|
ثلاث
رسائل من مغارة الجنون ثلاث
رسائل من مغارة الجنون 1 رسالةٌ
إلى العقل إلى
أين تذهبُ يا
متدثِّرَ موتي عليكَ – خرابًا وجَرحى ونارًا تركتَ على
مَنْ مررْتَ وأطلقتَ
كفَّكَ فوقَ الحقولِ يَباسًا وعُدْتَ رمادًا
إليكَ فمرحى
لسلَّمِ العقلِ – إذ يتعالى دماءً إلى
الهاوية. * 2 رسالة
إلى القلب توقَّفْ
– وإلا
نبضُك سوَّى المكانَ الطفولةَ حتى
يزولَ عن الأرضِ قَرْعُ الطُّبولِ ويعلو فوق
المزاميرِ نايٌ يزفُّ
الشتاءَ لأنثى الفصولِ. * 3 رسالة
إلى الأصابع لكِ الفجرُ قطعةُ
روحٍ لِصَوْغِ
الأماكنِ والاحتفاءِ
بعُشبِ الخلودِ ليطلعَ
بين الخرائبِ كفٌّ يضمُّ
السَّلام لعصرٍ جديدِ. *** سبعة
نداءاتٍ للحي 1 كُنْ
أنتَ في لغتي لأطلقَ
من ذراع الليل قنديلاً على الأزمانِ يحكي ما
تخبِّئُ من حكاياتٍ وأطفالٍ وذكرى للَّذين يضيِّعون
دماءَنا في حِبْرِهم ويمزِّقون
وجوهَنا مجدًا من الأشباح في
ليلِ الخرافاتِ. 2 كُنْ
أنتَ في لغتي لأبدأ
حين يسكنُني التحطُّمُ خطوةً
أخرى أمام
الشَّمسِ أرفعُ
ما يُجاذِبُه الترابُ إلى الهواء كرقصةٍ
بين الغبارِ إلى فتوحاتِ التدثُّرِ بالرياحِ على
ظلالِ القادمين. 3 كُنْ
أنتَ في لغتي لألتحفَ
الخلودَ بكلِّ أشرعتي وأمْحُوَ
ما يسمِّيني مكانًا عابرًا نحو الغيابِ أنا عبورُ
الصوتِ من شَفَةِ البكارةِ للتوحُّدِ في
أناشيدِ الضَّبابِ. 4 كُنْ
أنتَ في لغتي لأرفعَ
في سرابِ الكونِ مائي شعلةً
للواقفين بداخلي منذ
استحلتُ تعطشًا في
قلبِ أفواه المطرْ. 5 كُنْ
أنتَ في لغتي لأنثرَ
مَن أحبُّ هنا على أفقي مزاريبَ من
الأحلامِ تَطرُقُ
آخرَ الدنيا وتفتحُ
في دمي بابًا على الحَبَقِ وتُشعلُ
في الفصول قصائدي
عن مقلتيها والعصافيرَ
التي رحلتُ إليها عندما
لامَسْتُ سُرَّتَها على ورقي. 6 كُنْ
أنتَ في لغتي لأهمسَ
كلَّما فَتَحَ البنفسجُ بابَه: مازلتُ منتظرًا
قدومَكَ من شراعِ الموجِ يا
أنشودةً بلغتْ سمائي عندما
ضيَّعتُ معراجي وأثقلَني
البكاءُ على
عصافيرِ المحبةِ كيف تسقطُ من
فضاءِ الأمنياتِ. 7 كُنْ
أنتَ في لغتي لأبصرَ
ما يخبِّئُ في يدي ألمي من
الأقمارِ والأنهارِ والأنثى ففي
يومٍ ستطلعُ
من مساماتي عصافيرُ
ترفرفُ حول مَن أهوى وتحملُها كأزهارٍ
إلى حلمي. *** أناشيد
على قيثارة الحب أخذتُ من
الخمرِ قَطْرَ
الحنينِ وفي
غيم قلبي حملتُ
المطرْ لأهطلَ
سُكْرًا بِصَحْوِ
اليقينِ وأملأ كفَّ
الرِّمالِ شَجَرْ. وعشقًا
فعشقًا سأرفعُ
قلبي إلى
حيث يدخلُ عَتْمٌ بنورِ وأرسمُ
وجهَكِ في نارِ حبِّي على
نبضِ روحي وقلبِ
شعوري. فهل
سوف يبقى انتظاري طويلاً أمام
الفصولِ لوردةِ حُلْمي أمِ
الشِّعرُ ينثرُ
منكِ حقولاً ويحملُ
شمسَكِ وَعْدًا لعَتْمي. فكوني
لروحي قناديلَ
روحي بهمسةِ
حُبٍّ تحرِّرُ نبضي لتحملَ
تاجَ المسافةِ ريحي ويفتحَ
بابَ الحكاياتِ وَمْضي. *** كلماتٌ
في حَضرةِ الغَائبْ مازالَ
يَطْرُقُ مِن
زَمَانٍ كُنَّا فيه فكرةً نَلْهوْ لنبتكرَ
الوجودَ على أصابعنا ونحرِقَ
قبلةً في العَتْمِ كي
يزدادَ عمرُ الضَّوءِ نجمهْ ثمَّ
أصبحتِ المجرَّةَ وارتمينا
قبلتين على شفاهِ الكونِ نهمسُ جدولَ الأحلامِ
في أعماقه حيثُ
البدايةُ والحصى ورذاذُنا يتحاورونَ عن
البدايةِ والحصى ورذاذِنا لنكونَ
ما كُنَّا ويَعْبُرَنَا
طريقٌ كان يَعْبُرُنا إلى خطواتِه فينا ونشهقُ. ما
يزالُ الزَّائرُ الأبديُّ يَطْرُقُ بابنا مَنْ
أنتَ كي
تأتي ولا
تأتي على مرِّ القرونِ وَتُشْعِلَ
الأرضَ انبثاقًا في المحبةِ واحتراقًا
في الحروبِ وكُلُّ
مَن نادى باسمكَ لا ينادي غير ما يهوى ويخنقُ
مَن يخالفُ رأيَه فيما تخبِّئُ في يديكَ وما
تؤلِّفُ حَوْلَ نفسكَ من حكايا. أنتَ
تَعلمُ أنَّ
ما فعلوا لأَجلِكَ كان ضدَّكْ والذين
تَقاتَلوا – كي
يرفعوا – هَدَموا وأكثرُهم
ترمَّز بالعباءةِ قائدًا جُنْدَكْ. وليكنْ أنِّي
رأيتُكَ إذ
فتحتُ عليكَ بابي هل
ستبلغُ قامتي بُرْدَكْ؟ – وأنتَ
اللامصوَّرُ في خيالي والمخبَّئ
خلف جدرانِ المرايا والبعيدُ القادمُ المجهولُ
أَنْتَ الغائمُ المرئيُّ أَنْتَ
دمي وتطرقُ في دمي منذ القرونِ أَما
تعبتَ من
التحليقِ يا
محلِّقًا في نداءاتي كعصفورِ
الصدى يا
مَن يَعتِقُني لأنْزفَ
عن عناقيدَ بأَحْراجِ المدى يا
مَن يمزِّقني على
أيَّامه ليحوكَني
قنديلُه ضوءًا وعتمهْ من
تكن؟ أَوَأنْتَ
من حَبَسَ الزمانَ بخاتَمهْ؟ وَرَمَيْتَ
من كيسِ العجائبِ ما رميتَ: الأرضَ والأنثى وقلبي والمدى ثم
استويتَ على دمي أيقونةً
أوْ مئذنهْ أو
صرخةً تمشي وراءَكَ أينما تمشي ولكن
لا تَجِدُ إلا
غبارَك يا مُغَيِّبًا عالمَهْ. كُنْ
ما تريدُ وما
يريدُ الآخرونَ رَصَاصةً
باسم المحبةِ أوْ
ثقوبًا في يَدَيْ فَرَحي وَخَبِّئْ لليتيمِ
على ذِرَاعِكَ وردةً
أو قنبلةً والأرضَ
سوِّها رمادًا ربَّما مما
تساقطَ في
مهاوي الجرح – يبدأ عالمي بفراشةٍ وقرنفلهْ وأعودُ طفلاً للحكايةِ ربَّما بأصابعِ
الأطفالِ حلُّ المشكلة ونهايةُ
الظُّلمهْ على
شمعِ التي حَمَلَتْ بَراءتُها صباحي. ربَّما أبدو
خُرافيًّا بأحلامي
المرقَّعةِ الفصولِ وما
تعلَّقَ في جبيني من حكاياتِ الرياحِ وما
بدمعي من
عصافيرَ تزفُّ العاشقين إلى حقولي حيثُ
يفتحُ بابَه قلبي ويغلقُ
بابَه قلبي لِنَصْنَعَ مِنْ
غُبَارِ القادمين إلى معابدِهمْ سماواتٍ تسيِّجُها
يداكَ على شبابيكِ الخرافةِ غيمةً
غيمةْ. ***
*** *** تنضيد:
أميرة سلامة
|
|
|