|
لماذا شمس الحقيقة؟ في
زمن الوحشية المُطْبَقة هذا، تنهش غيلان
العولمة كيان البشر، ويستقطر مصَّاصو الدماء
أرواح الشعوب وآمالها، وتتراقص عفاريت
الانحطاط والابتذال في قنوات الفنِّ والعلم
والتربية، ويبحث الإنسان عن مفرٍّ، فتُطبِق
عليه أفاعي المِحَن والفقر والأمراض، وتنهشه
كلاب التسلُّط والغطرسة، وتعبث به عفاريت
الفساد. لكن الأسطورة تقول:
إذا عمَّ العالمَ الفسادُ فإن الله يرسل على
الأرض الطوفان! فهل يوجد طوفانٌ أبشع مما قد
صارت إليه البشريةُ الآن؟ علماء البيئة أكَّدت
أن التغيرات البيئية ستساعد، في زمن قريب،
على تفكُّك المفاصل القارِّية؛ وبالتالي
ستغوص القشرة الأرضية في قاع الماغما، أي
باطن الأرض. وربما لا تحتاج البشرية إلى
انتظار هذا الزمن القريب! فالقنابل النووية
والبيولوجية والكيميائية ربما تؤدي هذه
المهمة في أية لحظة ممكنة! ترى ما الجرم الذي
ارتكبتْه البشرية حتى صار ينتظرها هذا
المستقبل المزري؟ علماء النفس تقول بأن
الإنسان كائن أخلاقي. وهذا يعني أنه يقدِّم
مصالحَه الإنسانية وقيمَه العليا على مصالحه
المادية والبيولوجية والشخصية. من هذا
المنطلَق، ترى هل إنساننا الحالي كائن
أخلاقي؟ هل تحقِّق العولمةُ المصالحَ
الإنسانية بعيدًا عن تحقيق المصالح القومية؟
هل تحقِّق التجمعاتُ البشرية المختلفة
المصالحَ الإنسانية بعيدًا عن تحقيق مصالحها
المادية ورغبة التفوق والسيطرة؟ هوميروس وأفلاطون
أكَّدا أن سبب دمار قارة أطلنطس وغرقها يعود
إلى الفساد الذي دبَّ في كيان مجتمعها
المتطور آنذاك، ففتح البحرُ شدقيه وابتلعها!
ترى هل يعيد التاريخ نفسه، فيبتلعنا البحر
كما ابتلع غيرنا؟ هذا التساؤل يفتح
أمامنا باب تساؤل آخر هو: هل حقًّا وُجِدَتْ،
في يوم من الأيام، قارة أطلنطس؟ دأب العلماء في القرن
الماضي على البحث عن الحضارات الضائعة،
فاستوقفتْهم النتائج التالية: أولاً:
عثر الإنسان، في قاع البحر المتوسط وفي خليج
المكسيك وفي بحار جنوب شرق آسيا، على مدن
غارقة في البحر منذ عشرات آلاف السنين،
فاستنتجوا وجود الإنسان العاقل في عصر يسبق
إنساننا الحالي، مما يؤكِّد وجود عشرات من
الحضارات الضائعة. ثانيًا:
عثر الباحثون في مصر على حجر دندرة الذي
يحدِّد وضعًا فلكيًّا يعود إلى تاريخ 11800 ق م.
ومن جهة أخرى، أكَّد العلماء أن الآلات التي
صَقَلَتْ حجارة الأهرامات المصرية لا تقل
تطورًا عن تقنية آلاتنا المعاصرة، فتساءلوا:
من أين أتى المصري القديم بهذه الآلات، وكيف
حصل على رياضياته وعلومه الفلكية
والكيميائية المتفوقة؟ ثالثًا:
وجد علماء الآثار في أمريكا الجنوبية آثارًا
لمهابط سفن فضائية ومنحوتات لروَّاد بلباس
فضائي. فتساءل الباحثون: ما هي مبرِّرات
وجودها لو لم تكن تمسُّ الحقيقة؟ رابعًا:
لازال الباحثون حائرين في إيجاد تفسيرات
لاختفاء السفن والطائرات في مثلث برمودا
ولرؤية الصحون الطائرة، على الرغم من الأحداث
التي يرويها ويؤكِّدها شهودُ عيان من مختلف
أصقاع الأرض. خامسًا:
قاد علماءُ فيزياء الميكانيكا الكوانتية
الفكرَ باتجاه الحيرة والارتباك عندما
أثبتوا وجود مادة أخرى نظيرة لمادتنا، لا
تقوم مادتُنا إلا بوجودها، وأكَّدوا وجود
عوالم موازية لعالمنا. كما وضعتْ الميكانيكا
الكوانتية بين أيدي البشرية اكتشافًا مربكًا
هو قُسَيْم النوترينو، الخالي من الشحنة
والكتلة، الذي اعتُبِرَ مادة روحية
حقيقية. سادسًا:
لازال الباحثون حائرين في سرِّ تأكيد الحكماء
والمتصوفين، ممَّن تمكَّنوا من استبصار
المادة الروحية، على وجود مملكة شمبهالا
التي تقطنها الكائنات السامية، وعلى أن هذه
المملكة ستسود العالم في يوم من الأيام،
فتملؤه قسطًا وعدلاً كما مُلِئ جورًا وظلمة. من كلِّ ما تقدَّم
نخلص إلى القول: إن حضارات لا تقل تطورًا عن
حضارتنا المعاصرة وُجِدَتْ في الأزمنة
الماضية، وإن دمارها جاء نتيجةً حتميةً
للفساد. وبما أن فسادنا اليوم لا يقل عن فساد
حضارات الأمس فقريبًا ستجد البشرية نفسها
هائمة على وجهها، باحثة عن الخلاص، وستكتشف
أن خلاصها كان، منذ البداية، أقرب إليها من
حبل الوريد، ألا وهو الأخلاق والفضيلة. من
هنا
جاء إنشاء هذا الموقع تحت شعار "بالفضيلة
تشرق شمس الحقيقة". غايتنا إعادة النظر
في مسالكنا الأخلاقية ومخزوناتنا المعرفية،
لنتمكَّن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الدمار
الأخير. لذا نتشرف بنشر
مساهماتكم في هذا السياق، لكي نسلِّط – معًا
– الضوء على الحضارات الضائعة والحضارات
الخفية، فتتسنَّى لنا إعادةُ استقراء جذورنا
الإنسانية الأصيلة، بما يمكِّننا من العودة
إلى بيتنا القديم–الجديد. *** *** *** لمعرفة
المزيد راجِعْ موقع "شمس الحقيقة": http://sunoftroth.com.
|
|
|