|
رسالة من مطرود إلى مستهدف
أرسل لكم رسالتي إلى مهرجانكم العظيم في المكان العزيز الغالي، في اللدِّ، وفي ذكرى التطهير العرقي الذي استهدف شعبنا بكل شرائحه وأطيافه وفئاته العمرية. أرسل لكم رسالتي لأعبر عن المطرودين في البيرة ورام الله والامعري والجلزون وقلنديا ودير عمار وعسكر والحسين والوحدات وعمان، وعن كل أهل وطننا الذين شتتهم التطهير العرقي في مشارق الأرض ومغاربها. أرسل لكم رسالتي رغم جدار الضمِّ العنصري الذي سلب مزيدًا من الأرض ومصادر الحياة، وحاصر مزيدًا من الأشجار، وفرض معاناة إضافية على عشرات آلاف الأطفال وآبائهم وأمهاتهم. أرسل لكم رسالتي والاحتلال يحرمنا ليس فقط من حق العودة، وإنما من مجرد الزيارة لنتواصل مع الأهل الصامدين القابضين على الجمر في مدينة اللدِّ الحبيبة، الذين يفرض عليهم العنصريون مزيدًا من الضغوطات والمعاناة والتمييز. وكلما اشتدت سطوة الأكثر عنصرية في الحكومة والمؤسسات الرسمية ووسائل الإعلام، زادنا ذلك تمسكًا بالحقيقة وبالعدالة والحرية. وسنفشل مخططات الأكثر عنصرية لاستدراجنا للعنف والعمل السري. وذلك لأن غايتنا واضحة كالشمس، نناضل لحماية حقوقنا كبشر، وحقوقنا كمواطنين على أرض الأجداد والأحفاد. لن تزيدنا الإجراءات العنصرية الجديدة إلا تمسكًا بذاكرتنا، بهويتنا، بلغتنا، بوحدتنا، بقدرتنا على الجهد الجماعي وروح الفريق. لن تزيدنا الإجراءات العنصرية الجديدة إلا إصرارًا على المقاومة الواعية الحكيمة المبصرة القوية الفعالة المثمرة، التي تعتمد على مشاركة الجميع وجهودهم. نقاوم ببرِّ الوالدين، بالاهتمام بأطفالنا، بالصحة الأسرية، بالإحسان للجار، بالتعليم، بقراءة كتاب، بمقاومة المخدرات، ببناء مؤسسات، بالإدارة الرشيدة، بروح الفريق، بوحدة الصف، برفض الطائفية والجهوية، بوحدة المظلومين، بوحدة المقاومين للظلم. سلامي إلى كل طير يحلق في سماء اللد، إلى كل شجرة زرعها أجدادنا، إلى كل برعم، وكل زهرة، كل ذرة تراب بللتها حبات العرق من الجباه السمر الطيبة المنتجة للغذاء. إلى كل ذرة تراب تخضبت بدماء النشامى النشامى، الأبطال الأبطال، الذين سقطوا دفاعًا عن اللد، وإلى كل ذرة تراب جبلت بدماء مئات الضحايا من النساء والأطفال والعزل في مسجد دهمش، وكل شوارع ومداخل اللد. تحية إلى أرواح أهلنا الذين ماتوا من العطش في يوم التهجير القسري والطرد الجماعي والتطهير العرقي. تحية إلى أرواح الذين صبروا وصمدوا في مخيمات اللجوء وعانوا من البرد والجوع. والذين عانوا من الأسر في منطقتي (السكنة) والمحطة في اللد. قبلاتي إلى هلال المسجد العمري في اللد، وجرسية كنيسة القديس الخضر في اللد، وما بقي من حجارة أضرحة أجدادي في مقبرة اللد. إلى الأطفال وكتبهم وألعابهم، لأن فيهم الثقة والأمل بمستقبل الحرية والعدل والاستقرار والسلام. لا للتمييز، لا للعنف، لا للعبودية، لا للعنصرية، لا للظلم، لا للموت. نعم لحق العودة، نعم للحرية، نعم للعدالة، نعم للمساواة، نعم للحياة، نعم للسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته *** *** *** نابلس - في يوم الخميس 16 تموز من العام الثاني والستين للتهجير |
|
|