|
قيم خالدة
يتمثَّل هذا البحث في تأمل ودراسة المقولتين التاليتين بوعي وحكمة: 1. مفهوم الحكم والسلطة. 2. ثقافة الحوار والتسامح. أولاً: مفهوم الحكم والسلطة عندما تُقحَم سياسة التسلُّط أو شهوة التحكُّم في إدارة الأمَّة على نحو ما تقتضي ضرورة تطبيق القيم الروحية والعقلية المستنيرة والمفاهيم السامية في نطاق سلطة تتميَّز بالحكمة والوعي، تتراجع المبادئ الروحية الماثلة في إيمان يعتمد علة تفسير الشريعة بظاهرها وباطنها، وتندحر القيم والمفاهيم الأخلاقية والاجتماعية التي تتأسَّس عليها الأمَّة، وتحياها وتحقِّقها في ظل سلطة أو حكم يسعى إلى تطبيق المبدأ الإلهي في عالم الأرض لكي يستعيد الإنسان تأسيس الفردوس الذي فقده وأضاعه يوم انحرف عن سبيل معرفة الحقيقة والحفاظ عليها.
24 تشرين الأول [1961] كان القمر موشكًا على الصعود فوق التلال، عالقًا في غيمة متلوية طويلة تضفي عليه هيئة خرافية. كان ضخمًا، يقزِّم التلال والأرض والمراعي الخضراء؛ الفضاء حيث يصعد كان أصفى، مع عدد أقل من الغيمات، لكنه سرعان ما توارى بين السحائب القاتمة المحملة بالمطر. ثم بدأت السماء تمطر رذاذًا وكانت الأرض مسرورة؛ إذ قلما يهطل المطر هنا وكل قطرة يُحسَب لها حساب. بوسع [شجرات] البَنْيان الكبيرة والتمر الهندي والمنگة أن تناضل للبقاء، أما صغار النباتات ومحصول الرز فكانت مبتهجة حتى بمطر شحيح. لسوء الحظ، حتى القطرات القليلة توقفت، والقمر الآن كان يسطع في سماء صافية. كان المطر يهطل غزيرًا على الساحل، لكنْ هنا، حيث الحاجة إليه ماسة، ترى السحائب المحملة بالمطر قد ولَّت. كان مساءً جميلاً، وكانت ثمة ظلالٌ داكنةُ القتامة ذات أشكال عديدة. كان القمر شديد البريق والظلال ساكنة للغاية، وأوراق الشجر، وقد اغتسلت، تتلألأ.
سؤال: ما الذي تعنيه بالحبّ؟ كريشنامورتي: سنحاول استكشاف ما هو ليس حبًا، لأنه وبما أن الحبَّ هو الذي نجهل، فإنه يتوجب علينا مقاربته من خلال استبعاد المعلوم. فالمجهول لا يمكن أن يستكشف من قبل ذهنٍ مليءٍ بالمعلوم. وما سنحاول فعله هو محاولة إيجاد تقييم للمعلوم، هو التمعن في المعلوم، لأنه حين ننظر إليه بصفاء، بلا إدانة، وحين يصبح الذهن متحررًا مما هو معلوم؛ عندئذ سنعرف ماهية الحبِّ. لهذا سنقارب الحبَّ سلبيًا وليس إيجابيًا.
|
|
|