جوع قديم يئنُّ في الفراغ

ميس الريم قرفول

خوفي على كلِّ هذه الأوراق الذابلة منِّي
سوف يتحول إلى نمرٍ ويفترسُ قلبي..
في المرمى البعيدِ للأشجارِ المتَّكئة فوق خدودِ الصخور
ينهضُ القلب كالنهرِ يبحث عن فراشاتٍ
بطعمِ الجنة
وأخرى بطعمِ النار
مثل كلمةٍ تقتل نهاياتها وتفتحُ صفحاتِ الكتاب على وجهها
لما تصيرُ المرايا نصبًا تذكاريًا مجروحًا على خطوط الرؤيا
ينتهي الأملُ البعيدُ مثل قاربٍ مكسورٍ من أضلاعه
ولم يبقَ سوى التجذيف.
في هذه الأرض في كل بقعة متروكة منها أو مبنيَّة من أشعار
يوجد الكثير من الذباب على القصائد
ويوجد جوعٌ يغوص مثل الحوت في بطن المأساة
حتى الضحكات التي تنفرج تخرج مثل أسنانِ قرشٍ لبنيَّة
والدهشةُ زبدٌ تكررُ ذاتها وتفرش كاحلَها بالدم كلما ضربت عينَها بالصخر
النوارس جياعٌ ينقدون ظهور بعضهم بمعاني الغربة التي تكاد تفترش صحراء الروح
لولا اقتراب نقاط مطر ونزولها راكعةً على كبدِ السماء.
الحياة على هذه الأرض موجعة
تقولها كل الأنيابِ الموجعة بصوتٍ قاسٍ
وتقولها أسراب النمل الضعيفة وهي تحمل فستقَ القمحِ في أسرارها ثم تختفي في ضبابٍ تكسره الشمس نصفين
الحياة قاسية
حتى الموسيقا وهي تشهقُ داخلها تراها تنظر إلى ثقوب لمَّعها سِنُّ المطر
للحياة..
ردهاتُ المشافي القاتمة وخيول الأجساد وهي تصل حلبةَ الصراع ضريرة
ثقوب المآبر وهي تهوي في نداء الآهات
والآهات تكاد تخفت على ظهر الموسيقا
ثقوبٌ تلوِّن المصل بالدمع حتى أنكَ تلتفُّ حول نفسك مثل الغيمة حتى تبحث عن المرآة التي فتَّقت جروحك وجعلت انعكاسك يهيم في غرف المشافي مثل كأسٍ لامعْ
ثقوبُ شفاه الطبيب وهو يقبِّل وردة الأقاحي النديَّة
بعيدًا في أعماق الذُّرى التي تتكور وتنثني على نبض حيواناتك الأليفة
حيواناتِ خروجك إلى العاصفة لما تقبَلُ بهذه الخيوط التي يمدُّكَ بها الواقع
وتفتح باب الحظيرة ل جوع قديم يئنُّ
في الفراغ..

*** *** ***