الطريق إلى الجمال والسعادة والعافية

 

تاتيانا حريري[1]

 

تقول الييرونطولوجيا، وهي علم الشيخوخة: يجب مكافحة الشيخوخة المبكرة منذ الصغر. والمشكلة الرئيسة التي يجب حلها، على الفور، هي مشكلة التغذية. المهم أن نغادر المائدة وبنا شيء من الجوع، كما يجب إعارة الأعشاب والخضار والفواكه الاهتمام الأساسي؛ فكل الأطعمة الحيوانية المنشأ (اللحم، السمك، البيض، والحليب) تسبب التعفّن في الأمعاء، وتسمم الجسم برمّته. كلّ هذه المأكولات تجعل الإنسان انفعاليًا وعدوانيًا، وتؤدي به إلى الشيخوخة المبكرة.

لا ينبغي أن نضيف إلى طعامنا الدهون والزيوت المهدرجة، فهذا يساعد على تصلّب الشرايين، ويعيق عمل الكبد. إذ من الأفضل إضافة الزيت النباتي إلى الطعام الجاهز.

على محبّي السكر الاستعاضة عنه بالفواكه الطازجة أو المجففة، والعسل. ومن أجل الكفّ عن تناول السكر قوموا بالتجربة التالية: حاولوا الاستغناء عن السكر، كليًا، أثناء تناول الشاي لمدة عشرة أيام، وسترون أنكم بعد ذلك لن تعودوا تستسيغون الشاي المحلّى.

لا يجوز استخدام الأطعمة المركزة إلا في حالات نادرة. وهذه الأطعمة هي الحليب المكثّف والزبدة والجبن (باستثناء أنواع الجبن غير الدسمة وغير المالحة). وإن تناول الشاي والقهوة والشوكولا بكميات كبيرة يوتّر الجملة العصبية ويعيق عمل الكبد؛ فما الذي علينا تناوله بشكل أساسي؟ علينا تناول الخضار، الفواكه الطازجة، الفواكه المجففة، الثمار البرية، الأعشاب، البقول، الحبوب المجروشة، المكسّرات، البذور، العسل، مناقيع الأعشاب، والزيوت النباتية؛ وكلّما قلّ طهي هذه المأكولات كان الأمر أفضل. بتناولنا الأطعمة النباتية الطازجة نزيد من شحنة الطاقة الحياتية في الجسم، ففي الطعام النباتي والماء والهواء تكمن الطاقة الشمسية (البرانا) التي تؤهل الإنسان الذي يستخدمها لاكتشاف قدرات هائلة ومواهب كبيرة في نفسه. يؤدي طهو الطعام إلى فقدانه لقيمته الغذائية، لذا يجب أن تكون عملية الطهو قصيرة الأمد مع نزرٍ يسير من الملح قبل تناول الطعام. ويجب تناول نوع واحد فقط من الطعام في الوجبة الواحدة. إذ لا يجوز الخلط بين الأطعمة، فإذا كنا نأكل برغلاً فعلينا أن نأكل برغلاً، وإذا كنا نأكل الفاصولياء ففاصولياء فقط. وإذا كان هذا صعبًا فيمكن الخلط بين مأكولات من فصيلة واحدة. ولا بدّ من التزام الصمت أثناء تناول الطعام. والطعام السائل يجب أن نأكله.

يتخوف كثير من الناس من أنّ كمية البروتينات في الأطعمة النباتية أقل منها في الأطعمة الحيوانية، إلا أنّ الأمر ليس كذلك؛ فالمكسرات والبذور والبقول تحتوي على كميات كبيرة من البروتينات. وكل العناصر المكونة الهامة للأطعمة (الكربونات والدهون والأملاح الطبيعية والعناصر الدقيقة والفيتامينات) تتوفر في المأكولات النباتية أكثر بكثير من توفرها في المأكولات الحيوانية.

يجب ألا تكون وجبة الطعام الأخيرة بعد الساعة السابعة مساءً. كلوا لكي تعيشوا، لا تعيشوا لكي تأكلوا.

يرى علماء الييرونطولوجيا (علم الشيخوخة) أن المشكلة الثانية هي النوم. النوم هو دواؤنا الأول ضد كافة أشكال التوعّك والاعتلال، فإذا مرض الإنسان فلا ضرورة لمحاولة إتخامه بالطعام وحشوه بالأدوية، وإنما يجب تأمين الظروف المناسبة له حتى ينام نومًا عميقًا ومديدًا. إذ إنّ الجملة العصبية، التي هي المنسّق لوظائف أعضاء جسمنا كلها، ترتاح أثناء النوم، فتجري عملية تنظيف وتراكم المواد المغذية في الخلايا.

إنّ مسألة كيفية تأخير الشيخوخة وإطالة أمد الجمال الطبيعي تهمّ الجميع، لذا نجد الناس يبحثون عن أغلى المراهم وأكثرها فعاليةً، ويهتمون بأسماء مشاهير أطباء التجميل الذين "قد" يمتلكون بلسم الشباب والجمال، في حين أنّ الجمال يكمن عندنا، في مطابخنا وغرف نومنا، وعلينا أن نكون نحن أطباء تجميل أنفسنا. علينا أن نلزم أنفسنا بالنوم في وقت لا يتجاوز العاشرة ليلاً، وأن نعوّد أنفسنا على الأكل القليل، بحيث يكون طعامنا مكونًا من الخضار والفواكهة بصورة رئيسة. علينا أن نستفيد مما هو "في متناول أيدينا".

التقيت، مرةً، بامرأة تبدو أصغر من سنّها الحقيقي بخمسة عشر عامًا، فسألتها عمّا يجعلها معافاة وشابة وجميلة أكثر من غيرها، فقالت لي: التغذية الصحيحة والنوم والمزاج الطيب.

من الأهمية بمكان أن نعير اهتمامًا كبيرًا لطباعنا. علينا تجنّب المشاحنات والمجادلات والتوتر والزعل، فكل هذه الأمور تحتاج منا إنفاق طاقة عصبية كبيرة. أن تكونوا طيبين، وذوي نوايا حسنة؛ أن تحبوا الجميع دون أي سبب، ودون توخي أية منفعة؛ فهذا يساعدكم على حماية خلاياكم العصبية، ويطيل أعماركم الصحية والسعيدة.

ما الذي يثير قلقنا عمومًا؟ يقلقنا ما هو فانٍ! لكن الروح خالدة. لذا، غنّوا وارقصوا، وقولوا لبعضكم بعضًا كلامًا جميلاً طيبًا. تمتعوا بالطبيعة، وصادقوا الحيوانات، إذ إنّ بمقدور الحيوان تعليمنا الكثير مما نجهل. راقبوا قطة وهي في حالة نعاس، ستجدون أنّ رأسها وذيلها متدليان كخرقة - إنها مسترخية تمامًا. لذا، فعلى من يريد تعلّم فنّ الاسترخاء أن يقلّد القطط، فهي لا تعرف الأرق أو الإنهاك العصبي أو القرحة المعدية أو الخمول. إذا تعلمتم الاسترخاء كقطة فسيكون بمقدوركم حماية أنفسكم من أمراضٍ كثيرة في الحياة، وستبدون في شباب دائم.

لست أفهم لماذا يغضب الناس إذا ما دعاهم أحدهم كلابًا أو حميرًا. الكلب مخلوق مخلص، وقد فقد الكثيرون منا هذه الصفة. والحمار صبور محبّ للعمل بصمت، أما نحن فقد صرنا نقف من العمل موقفًا يبدو معه العمل أمرًا غير لائق وغير مشرّف، ويخصّ معدومي الامتيازات فقط؛ في حين أنّ العمل وحده - في الواقع - هو ما يجعل الإنسان محترمًا. فلماذا لا نتعلم من هذا الحيوان الرائع حب العمل، والصمت، والقناعة بالقليل؟ فلو تمّ ذلك لاختفى الكثير من مشاكلنا، ولوضعنا أقدامنا على طريق الصحة والشباب والجمال والسعادة، ولتوفّر لدينا وقت أكبر لإيقاظ القوى الغافية في الروح والجسد.

يقول المثل الصيني: "احفظ في قلبك شجرة خضراء وسيأتي يوم يبني فيه عصفور مغرد عشه عليها". والشجرة الخضراء هي رمز الصحة التي يجب أن نهتم بها، أما العصفور فهو رمز الشباب والجمال النقيين. فإذا ما اعتنينا بشجرتنا الخضراء فسرعان ما سيأتي العصفور إليها. إذن سنكون دائمي الشباب والجمال.

تعالوا نكون أصحّاء

إنني أجمع في منظومة واحدة علاج عدد من الأمراض، والوقاية منها، بوساطة الأعشاب والتغذية الصحيحة والتأمل الصحيح ونمط الحياة السليم. جميع هذه الوصفات وصلتنا من الشعب، لذا فهي تسمى وصفات الطب الشعبي. طريقتي هذه تكثّف خبرة وتجربة أجيال كثيرة من النطاسيين، وأنا أجرّب عمليًا كل هذه الوصفات على نفسي، وعلى المقربين إلي.

أنا لا أعالج الناس، ولا أعالج نفسي والآخرين، بل أعمل حول موضوع الوقاية من الأمراض وتقوية الجسم، فأنا أرى هذا الأمر مهم وضروري، وذو قيمة كبيرة جدًا. أؤمن بطرق المعالجة الشعبية لكل الأمراض، وإني على ثقة، عند الضرورة، من قدراتي ومعرفتي بكيفية مساعدة الناس والمقربين على الشفاء التام من هذا المرض أو ذاك.

أعتقد أن الناس يرغبون في التعلم، ويريدون معرفة كيفية المحافظة على الصحة، وهم أيضًا مع تقوية الجسم، وهم مجبرون على دفع المال إن لم يقوموا، هم أنفسهم، بذلك، وإن لم يكونوا يعرفون كيف يتم. لكن العلاج، وخاصة بالطرق الشعبية، يجب أن يكون مجانيًا. تصوروا شخصًا يعاني وإضافة إلى بلواه هذه عليه دفع المال. أعتقد أن هذا منافٍ للإنسانية.

أهتم اهتمامًا كبيرًا بمسألة تقوية الجهاز المناعي في الجسم، فالجسم يضعف بسبب الخلل في الجهاز المناعي، ثم يغدو عاجزًا عن مجابهة المرض. والطرق التي أؤمن بها، والتي أثبتت جدارتها طوال قرون، ولدى كافة الشعوب، من أجل تجنّب الأمراض ومعالجتها، هي التنفس الصحيح والحمية والتمارين الرياضية والتدليك، والعلاج بالفيتامينات الطبيعية والأعشاب والمعالجة بالمياه، بالإضافة إلى تنظيم الحياة اليومية، والصوم والصلاة. فهذه كلها لا تؤذي الجسم بل تقويه بشكل عام حتى يستطيع مواجهة أمراضه من تلقاء ذاته. وجميع هذه الطرق تقوي الجهاز المناعي. وأعتبر بأنه لا بدّ من التركيز على حسن أداء الكليتين والمثانة والأمعاء، فهذا يؤدي إلى تحسين عمل الرئتين والقلب. وإذا كان قلب المريض ضعيفًا فعادةً ما تتركز المعالجة على وصف الأدوية دون النظر إلى مسألة تقوية وتنظيف الجسم والأعضاء عمومًا. الأدوية تضعف الجسم وتسممه لذا يجب، قبل أي شيء آخر، تنظيف الكليتين والأمعاء، وستقوم هذه الأعضاء بدورها بتحسين عمل القلب والرئتين.

من الأهمية بمكان أن نقوم بتنظيف أجسامنا عن طريق الحمية والتمارين الرياضية والتدليك.

علينا تجنّب الملل والضجر، وأن نكون أكثر طيبةً وتسامحًا وحكمةً. فهدوء الذهن يحسّن دورة الطاقة الحياتية والدورة الدموية، ويقوي الصحة والمناعة.

بعض وصفات الطب الشعبي:

من أجل تنظيف الجسم: كأس من بذور الكتان يُغمر بثلاثة ليترات من الماء المغلي، وتُسلق في حمام مائي لمدة ساعتين، ثم تُبرّد وتُشرب بكميات كبيرة، بمعدل ليتر واحد يوميًا لمدة أسبوعين. ولتنظيف الكليتين يجب تناول كميات كبيرة من مغلي العنّاب. ومن أجل تنظيف الأوعية الدموية، وعند الخوف والقلق، وفي سن اليأس، يجب تناول مغلي النعناع والملّيسة. أما إذا كنتم ترغبون في أن تزول كافة المشاكل الصحية فكلوا يوميًا، لمدة ثلاثة أسابيع، عشرة عروق من الهندباء البرية بلا أزهارها. واشربوا مغلي الزعتر فهو يخفف شحوم الجسم، ويمنح الأوعية والأعضاء الليونة.

السير بقدمين حافيتين، وبشكل دوري منتظم، يشفي من الدوالي. كما أن من المفيد الخروج إلى الطبيعة والاقتراب من الأشجار، ربما شجر الكرز أو الصنوبر أو البلوط. عانقوا الشجرة، وأصغوا إلى حفيف أوراقها. اندمجوا معها فهي ترفع من طاقتكم.

أنصح كل من يريد أن يكون صحيحًا معافى أن يقتني كتب بول بريك ورودولف برويس في مكتبته.

ابقَ معي أيها الجمال
حتى تخمد النار في قلبي!

ما من نساء دميمات، هناك نساء لا يعرفن كيف يجعلن أنفسهن جميلات. فجمال المرأة يتوقف على صحتها، إذ إن الصحة تمنحنا الإمكانية والرغبة في أن نجعل أنفسنا جميلات وشابات. الصبا والجمال يجلبان لنا السعادة. أن تكوني سعيدة يعني أن تحبي الناس وبلدك وأهلك، أن تحبي الطقس والطبيعة وكل ما يحيط بك في هذه الحياة من أصغر شيء حتى أكبر شيء.

انظري كم هو رائع هذا العالم! تمعني به، إنه أول دروسنا. منه نتعلم كيف نرى الجمال في كل شيء. كل شيء في الحياة منقسم إلى زائد وناقص. نصف الأشياء تقريبًا جيد ونصفها سيئ. وعلينا أن نصحح السيئ إذا ما كان هذا الأمر ممكنًا، وإلا فعلينا أن نتعلم كيفية عدم التوقف عنده، وتركيز الاهتمام على الجيد فقط، لذلك يمكننا دائمًا، وفي كل مكان، إيجاد الفرح.

علينا أن ندرك أن لا وجود للمرض بشكل مستقل، وإنما هناك خلل في انسجام العلاقة بين الإنسان وذاته، وبينه وبين العالم المحيط. فإذا ما مرض القلب ليس علينا أن نعالج القلب، بل علينا أن نعالج ذاتنا: "أنيتنا"، وأن نعالج علاقتنا بالعالم والناس والمواقف الحياتية. العلاج يحتاج إلى الكثير من المال، وهذا المال غير ضروري لتغيير ذواتنا، وتغيير علاقتنا بالناس والعالم. نحن نحتاج إلى الحب، والطريق إلى الحب يمرّ عبر الصحة والجمال والصبا والسعادة. الطريق إلى الحب يجعل عمل كل أجهزة الجسم الداخلية طبيعيًا، ويساعد على استعادة العافية المفقودة، وعلى استعادة طعم الحياة؛ فعندما يحاول الإنسان تغيير "أنا"ه يتحول تدريجيًا إلى إنسان متوازن، ومثل هذا الإنسان لا يحتاج إلى الكثير، بل يحتاج إلى ماء وطعام نباتي وحسب. وعندما لا يعود بحاجة إلى المشروبات الكحولية، ولا إلى التبغ، ولا إلى الأطعمة القوية المذاق؛ فإنه سيشعر بلذة البطاطا المسلوقة، وسيكفّ عن تعذيب نفسه عبر اشتهاء شيء "لذيذ". نحن - البشر الأذكياء- نخدع أنفسنا، ونخدع غيرنا، نأخذ قطعة لحم ونبللها بالماء أو النبيذ، ندقّها ونحشوها، ونسكب عليها المطيبات، ثم نقبل على المائدة متصنعين هيئة الإنسان المتحضر. نحن لا نعي أنّ وراء هذا كله يكمن صراخ وعويل الحيوان قبيل الموت. إن نكهة التوابل تطرد نكهة العشب النضر في الحقل. وبعد ذلك نذهب إلى الطبيب مشفقين جدًا على أنفسنا.

أعمل اختصاصية تجميل، أجعل المرأة جميلة عن طريق رياضة الوجه وتدليكه، وبوساطة الأقنعة وعمليات التنقية، إلا أن هذا لا يكفي أبدًا لكي تصبح المرأة جميلة بحقّ، لذلك وضعت نظامًا يجعل المرأة تبدو أصغر من سنها الحقيقي بعشر سنوات، ويجعلها تشعر بنفسها معافاة وسعيدة؛ وأنا أحسّن نظامي هذا باستمرار. إنها التمارين البدنية اليوغية، وتمارين التدرّب التلقائي "أوتوترينينغ"، والصيام الأسبوعي، والصيام عندما يكون القمر بدرًا، والعلاج بالموسيقى، والتغذّي بالعصائر، والتأمل، والتحليل النفسي.

علينا أن نسير باستمرار، مجددين أنفسنا، على طريق الجمال والصحة والشباب والسعادة. علينا أن نهتم بأنفسنا، وأن نشعل شعاع الحب الإلهي في قلوبنا، محتفظين في داخلنا بنور دائم. علينا أن نبني معبدًا للصحة والجمال والشباب والسعادة خاصًا بنا - معبدًا للحب الإلهي.

مصادر الشباب

قد يتحول الإنسان خلال سني حياته إلى جسد متهالك، أو قد يبدو دائمًا أصغر من عمره الحقيقي بعشر سنوات؛ وهذا الأمر يتعلق به ذاته. بالدرجة الأولى علينا أن ننام نومًا عميقًا هادئًا، وأن نستيقظ ونحن نشعر بأننا نشيطون ومرتاحون، فهذا أمر في غاية الأهمية في حياتنا، إذ إن الاستغراق في النوم، والاستيقاظ من النوم، يشبهان حلقة واحدة من "السلسلة الذهبية" التي تسمى "حياة"؛ وعلينا أن نعير الاهتمام لهذا بالدرجة الأولى. فالاستغراق في النوم هو موت صغير، وعلى كل إنسان الاستغراق فيه وهو نقيّ الضمير، طالبًا الصفح، وصافحًا عن الجميع. والاستيقاظ الصباحي هو ولادتنا الصغيرة، ولذلك يجب أن "نولد" بفرح وسرور وهمّة. عندما نمارس هذا في حياتنا باستمرار سنكون دائمًا أحد مصادر الشباب.

يوجد في جسم الإنسان 19 مركزًا للطاقة: 7 أساسية، و12 ثانوية؛ وكل واحد منها يدعى "تشاكرا". تعمل "التشاكرات" جميعها متعاونة فيما بينها ومتناغمة في الجسم السليم، مؤمنة قدرة الإنسان على الحياة. عندما تتعطل قوة أحد هذه المراكز تضعف المنظومة الحياتية لدى الإنسان. نحن هنا نتحدث عن تلك الحالة التي يضعف فيها الإنسان، أي يمرض أو يشيخ. ومن هنا تأتي أهمية التدليك، إذ إن جميع "التشاكرات" تتحفز أثناء التدليك، وبهذا نحول دون المرض، وبالتالي دون الشيخوخة. ليس هناك أي تدليك للتنحيف أو للتخلص من الشحوم، وإنما هناك تدليك لتخليص الجسم من المرض، ولاستعادة العافية والشباب. ومن الأهمية بمكان تدليك الرأس والأذنين والوجه والرقبة والصدر، أي التدليك التجميلي. هناك أربعة مراكز أساسية للطاقة في الصدر والوجه والرقبة والرأس، والكثير من النقاط البيولوجية الهامة. لذلك يكون التدليك التجميلي للوجه ضروريًا، ليس فقط من أجل جمال الوجه بل للصحة عمومًا. تدليك الجسم يخلق التناغم في جسم الإنسان. وإن أكثر أنواع التدليك فائدةً هو التدليك النقطي، والتدليك دون لمس. يجب أن يجري التدليك دائمًا مع الموسيقى المهدئة البطيئة، في مكان معطّر، ومع تأثير بالإنارة أو بالشموع، ودون صخب غريب أو أحاديث. لا يؤدي أي تدليك عنيف إلى التنحيف، ولا يزيل الشحوم. إنّ مهمة التدليك هي إعادة أو تعزيز الجمال والعافية والشباب لدى الإنسان.

علينا أن نلقي عن كاهلنا عبء الشيخوخة والمرض والاستياء باستمرار، واليوغا هي التي تقدّم لنا أكبر مساعدة في هذا الميدان؛ إنها تعلّم الناس فنّ البقاء شبابًا. فأولئك الذين يمارسون اليوغا كل يوم يلاحظون كيف تزداد قوّتهم يومًا بعد يوم. وفي يوم من الأيام سيلاحظون أنّ مصدر الشباب موجود حقًا - مصدر لا ينضب للشباب! إنّ طاقة "التشاكرا" لدى الإنسان العجوز والمريض تكون ضعيفة جدًا، ومن أجل استعادة القوة يحتاج إلى تمارين يوغا خاصة. هذه التمارين بسيطة جدًا، وهي بمجملها خمسة تمارين، ولكن يجب تنفيذها بشكل منتظم وصحيح. حياتنا إبداعٌ دائم تنفّذه أيدينا، ونظام اليوغا يعلّم ذلك؛ فبفضل اليوغا يمكن إعادة عمل أجهزة الجسم المريضة والهرمة إلى طبيعتها، مما يجعل المرء يشعر بنفسه مفعمًا بالقوة والحيوية ثانيةً. إذ إنّ جسم الإنسان هو بنية متكاملة، مؤهلة لإعادة بناء ذاتها. ولكن، للأسف، لم يعد الإنسان يعتمد على ذاته، وعلى إرادته، بل راح يعتمد أكثر على منجزات التقنية والتقدم. الكثير من المرضى يعتمدون على المنجزات الطبية إلا أنهم ينسون إرادتهم، وينسون قوّتهم الداخلية الحقيقية. ممارسة اليوغا ليست مجرّد تمارين رياضية، أو وسيلة للشفاء الذاتي، بل هي تدريب على التحكم بالإرادة؛ فاليوغا تساعد على إعادة بناء الصحة وقوة الحياة. ممارسة اليوغا تغيّر مظهر الإنسان الخارجي، وتمكّنه من الظهور أصغر من عمره الحقيقي، ومن الإحساس بنفسه صحيحًا وسعيدًا. اليوغا مفيدة للمرضى، ولكن من الأفضل البدء بممارسة اليوغا قبل الإصابة بالمرض للحيلولة دونه؛ فالوقاية من المرض خير من معالجته. وإلى جانب تمارين اليوغا يجلب التفكّر والتأمّل في الطبيعة فائدة كبيرة للصحة الروحية والعقلية والبدنية.

النتيجة هي أنّ النوم وممارسة اليوغا والتدليك والتأمل - هذه كلها هي مصادرنا التي لا تنضب للشباب، والتي هي في متناولنا دائمًا.

معجزة التدليك

أودّ أن أعرض خبرة عملي الذي كرّسته لجمال وصحة وشباب المرأة.

التدليك علاج قيّم جدًا، لا للجسم فقط بل للعقل والروح أيضًا. إنه أحد أساليب العلاج المريحة والمضمونة. فالعلاج بالتدليك يخلّصكم من الأمراض والشيخوخة تدريجيًا، كما أنه يزيد الكالسيوم في الجسم، ويقلل من نسبة الخوليترين، ويخلّص من الاكتئاب. هذه هي الأسباب الثلاثة الأهم التي تؤدي بالمرأة إلى فقدان شبابها. لذا، أليس من الأفضل أن نهتم بالتدليك أكثر من اهتمامنا بالأدوية؟

تتوقّف جودة العلاج بالتدليك، بصورة أساسية، على شخصية الاختصاصي؛ فالمختصّ بالعلاج يجب أن يهتم بصحته الجسدية، وبحالته النفسية، وعليه أن يصوّر قدراته العقلية باستمرار لكي ينقل لمريضه الصحة والهدوء النفسي والحكمة وقوة الإدراك أثناء عملية التدليك.

يجب أن يكون المختصّ بالتدليك الجمالي والطبي ذا قلب طيب، وأن يكون محبًا للجميع، وقانعًا بالحياة؛ حتى ينتقل، عبر يديه، حب الخير للعالم. ولا يجوز له، أثناء عملية التدليك، أن يشغل نفسه أو يشغل المريض. فأنا، عادةً، أتلو أثناء أداء عملي الدعاء التالي -وهي واحدة من صلواتي الخاصة:

فلتكن هذه المرأة بخير.
فليكن كل أقربائها بخير.
فليكن العالم كله بخير.
فلأكن أنا بخير.

على طبيب التدليك أن يحب المريض كابنه، وأن يفهمه ويحفظه. يجب أن يكون خيّرًا معه لأنه جلب له عملاً ومعرفة. وعلى المريض، كذلك، ألاّ ينسى أن طبيب التدليك، وطبيب التجميل، هو طبيب مميّز بالنسبة له فهو ينفق أعزّ ما في حياته - الوقت والطاقة - من أجله. على المختصّ بالتدليك أن يكون إنسانًا هادئًا ومتّزنًا. عليه أن يعطي أكثر مما يأخذ من هذه الحياة. عليه أن يحب الناس، وأن يكون متسامحًا معهم.

يجب توفّر الهدوء التام أثناء التدليك، وألا يُسمع سوى صوت الموسيقى: مؤلفات باخ وموزارت، وبشكل خاص مندلسون. من المستحسن إشعال شموع وبخور. أثناء التدليك يجب أن تشرب المرأة شيئًا من الزهورات. -عادةً، أقدّم زهورات الخزامى-.

كل هذا له علاقة بإجراءات التجميل: تنظيف الوجه وتدليكه، ووضع "الماكياج" والمراهم. العلاج بالتدليك لا يزيل الوزن الزائد، ولا يشفي من الأمراض، لكن التدليك يحول دون المرض، بينما تساعد الحمية وممارسة الرياضة على الشفاء منها. وهذا يساعد على إزالة الوزن الزائد، ويتيح إمكانية استعادة الوجه لنضارته عند فقدان الوزن الزائد.

التدليك يجب أن لا يكون عنيفًا، فالمدلّك ليس جزّارًا، بل هو طبيب الجسد والعقل والروح. يجب ألا يستمر التدليك الصحيح أكثر من 45 دقيقة، ولكن على الطبيب، أثناء ذلك، أن يمرّ على كل النقاط الهامة في الجسم؛ ولا يجوز إشغال المرضى بتدليكات طويلة وعنيفة. وينبغي عدم ضرب وسحق التجمعات الشحمية، فالتدليك ليس لهذا الغرض. ويفضَّل عدم استخدام الحركات القوية حتى لا تتأذى الأنسجة تحت الجلدية في الجسم، أو تتوتر.

من الأهمية بمكان الانتباه إلى إعادة تدليك كفوف اليدين وباطن الأقدام والكتفين والرأس والأذنين والوجه والعمود الفقري. ويجب أن يقدّم الطبيب للمريض، أثناء التدليك أو بعده، النصائح والتوجيهات حول نوعية التمارين الرياضية اللازمة للجسد والوجهّ، وفي حقل العلاج النفسي، وكذلك حول التمارين المضادة للتوتر، وحول الصيام على الماء. أثناء التدليك، يجب على المدلّك أن ينصح المريض حول كيفية إجراء "ليفتينغ" عن طريق التمارين الرياضية، وكيفية التخلص من "السيلوليت". كما يمكن إجراء التدليك بالترافق مع تمارين اليوغا.

التدليك علاج طبي لا يقدّر بثمن، وليس صراعًا ضدّ الوزن الزائد. إذ يتحسن مزاج المرء بعد التدليك عادةً، حيث يساعد التدليك على إفراز هرمونات السعادة في الجسم. لذا يُنصح بإجراء التدليك للجسم والوجه مرتين في الربيع والخريف، أو في الصيف والشتاء. وفي كلّ مرة يجب أن يتمّ التدليك يوميًا، أو مرّة كل يومين. تتضمن دورة التدليك 10-15 جلسة تدليك. يجب أن يجري تدليك للوجه والجسم مرة أو مرتين كل أسبوع لمدة عام.

على اختصاصي التدليك أن يعلّم مرضاه فنّ التغذية: كيف يُصنع الخبز المنزلي من نخالة القمح. كيف تُحضّر أطباق من الصويا والقرّيص. ولا يجوز لنا نسيان الأكثر أهمية في التغذية، وهو الفصل بين النشويات والبروتينات، إذ يجب تناولها في أوقات مختلفة.

على المدلّك أن يهتم بصحة المرأة، هذا الشيء النفيس. عليه أن يعمل، في كل مرة، وكأنه يقدّم امتحانًا أمام زبونته، وأمام نفسه. لقد أصبحت زبوناتي جميلات ورائعات وطبيبات للصحة، لأن المهم ليس معالجة الناس بل تعليمهم كيف يتمتعون بالصحة والجمال. عندما أشرع بموضوع من مواضيع الصحة والجمال، فإن زبوناتي يتابعن هذا الموضوع بعد دقيقتين فقط، وينهينه بأنفسهن. -إنني أحلم بفتح معهد للصحة والجمال، فمن سيكون زملائي هناك؟ إنهن زبوناتي من النساء، لذا أكرِّس هذه المقالة من أجل النساء العزيزات، ومن أجل مهنتي المحببة.-

ينتمي التدليك إلى المعالجات الوقائية والشفائية. يعير الأطباء في روسيا تدليك الأطباء اهتمامًا كبيرًا، فلكي ينمو الطفل دون استخدام الأدوية، ولكي يكون صحيحًا معافى، يخصصون له، ابتداءً من سنّ الثلاثة أشهر، دورات تدليك خاصة، وتمارين رياضية خاصة، مع مسح جسمه بالماء البارد في كل فصول السنة. ويصف الأطباء التدليك للكبار عند إصابتهم بأمراض مستعصية، أو بعد العمليات المعقّدة.

التدليك التجميلي المنتظم للوجه ينقذ المرأة من عمليات التجميل. والتدليك الوقائي المنتظم للجسم ينقذنا من الأمراض، ومن مواقف الشدّة والانفعال. لذلك فإنّ دورة التدليك التجميلي للوجه عندي تسمى "الطريق إلى الجمال"، أما دورة التدليك للجسم فاسمه "ضدّ الشدّة".

التدليك علاج تجميلي رائع للوجه والجسم. ولن ينقذ المرأة التي تهمل تدليك الوجه والأقنعة لا الثياب الغالية ولا "المكياج" المكلف. أما المرأة التي تهتم بالحمية والرياضة والتدليك والمعالجة الموسيقية فتبدو في كل الأعمار نضرة وجميلة. وعندئذٍ تضفي عليها الثياب الغالية و"المكياج" المكلف إثارة إضافية.

أنا أحبُّ هذه الأرض

عادت بي الأفكار، وأنا في الطائرة المتّجهة إلى سوريا، إلى ذكريات طفولتي العزيزة السعيدة التي قضيتها في البلد العظيم الرائع روسيا حفظها الله. وها أنا الآن أعود ثانيةً إلى سوريا الحبيبة. يستغرب الكثيرون عندما أقول: "أنا أحب سوريا كثيرًا!". ومن الذي يستغرب؟ مع الأسف، سكان سوريا الأصليون. إحدى النساء لم تشأ، أو لم تحاول، أن تفهم لماذا يمكن للمرء أن يحب هذا البلد، فاستنتجتْ ما يلي:

يبدو أنها من مجاهل روسيا، ولذلك بدت لها سوريا بلدًا أجنبيًا كبيرًا. هذا غير صحيح؛ فأنا أعرف روسيا جيدًا وأحبها. وقد زرت جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق الخمس عشرة. وعشت ردحًا من الزمن في مدن كييف ولفوف ونوفوسيبيرسك وبطرسبورغ وموسكو. كما عشت في أذربيجان وجورجيا وأرمينيا وبيلاروسيا. وزرت ألمانيا وبولونيا وبلغاريا ورومانيا. سوريا هي البلد الجديرة بأن تُحبّ جدًا: شعبها، وطبيعتها الجميلة التي تضمّ الصحراء والغابات والجبال والأنهار، وبحرها. ألا يكفي هذا لكي يعشقها الإنسان؟

أما الجوانب السلبية في هذا البلد فقد صنعناها نحن. تعالوا نفكر بعض الشيء، حتى عندما نرمي ورقة على الأرض. لقد خلق الله هذا البلد لكي تكون أجمل بقاع الدنيا لكننا لم نحافظ على البلد الذي عاصمته أقدم مدن العالم. كم فيها من الأماكن المقدسة! من الكنائس والأديرة والمساجد. كم فيها من تنوعٍ في الأديان والمذاهب!

عندما كنت أتجول في هذا البلد كنت أحب النظر إلى وجوه الفلاحين، الفلاحين الحقيقيين الذين يحبون أرضهم، ولا يمكن لهم أن يهجروها. نكهة التراب بالنسبة لهم أطيب من نكهة قالب حلوى، وبفضلهم مازالت الأرض تحتفظ بروحها، ومازال هذا البلد يحتفظ بروحه.

شاهدت يومًا هطول المطر وقوس قزح كبير وساطع في السماء - كان المنظر جميلاً جدًا، لكن الكثيرين قالوا لي إنهم كانوا منشغلين في منازلهم بطعامهم وتلفزيوناتهم، ناهيكم عن أنّ الأبنية عالية جدًا بشكل لا يتيح لنا إمكانية النظر إلى السماء. إننا ننظر إلى الأسفل بسبب ثقل المشكلات التي نخلقها لأنفسنا أحيانًا، فلا توجد لدينا قوة كافية لكي نرفع رؤوسنا. وتحتنا الأرض ليست حية، بل مجرّد إسفلت أو بلاط، فمن أين ستأتينا محبة بلدنا إذا كنا لا نرى أرضها الحقيقية غالبًا، ما لم نمشي عليها على أقدامنا. وعندما نسافر في نزهة نحوّل المكان الذي نمكث فيه إلى مكان قذر. كيف لا أحب هذا البلد، ليس بسبب عراقته وقدسيته وجماله فقط بل وبسبب الآلام التي نسببها له.

في قلب دمشق لم يعد نهر بردى "الخالد" يجري، إنه يبكي في سكون. وعلى ضفتيه تقوم الأبنية العصرية العالية. والسكان ينظّفون شققهم إلى حدّ اللمعان يوميًا أحيانًا، ثم يلقون بقمامتهم في النهر. نحن لا نريد أن نفهم أنّ النهر كائن حي، وأنه يعاني أيضًا. نحن نزور بعضنا بعضًا بحماس واندفاع كبيرين، مكرمين بعضنا بعضًا، فلماذا لا نتمتع بالحماسة والاندفاع لكي نتعاون في تنظيف نهرنا وضفافه. حينذاك، عندما يرانا أبناؤنا، فهل سيواصلون رمي القمامة في النهر؟

كثيرون من سكان دمشق لا يعرفون أنّ هناك مسرحًا في مدينتهم. المطاعم في المدينة عند كل خطوة، ويرى الناس أنّ من الوجاهة أن يقوموا بدعوة بعضهم بعضًا إلى المطعم لا إلى المسرح، علمًا أنّ المسرح هو روح الشعب وحقيقته، إنه حياته. فنانو المسرح موهوبون جدًا، ويجب تكريمهم بجدارة؛ فبفضلهم يعيش المسرح ويعمل في دمشق فلا تنطفئ شعلة روحه، فيجلب للناس الفرح والسعادة.

لماذا أريد أن يشاركني الناس، في الكتاب المسمّى "التناغم"، مشاعري تجاه هذا البلد الذي شاءت الأقدار أن أعيش فيه؟ يجب أن نرضى بحياتنا في كل يوم، ويجب أن يرضينا كل وضع من أوضاع حياتنا. يجب أن نحب المكان الذي نقيم فيه في اللحظة الراهنة، وأن نحب الناس الذي ربطنا بهم القدر. يجب أن نبحث عن الفرح والسعادة في كل شيء، وعندئذٍ سنخلوا من الأمراض، وستكون شيخوختنا فرحة، وفيها ذكريات طيبة عن السنوات المنصرمة.

*** *** ***


 

horizontal rule

[1]  أخصائية تجميل ومعالجة طبيعية.

 

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود