|
المشروع الفكري
يتلخص موقفي الفكري، وهو مجرد مشروع نظري يتمثل في وجهة نظر فلسفية وعلمية وأخلاقية سعيتُ وما زلت أسعى إلى تحقيقها، في المبادئ التالية: 1 - محبة الإنسانية جمعاء بغض النظر عن الجنس واللون والعنصر والمعتقد. 2 - توحيد نطاقات الفكر الإنساني ووجهات النظر العديدة في دراسة مقارنة في وحدة تأليفية للدين بمفهومه الروحي، وللفلسفة بمفهومها الإنساني والمثالي، وللعلم بمفهومه النظري والطبيعي والكوني. 3 - تعمّقٌ وتوسّع في دراسة القوانين الطبيعية والإنسانية - الاجتماعية والولوج إلى القوانين الكونية التي تشملها. 4 - الشعور الكامل بالوجود، أي المعرفة التي تشير إلى وجود وعي كوني يشمل جميع القوانين والمبادئ. 5 - التجربة النفسية أو الروحية المختبرة التي تنتهي إلى عرفان يتجلّى في تحقيق الشعور الأسمى بتكامل الوجود الإنساني والطبيعي والكوني. 6 - واقع الحضارات والثقافات والإنجازات الرائعة مقولة تؤكد وجود تنوع ظاهري وحقيقة باطنية جوهرية واحدة وعقل إنساني جماعي شامل. 7 - تمثّل العالم والكون في نسيج واحد متداخل خيوط الحياكة. 8 - العقل المنفتح والقلب المنفتح سبيل إلى لقاء الحضارات والثقافات وتفاعلها، وإلى تآلف العقل الخاص مع العقل العام في قاعدة واحدة مشتركة بين العقول الفردية. 9 - تأسيس بنية عقلية منفتحة ومكوِّنة تصلح لإجراء حوار بين أبناء وبنات الناس لقبول الآخر والاعتراف به، وتتجاوز الأطر المحدودة والمناهج الأحادية البعد. 10 - الإعلان العالمي لوثيقة واجبات الإنسان التي تشتمل على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتدعو إلى تربية إنسانية تجعل من الواجب أمرًا أخلاقيًا وروحيًا. 11 - المثالية بوصفها تطويرًا للواقع كما يجب أن يكون، أي التحوّل من الوجود إلى الوجوب. 12 - السعي المثابر والهادف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية الملازمة لكرامة الإنسان وحريته في الوعي. 13 - توطيد التفكير المنطقي لبلوغ محاكمة سليمة تنقذ العقل من تحديدات الإشراطات العديدة التي تحول دون تطويره. في هذا المنظور، أدركت أن ثقافات العالم وحضاراته تلتقي، على نحو مباشر أو غير مباشر، لتشكل مركزًا تتكامل فيه الوقائع الظاهرية والحقيقة الواحدة التي نعاينها ونحن نتوغل إلى أعماق الحكمة التي تتوطد عليها القاعدة الأساس للوجود الإنساني. وهكذا، علمت أن شخصيتي مركز لقاء لجميع التيارات الفكرية، والعلمية، والأدبية، والفلسفية، والفنية، والروحية، والاجتماعية، والاقتصادية، التي تتجه من مراكز إشعاعها لتجتمع في كياني وتتآلف في وحدة الحقيقة. أدركت أنني حصيلة لقاء فروع المعرفة المتآلفة في داخلي، وأن الحضارات والثقافات هي روافد تصب في نهر الحضارة الإنسانية الذي يحمل تراث الإنسانية بكامله ليصب في محيط الوعي الكوني. في هذا السياق الفكري، يمكنني أن أشبه العقل الواحد والتنوع الثقافي بدائرة تصدر عنها وتعود إليها إشعاعات عديدة هي التنوعات العديدة للروح الإنسانية. فإذا كانت الحياة في ظاهراتها واحدة، والعقل، في جوهره، واحدًا، والحكمة في تجلياتها واحدة، والعلم في منظوراته واحدًا، والروح في كيانها واحدة؛ فإنها تنبث وتتشتت عبر إشعاعاتها المتنوعة لتعود إلى التآلف في دائرة الحقيقة الواحدة. وبالمثل، أستطيع أن أشبه العقل الواحد والتنوع الثقافي والفكري بالضوء الذي يتشتت إلى قوس قزح. والحق إن ألوان قوس القزح تمثل الضوء الذي تبدّد أو تذرّى إلى تنوعاته. وإذ استطعت أن أعيد هذه الألوان من خلال الموشور، الذي يتشتت الضوء عبره إلى تنوعات ألوانه، أجد أنها تعود إلى ما كانت عليه من اتحاد. إنها تعود إلى الضوء الذي جمع أنواع ألوانه في وحدة لا تنفصم هي حقيقة واحدة لا تناقض فيها. في هذا النطاق التوحيدي، أستطيع أن أشبه العقل المنفتح بحديقة واسعة تزرع فيها زهور وورود العالم كلها. وفي هذه الحديقة، تجتمع تنوعات الأزاهير والورود، وتُبقي هذه الحديقة على وجود فسحة قابلة لاحتواء نوع جديد من الزهور والورود يُضاف إلى التنوعات المتوافرة. وتشير هذه الحديقة الشاملة إلى أن جمال التنوع أكثر روعة وبهاء من جمال التفرّد. وبالمثل، أستطيع أن أحيا جمال التنوع الذي تتميز به حديقة حياتنا وفكرنا وإنسانيتنا. في هذه الرؤيا، تحافظ الأمة أو الأمم على مشعلها الحضاري، وإبداعها الثقافي والعلمي، وعمق خصوصيتها وقدرتها على الامتداد إلى الآخر ليضيء هذا المشعل في المحيط الروحي الذي يغلّف الوجود الإنساني كخلفية تسجّل عليها ما تدوّنه الشعوب والمجتمعات والأفراد من مآثر وإنجازات حضارية وثقافية وعلمية. وعلى هذا الأساس، تكون الإنسانية جامعة شاملة، وكذلك الإنسان. فهي تمتد وتتسع إلى الكون المادي والروحي. وشمول الإنسانية يجعل البشرية بأجمعها أسرة واحدة تسهم في نطاق ومحبة الكل الشامل. فإذا الناس جميعهم إخوة يلتقون في كيان الإنسان الواحد بوجه واحد وصور وأشكال كونية متعددة ومشخّصة من الناحية الظاهرية. لذا، فإن المحبة تعني أن شمولها العالمي، الإنساني والجامع، إنما ينطوي في مبدأها الأعظم بأن جميع الناس، باختلاف أعراقهم وألوانهم وأممهم، يؤلفون جسدًا واحدًا، مادة واحدة، وروحًا واحدة لا تتناقض في ذاتها. وهكذا، تتحقق الإنسانية في شعور الكائن الإنساني بعالميته وشموله. والحق أن آمال الإنسان المتصاعدة من أنحاء العالم كله تشير إلى وحدة الوجود الإنساني، وإلى تحقيقه في شعور واحد متكامل. جميع الناس يفكرون، ويشعرون، ويحسّون، ويتذكرون، ويتخيلون، ويتصورون، ويدركون الخ ضمن مبدأ واحد متنوع الظاهرات. إن مبدأ عالمية الإنسان مبدأ يحثنا على احترامه وإعلاء شأنه فلا يحق للإنسان أن يعتدي على إنسانيته أو إنسانية غيره، ولا يحق له أن يستغله أو يحقد عليه أو يكرهه أو يرذله. والإنسان، الذي يتصف بالصفات السلبية، يقترف شرًا ضدَّ إنسانيته. والإنسان الذي يكره نفسه، يكره الآخرين. والإنسان الذي يكره غيره، يكره الإنسان كمبدأ الوجود المشخص والمجرد. والإنسان، الذي يكره غيره، يكره المطلق الذي هو الخير المطلق، والمعرفة والحقيقة والكمال والوعي الكوني. في هذا المنظور، يشير التنوع إلى التكامل ويُسقط التناقض. هذا، لأن محبتي للإنسانية، في تنوعها، تحثني على تجاوز كل ما يعتبر عائقًا أو حاجزًا بيني وبين الإنسان الآخر. فإن كنت أعتبر غيري عبدًا، فأنا عبد مثله في مجالات عديدة، وإن كنت أعتبره زنجيًا، فأنا أكثر سوادًا منه في داخلي، وإن كنت أعتبره متخلّفًا أو فقيرًا لأسباب المعيشة أو اللون أو العنصر، فأنا أكثر فقرًا وأكثر تخلّفًا منه في أمور كثيرة. إن عالمية الإنسان، كونه ينتمي إلى عالم واحد، والأخوة الإنسانية لا تتعارضان مع اجتماعيته، كونه ينتمي إلى وطن. هذا، لأن اجتماعية الإنسان هي إنسانيته، ولأن الإنسان يمثل المركز الأول الذي يشع في اتجاهات ثلاثة: أولاً، من كيانه إلى ذاته. ثانيًا، من كيانه إلى المجتمع الذي ينتمي إليه. ثالثًا، من كيانه إلى العالم. في الاتجاه الأول، يشع الإنسان وفق قاعدة أخلاقية فطرية تعبّر عن ناموس كوني روحي غير مكتوب بالحرف نُحثّ فيه منذ بداية وجوده في هذا العالم. لذا، كان عليه أن يحققه أولاً. ومتى حقق هذا الناموس الكوني الغير مكتوب بالحرف، استطاع أن يشع في الاتجاه الثاني وهو المجتمع. أما الاتجاه الثالث فإنه يتجلّى في امتداده إلى العالم والكون. هكذا، يتجاوز الإنسان الواعي مركزية الأنا إلى مركزية الأسرة والعائلة، وإلى مركزية الفئة والمجتمع، وإلى مركزية العالم لينتهي إلى مركزية الكون. تراودني هذه المقولة وأنا أتعمق في تأمل نفسي وفهمها، أتأملها وأتأمل الكون والكيان الاجتماعي. وفي هذا التأمل الثلاثي البعد، أتساءل! كيف يمكنني أن أكون كيانًا شاملاً؟ كيف يمكن أن يكون الكون شاملاً؟ كيف يمكن أن يكون المجتمع شاملاً؟ ولا يدهشني أن أجيب بشمول الكون، وشمول الحياة، وشمول الكيان، وشمول الإنسان وشمول المجتمع، وشمول المادة والطاقة، وشمول المعرفة. فإذا كانت الحقيقة السامية الشاملة غاية بذاتها تتجلى في الكل ومن خلال الكل، وفي الإنسان ومن خلاله، وفي المجتمع ومن خلال اجتماعيته التي هي إنسانيته، كانت العالمية أو الشمول، المبدأ الفاعل في الكون عامة، وفي عالمنا الأرضي خاصة. إذا كان الشمول مبدأ الكون الفاعل، فلا بدّ لي أن أجد التفسير الموضّح للكثرة أو التعدد الماثل في عالمنا. ثمة تعددية في وجودنا وثمة وحدة أيضًا. والوجود، بكل تأكيد، تعددية في وحدة، وكثرة في واحد. والمشكلة الرئيسية التي تطرح ذاتها تكشف عن ذاتها في سؤال يوجهه كل ذي عقل مستنير: كيف توجد الكثرة في الوحدة؟ إن تعارضات الوجود الظاهرية الكبرى تبدو في حالاتها الثلاث وكأنها تشير إلى هذه الحقيقة. وباستطاعتي أن أوجزها في مقولات ثلاث: 1- سلسلة الوجود الكبرى. 2- التمايز واللاتمايز. 3- الكل الكبير والكل الصغير. أولاً- سلسلة الوجود الكبرى عندما أنظر إلى الكون نظرة فاحصة، تأملية وعقلية، تتراءى لي حقيقة عميقة ومتسعة، تمتد في ذاتها إلى ذاتها إلى ما لانهاية لها. وتبدو هذه الحقيقة وكأنها سلسلة محكمة من المستويات المتكاملة والمتصلة التي تبدأ من الأدنى وتنتهي في الأعلى لتنطوي على ذاتها في دائرة. ومن جانبي، لا أستطيع أن أحدّد الأعلى بأكثر من قولي: إنه لا نهاية كبرى، وكذلك، لا أستطيع أن أعّرف الأدنى بأكثر من قولي: إنه لا نهاية صغرى. بين هاتين اللاّنهايتين توجد لانهاية ثالثة هي عقدة لقاء هاتين اللاّنهايتين في الإنسان. ففي الإنسان تلتقي هاتان الللانهايتان. في هذا النطاق، ترتقي أدنى المستويات إلى أعلاها. وفي ارتقائها هذا، تتدرج تراتبات الوجود المحكمة الاتصال، وهي تعبر الإنسان الذي تلتقي في كيانه اللانهائيتان الصغرى والكبرى وتتعقد، بطريقة تعبّر، من خلالها، كل ظاهرة عن وجودها وهي متصلة مع الأخرى. وفي هذه السلسلة، التي هي سلسلة الوجود الكبرى ينطلق الوجود المادي من أدنى مستوياته في التأليف إلى أعلى مستوياته في التأليف، لذا، كان الإنسان في مستقره الأرضي لانهاية ثالثة تعبر من خلالها اللانهاية الصغرى إلى اللانهاية الكبرى. إنه جسر يصل اللانهايتين مع بعضهما. ثانياُ- التمايز واللاتمايز يعتقد كل من جان روستان وتيارده شاردن أن جميع الأشياء والأشكال قد انطلقت من حالة لاتمايز متجانسة هي عجين مؤلف من دقائق أو حبيبات متناهية في الصغر، تمايزت إلى ضمائر متنوعة تشكلت منها الأنواع المتعددة والمختلفة. والحق إن كل ما يشاهد في كوكبنا الأرض ليس إلا عجينًا واحدًا، مادة أولية تمايزت إلى عدد كبير من الخمائر عُرفت بالأنواع لتنتهي إحدى تلك الخمائر المميزة إلى الإنسان. إذا كانت التمايزات الظاهرية العديدة قد انبثقت من حالة لا متمايزة إنما هي متجانسة، لتلتقي في الإنسان الذي يؤلف جميع التمايزات في جسده، فإنها تتضمن في حقيقة واحدة. ثالثاً- الكل الكبير والكل الصغير لما كان الوجود في أكبره، أي في لانهايته الكبرى، يشتمل على ذاته في لانهاية صغرى، فإن كل ما يُرى وما لا يُرى في الكون الأكبر، يُرى ولا يُرى أيضًا في الكون الأصغر. وعلى سبيل المثال نقول: لا شيء في النظام الشمسي إلا وهو موجود في الذرة، أي في الكون الصغير. وعلى هذا الأساس لا يعد أصغر ما في الكون الصغير جزءًا بقدر ما يعد تصغيرًا أو تقليصًا أو تكثيفًا له، وذلك لكي تكتمل عملية الحياة. فكل ما يقع بين هذا الأدنى من الوجود، أي الكون الصغير، وبين الحد الأعلى الأكبر، هو سلسلة الوجود الكبرى التي تنتظم في مراتب متلاحقة أو مستويات متصلة يتضمن المستوى الأدنى في المستوى الأعلى ضمن حقيقة واحدة تأليفية يمثل فيها الإنسان الحلقة الوسطى، أو الجسر الذي يصل الأدنى بالأعلى. وهكذا، يكون الأدنى ألف الوجود ويكون الأعلى ياءه. في المستوى الأرضي، ندرك كيف يتفاعل الإنسان مع الكل. ففي جسده، يتم اللقاء بينه وبين العالم المادي في عملية مباشرة. فهو يتحد مع العالم المادي ويشكل معه جسدًا واحدًا. ويتحد مع الغلاف الغازي ويتفاعل معه تمامًا كما يتفاعل مع النور والحرارة والأشعة الكونية الأخرى. ويتحد أو يتفاعل مع الإنسان في أنواعه الإنسانية العديدة ليمتد ويتسع في كيانه وفي الكيانات الإنسانية الأخرى التي هي صور منعكسة لصورته، في الحياة الاجتماعية والكونية. وهكذا، يتماثل الإنسان مع نقطة الدائرة حيث تلتقي الدائرة كلها في نهاية صغرى، أو حيث يلتقي الكون كله فيها بالإضافة إلى المجتمع الإنساني. في القديم، قال فيثاغورث: إن الكون نغم ورقم، نغم هو موسيقى ورقم هو نسب رياضية. ويشير هذا القول إلى مبدأ الانسجام والتناغم والتوافق والتناسق. لذا، لا يخرج هذا الكون عن إطار معقولية الوحدة، فهو في شموله وتعدده وحدة قائمة بذاتها. هكذا، يستطيع العلم أن يتلمّس الحقيقة الواحدة الشاملة والكلية عبر الظاهرات العديدة. فهو، في كل استقراء، يؤكد على وجود القوانين الكلية الشاملة. وقديمًا، قال أرسطو: لا علم إلا بالكليات. وفي الوقت الحاضر، يبحث العلماء عن قانون كوني واحد شامل يشمل جميع القوانين الأخرى. هكذا، تتجلّى الحياة في الشمول والعالمية. هذا، لأن كل عملية تجريد تقود إلى الكلية المطلقة، انطلاقًا من نسبة ظاهرية، أو من ثنائية أو تعددية لا توجد إحداها بمعزل عن الأخرى. لذا، يسعى العقل المجرد إلى تضمينها في الكل الشامل. أخيرًا، يجدر بي أن أقول: إن عالمية الإنسان تتحقق على صعيدين: الصعيد الاجتماعي في نطاق الوطن، والصعيد الاجتماعي الإنساني والعالمي. وعلى الصعيدين يمتد الإنسان في الإنسان على نحو لا يكون خلاص الإنسان إلا في الإنسان ومن خلاله. هذا، لأن كل إساءة تصدر عني باتجاه الآخر تعتبر إساءة للإنسانية جمعاء. وكل محبة تصدر عني نحو الآخر تعتبر تضحية وتقديرًا للبشرية جمعاء. هذا، لأن الإنسان في جوهره، يشمل الإنسانية كلها في كيانه. في اجتماعية الإنسان، التي تختلف عن تجمّعية الحيوان، نرى كيف أن الأنواع البشرية تلتقي أو تجتمع في دائرة واحدة هي الأنسنة. ففي أنحاء العالم مبادئ وآمال وأمان تسعى إلى التحقيق. وأصبح العالم وكأنه يتجه إلى تحقيق إنسانية أسمى من خلال وعي ذاته في اجتماعية وجوده الوطني والعالمي. وكما التقت عناصر الطبيعة في وحدة كيان الإنسان، ظاهرة الوجود الأرضي الكبرى، كذلك يتوزع الإنسان ويتمايز إلى أنواع تلتقي في وحدة إنسانية شاملة وكاملة في تآلفها. *** *** *** المؤلفات العربية
الكتب المترجمة
|
|
|