|
علم نفس الأعماق
سؤال: ما هو منشأ السيكودراما (المسرحية النفسية)؟ جواب: أنشأ السيكودراما جاكوب ليفي مورينو Jacob Levy Moreno، وهو طبيب نفسي، وُلِدَ في فيينا عام 1898 (البعض الآخر يقول إنه من أصول يهودية وكان مولده في بخارست وهو روماني الجنسية)، وعمل فيها حتى عام 1925، حينما هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث طوَّر نظريَّاتِه، وتوفَّى سنة 1974. واُعتُبِرَ أبو المسرح العفوي (التلقائي)، والعلاج الجماعي، والسيكودراما (المسرحية النفسية)، والسيوسيودراما (المسرحية الاجتماعية)، والسوسيومتريا (قياس العلاقات الاجتماعية "مبحث في العلاقات بين الأفراد المنتمين إلى جماعَة معيَّنَة"). وسوف نرى فيما بعد أن كل هذا يندرج تحت عنوان "السوسيونوميا". إذن، ابتكر مورينو Moreno "المسرح الارتجالي" أو ما يُسمَّى بـ"المسرح العفوي". وهذا ما سوف يكون موضوع حديثنا الآن.
لقد مرَّ أكثر من قرن على حدث هام في تاريخ علم النفس. إنه رحلة زيجموند فرويد وكارل جوستاف يونج إلى أمريكا. دامت الرحلة إلى العالم الجديد أربعين يوما فقط، غير أنَّ آثارها كانت هائلة. أصبح الرجلان معروفين عالميًا وبرز تأثير كلٍّ منهما ليتواصل إلى اليوم. تبدأ حكايتنا في منتصف سنة 1908. كان "جران فيل ستانلي هال" يخطِّط بحماس للاحتفال بالذكرى العشرين لإنشاء جامعة كلارك، الجامعة الصغيرة والمرموقة قرب بوسطن. لم تشهد أيَّة مؤسَّسة جامعية أمريكية إلى ذلك الوقت تخرُّج عدد مماثل من حملة الدكتوراه في علم النفس، حيث يعدُّ من بين خرِّيجيها شخصيات مثل جيمس كاتل وأرنولد غزيل. كان "هال" يطمح إلى دعوة كبار العلماء في العالم إلى تلك الاحتفالات. وكان هو نفسه شخصية مهيمنة في علم النفس الأمريكي بعد أن اشتهر خصوصًا من خلال أعماله حول المراهقة. كما أسَّس إلى جانب ذلك مجلاَّت عديدة وكان أول رئيس للجمعية الأمريكية لعلم النفس. قدَّم هال بشكل مبكِّر محاضرات حول الحياة الجنسية وأراد بأيِّ حال من الأحوال ملاقاة فرويد الذي يكنُّ له إعجابًا كبيرًا. هانا وار: هل يعلِّمنا التحليل النفسي شيئًا عن الحبِّ؟ جاك ألين ميلير: الكثير الكثير، فالحبُّ هو المحرِّك الرئيسي في التجربة التحليلية. ذلك أمر متعلِّق بالحبِّ اللاواعي والفوري على الأغلب، الذي يَجْلبه المُتَحلِّل للمحلِّل، وهو ما يُسمَّى بالتَحويل Tranference. إنَّه حبٌّ مُبتدع، إلا أنَّه مصنوع من ذات المادة التي للحبِّ الحقيقي. وهو يُلقي الضوء على آلية (ميكانيزم) الحب: فالحب يُوجَّه إلى من تعتقد أنه يعرف حقيقتك الفعلية. إنما يُجيز لك الحب أن تعتقد أنه من الممكن أن تكون تلك الحقيقة محبَّبة أو مقبولة في حين أنَّ تحمُّلها صعب للغاية، في واقع الأمر. |
|
|