَ الليلِ الذي

خبَّأتْه في آنية عينيها.

عبده وازن

 

تحول

أُفَكِّرُ كَيْفَ ألْمُسُ الفَضاءَ الَّذي تَعْبُريِنَه

وكَيْفَ سَتَصِلينَ قَبْلي.

وأُفَكِّرُ كَيْفَ أُغافِلُ خَوْفي وأقْتَرِبُ مِنْ

هَواءِ ثَوْبِك.

 

وأَفَكِّرُ كَيْفَ ضاعَ وَقْتي بَيْنَ خُطْوَتَيْنِ وأنْتِ

تَمُرِّينَ تَحْتَ بَصَري.

 

أَفَكِّرُ ما اسْمُكِ؟ ولِماذا تَذْهَبين كما تَذْهَبُ

فِكْرَةٌ وكَما تَذْهَبُ لَحْظَةٌ بَيْنَ لَحْظَتَيْنِ.

حمزة عبود

 

انتظار

إِذَا عَادَ الشِّتَاءُ، وَدَقَّ أَبْوابًا

بِرَغْمِ رَحِيْلِهِ مازَالَ

يَذْكُرُها،

إِذا عَادَ الشِّتَاءُ، َولَمْ تَعُدْ،

أُصْغِي إِلى المَطَِر الذي في القَلْبِ

يَحْفِرُها

وأَفْتَحُ بَابَ

ذَاكِرَتِي،

وأَغْمُرُها.

جوزف حرب

 

حبٌّ يتقدَّم في الكوكب

تقولين: الجمَال...

أطفال في شهر آب.

وها هي العواطف ترفع رأسك قليلاً

تمصُّ آدميَّتك أيضًا.

آلام كبيرة،

– ليست أبعد من الغرفة

ليست نزفًا تحت الضمادات الناصعة –

تنضج أكثر بالسخط

بالوقت المجمَّد في فمكِ.

يوسف بزِّي

 

مربَّعات الكآبة

أضيئكِ

قبالة بلَّوْر أحلامي

وأمام مرآة غرفة النوم

أقشِّركِ

على الأريكة البيضاء في الروح...

على هذا البلاط البارد

على أرصفة مسَرَّتك

أفرش أنفاسي قطنًا

غسان علم الدين

 

امرأة على صدرها عنب الصحراء

اختبرتُ أقوالَ الرسل وعظات الكهنة

لبستُ عباءةَ المنبوذين

جئت مهملاً محبتك

ساقطًا وغريبًا في حضرةِ العالم

 

أيها اللهبُ الطالعُ من نحاس العينين

تمسَّكْ بذبائح الطير

تَغَنَّ بالمنِّ والحصاةِ البيضاء

 

أيها اللَّهَبُ المقدس – يا وجعي

تعرفك تاميراس. لأنها أوشكت أن تغيب

تعرفك، لأنها امرأة ألقت مرساتها في الظهيرة

تعرفك، لأنها أعمالي وأفعالي

تعرفك، لأنها غالبت فيكَ الأحزان.

رياض فاخوري

 

فراق

خذي وقتكِ

واعطِني

أن آخذ وقتي

مهزومانِ

متساويان في الهزيمة

لا تقولي شئتكَ

فلم تشأْ

تنصَّتي على الصمت الآتي بعد قليل

جاد الحاج

 

بلادات الجسد

وكيف لي وأنا على عتبة هامدة أن أصغي إلى الغرائز والصبابات

وإلى ما يمليه الجسدُ بلا ندامة ولا جدوى وأنت مثلي كتلة من

كتلٍ موزعة حولي بلا طائل ومن رميم الوقت

بول شاوول

 

كتَابَةٌ أولى

جاؤوا من الظهيرهْ

فدخلوا الكنيسهْ

وركعوا وصلَّوْا

وقدَّموا نذورَهمْ

وأحرقوا البخورْ

إلاَّ أنا!...

لا فِضةً لا ذهبًا

كانَ معي اسمكِ

وضعتُهُ في عُلبةِ النذورْ

منصور الرحباني

 

سماء بلا سماء

أحيانًا، أستعِدُّ

لرحلةٍ بلا رُجوع،

ثمَّ يزيحُ الفَجرُ الستائِر

فأرى مُراهَقتي

جالسةً في ركن

من لا مكانْ.

إيتل عدنان

 

عاشقان

من سنين

تحت سقفٍ واحد يشيخان

في الصَّباح يسقيان الحقل،

يقطفان الزُّهور.

 

في المساء

يَدُها في يَدِه

إلى القمر ينظران،

ولا يتعبان.

فؤاد رفقة

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود