|
صورة
الإسلام والمسلمين بين
مسيحيي الشرق توطئة في أقل من مئة سنة، استطاع
المسلمون أن يسيطروا على مجمل السواحل
الشرقية للبحر المتوسط تقريبًا. ومذ ذاك
والمسيحيون في تناقص مستمر، إلى أن أصبحوا،
في الوقت الراهن، أقليةً صغيرة تعيش في بحر
إسلامي. والصورة التي رَسَمَها المسيحيون
الشرقيون للإسلام صورةٌ متقلبة، تحكمتْ فيها
الأمورُ السياسية والعلاقاتُ المتوترة.
ولسنا هاهنا في صدد مراجعة هذه الصورة في
التاريخ، بل همنا أن نسلط الضوء على الصورة
المرسومة في المواقف والكتابات المعاصرة، ثم
أن نحاول استعراض العوامل التي تحكَّمت في
رسم هذه الصورة والسبُل الآيلة إلى تصحيحها
من أجل رسم صورة موضوعية. وتجدر الملاحظة
إلى أن كثيرًا من إشكاليات مسيحيي الشرق،
كونهم أصبحوا أقلية، هي إشكاليات
الأقليات في المجتمعات الأخرى. وفي الحقيقة توجد صورٌ عدة
عن الإسلام رَسَمَها مسيحيو الشرق، أهمها: 1.
صورة
سلبية رَسَمَها المسيحيون الشرقيون من
ذوي التأثير المسيحي الغربي، وخصوصًا
الكاثوليكي؛ ومصدرها الإرساليات التي
احتضنت المسيحيين المنشقين عن الكنائس
الشرقية والمنضمين إلى روما: تأثر هؤلاء
بالصورة المرسومة في الغرب والمستقاة من
تأثيرات القرون الوسطى وقرون من التنافس
والنفور بين الإسلام والمسيحية، أدَّتْ، في
بعض الأحيان، إلى اضطهاد المسلمين للمسيحيين
في ظل دولة المماليك وفي ظل الحكم العثماني
وإلى اعتبار المسيحيين، في كثير من الأحيان،
مواطنين من الدرجة الثانية. 2.
صورة
إيجابية رسمها المستنيرون من المسيحيين،
وخصوصا الأرثوذكس، من أتباع حركة القومية
العربية. أما عناصر هذه الصورة فهي ليست
لاهوتية، بل اجتماعية؛ أي رأى راسموها
الإسلامَ من منظار قومي (عربي)، وليس من
منظار ديني. لقد انتصرت هذه الصورة في الأوساط
الأكاديمية من مختلف التوجهات الفكرية،
وأضحت متداوَلةً في حلقات الحوار المسيحي–الإسلامي
أو في العالم الأكاديمي في شكل عام. 3.
صورة
حديثة، سلبية جدًّا، رَسَمَها بعض الساسة
المسيحيين، كردة فعل على الحركات الأصولية
الإسلامية التي ظهرت في العقود الأخيرة وأخذت
تطالب بتحقيق مشروع "الدولة الإسلامية"
وبضرورة إخضاع المسيحيين الشرقيين لتشريعات
"الذمِّية" في الفقه الإسلامي. وفي شكل
عام، تأثر العامةُ من المسيحيين بهذه الصورة
وأضحت متداولةً في الأوساط الشعبية والدوائر
المسيحية المغلقة والمنعزلة، كمحاولة للدفاع
عن الذات وعن مستقبل المسيحيين في الشرق. 4.
صورة
إيجابية رُسِمَتْ للإسلام في رسائل
بطاركة الشرق الكاثوليك التي تصدر تباعًا وفي
حلقات الحوار المسيحي–الإسلامي. تتصف هذه
الصورة بطابعها الاجتماعي، إذ تشدد على
الأمور المشتركة بين المسيحية والإسلام،
وتتضمن دعوةً يطلقها المسيحيون إلى المسلمين
من أجل مشاركة حقيقية في المُواطَنة وفي
بناء الإنسان. أما الصورة الايجابية عن
الإسلام، فمصدرها بين العلمانيين وعيُ
المسيحيين الشرقيين لقوميتهم العربية. فقد
قامت الحركة القومية العربية على أيدي
المسيحيين الأرثوذكس الذين بدأوا يطالبون
ببطريرك عربي لكنيستهم، وتحقَّق لهم ذلك في
العام 1898. وقد اعتبر بعضُهم هذا الحدث الكنسي
بمثابة أول انتصار للحركة القومية العربية.
قام في ظل الحركة القومية العربية مفكرون
مسيحيون كبار، رأوا في الإسلام سندًا قويًّا
لحسِّهم القومي: فهناك جرجي زيدان، الذي عكس
في التمدن الإسلامي وفي رواياته عن تاريخ
الإسلام تعلقه الشديد بالتراث العربي–الإسلامي؛
وهناك فرح أنطون، الذي يُعَد من أبرز
المسيحيين المتعلمنين المفتخرين بانتمائهم
الشرقي. هو ذا يقول بنوع من الاعتزاز: نحن
المسيحيون الحقيقيون، وديننا لم يتدخل في
السياسة، ونحن لسنا مسؤولين عن أعمال
المسيحية الغربية. إن ولاءنا هو للشرق، وقد
عشنا دومًا أوفياء للسلطان. ويرى عبد المسيح الأنطاكي
أن من حسن حظه أنه ولد في حيٍّ كان المسلمون
فيه أكثرية، وأنه حظي بتنشئة مختلفة عن غيره
من المسيحيين، مما سمح له، عند بلوغه سنَّ
النضوج، أن يعي أن جيرانه المسلمين "شركاء
في الوطن". أما مصدر هذه الصورة
الايجابية للإسلام بين الإكليروس فليس
بالضرورة الحركة القومية العربية، بل ضرورة العيش
المشترك. فالبطريرك الأنطاكي الأرثوذكسي
غريغوريوس الرابع حداد (انتخب بطريركًا في
العام 1906 وتوفي في العام 1928) يعطي للعيش مع
المسلمين أولوية لا تدفعه حُكمًا إلى القول
بـ"قومية" تنشد الاستقلال عن الدولة
العثمانية. فقد صرح في إحدى خطبه: إني
أحب أبناء وطني من جميع المذاهب على حدٍّ
سواء، ولا فرق بينهم عندي. أوَلسنا نسكن أرضًا
واحدة، ونستنير بضوء شمس واحدة، ونستظل بسماء
واحدة، وترفرف فوقنا رايةٌ واحدة هي راية
الوطن العزيز؟ أوَلسنا – نحن والمسلمون –
توحدِّنا جامعةُ الانتساب إلى وطن واحد؟
أوَلسنا معًا نعبد إلهًا واحدًا غير متجزئ؟ ولم يتغير خطابُ البطريرك
تجاه نظرته للمسلمين عندما اختار استقلالَ
سوريا ومبايعةَ فيصل ملكًا عليها. وهذا
انتقال واقعي من القول بالجامعة العثمانية
إلى الدعوة العربية في عملية تدريجية لا
انقطاع فيها، ذلك أن بين كليهما استمرارية
لجهة وعي الذات في العلاقة مع الآخر المسلم. وفي الوقت الراهن، يتسم
الفكر المسيحي المستنير حول الإسلام، في
الشأن الوطني كما في الشأن الديني، بالسعي
إلى التوفيق بين مسؤولية الشهادة للمسيحية
الشرقية بين المسلمين وبين لزوم تعزيز
الشراكة الحضارية معهم، من خلال بلورة موقف
روحي–لاهوتي، أصيل ومنفتح على حدٍّ سواء.
وخير مَن يعبِّر عن هذا الفكر هو موقف كلٍّ من
البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم والمطران
جورج خضر. يرى المطران خضر أن للقرآن "صلة
بالحقيقة" التي تتجلَّى عند
تلك الجحافل الطيبة من المسلمين الوادَّة
لله، وتحس بلمساتٍ من الروح في أقوالهم وفي ما
عاشوا. العوامل
التي تتحكم في رسم صورة المسلمين في الشرق بعد أن استعرضنا الصورة
التي يقدمها مسيحيو الشرق عن الإسلام، سنحاول
تحديد أهم العوامل التي تتحكم في رسم هذه
الصورة: 1.
ثِقَل
التاريخ الذي يحمل في طياته جولاتٍ من النزاع
بين المسيحيين والمسلمين في الشرق. 2.
قيام
حركات إسلامية أصولية تحمل في برنامجها مشروع
"الدولة الإسلامية". فهذا يعني أن
الأقليات المسيحية في الشرق ترى بأنها مهددة
بالخضوع للشريعة الإسلامية كتشريع للدولة
الإسلامية المطالَب بها، بما يتضمن إعادتهم
إلى وضع "أهل الذمة". 3.
قيام
حركات إسلامية أصولية تكفِّر المسيحيين،
وبعضها يعتبرهم من "أهل الشرك"؛
وإيديولوجية هذه الحركات تقضي بقتال هؤلاء
"المشركين" حتى يقبلوا الإسلام دينًا أو
أن يخرجوا من "دار الإسلام". 4.
صيرورة
المسيحيين غيتوات ghettos
منعزلة ومعزولة، مستسلمة لشعورها بالفشل
والإحباط والخوف، ومقتنعة بأنها أقلية
مظلومة ومغلوبة على أمرها. وقمة الإحباط هي
اعتبار الأقليات المسيحية أن بلادهم
التاريخية لم تعد لهم، ليسوا فيها بمواطنين،
بل مجرد مقيمين في انتظار الهجرة إلى بلد آخر
يحصلون فيه يومًا ما على حقوق المُواطَنة. 5.
التشديد
على قراءة خاصة لأطروحة "الوحدة العربية"
أو "القومية العربية"، ومفادها أن
العروبة والإسلام "وجهان لعملة واحدة". يرى قسطنطين زريق، في هذا
السياق، أن الإسلام هو دين الهوية الذاتية
التاريخية والثقافية للأمة العربية. ويعتقد أ.
جورافسكي أن أصحاب هذه الدعوة من روَّاد
الفكر القومي العربي رأوا أن الإسلام،
كتقليد تاريخي، وأن اللغة العربية، كأساس
للرابطة الاجتماعية–الثقافية، يشكلان
عامودين أساسيين ترتكز عليهما إيديولوجية
"العروبة". ويرى ميشيل عفلق، المسيحي
الأرثوذكسي والأب الروحي لإيديولوجية "البعث"،
أن بعث الأمة العربية الواحدة إنما يتجسد في
ثورة روحية، لا بدَّ أن تحدث من خلال العودة
إلى التقاليد القومية العربية الأصيلة وبعث
الوجدان الروحي المعطاء للعرب. ويعني عفلق بـ"الثورة
الروحية" نهضةَ الإسلام، فيدعو المسيحيين
إلى المساهمة في هذا المشروع مصرحًا: إذا
كانت حياة الأمة في الماضي تركزت في جلاء في
شخص واحد، فإن حياة هذا النبي العربي العظيم [محمد]
يجب أن تجد تطورها واستمراريتها اليوم في
القوة الحيوية للأمة العربية جمعاء... وإذا
كان محمد تجسيدًا تاريخيًّا لجميع العرب،
فليكن الآن كلُّ عربي محمدًا. ونذكر أيضًا خليل اسكندر
قبرصي (المسيحي) الذي دعا المسيحيين، في مقالة
نشرها في العام 1931 في مجلة الفتح
القاهرية، إلى الدخول في الإسلام. كان عنوان
المقالة "دعوة نصارى العرب للدخول في
الإسلام"؛ وقد حاول تقديم تبريرات لدعوته
هذه. لذا فقد هرب كثيرٌ من المسيحيين من
عروبتهم إنقاذًا لمسيحيتهم، فادعوا الانتماء
إلى قوميات أخرى بائدة: فينيقية، آرامية،
قبطية، كنعانية، إلخ، ورأوا في الإسلام
مهددًا لوجودهم. إن كثيرًا من هذه العوامل
صحيح، برأينا، ويجب أن يؤخذ على محمل الجِدِّ
من أجل معالجة جدية، وذلك من أجل المسلمين
والمسيحيين معًا في هذا الشرق. تصحيح
الصورة إن خطابات المجاملة بين
المسيحيين والمسلمين لا تجدي نفعًا؛ وكذلك
رفع رايات "العيش المشترك" و"الانصهار
الوطني" – كما لو كان الانصهار أمرًا
واقعًا! – لا يجدي نفعًا. وتكمن بداية الحلِّ
في الاعتراف بالمرض وإطلاق صرخة التوجع من
هذا المرض. من الضروري جدًّا أن يعمل العقلاء،
من المسيحيين والمسلمين جميعًا، على وضع
استراتيجية عملية، يصحِّح بموجبها المسيحيون
الصورةَ السلبية المرسومة عن المسلمين.
وأتمنى لو يقوم باحث مسلم ويطالب أيضًا
بتصحيح الصور السلبية التي رَسَمَها
المسلمون في هذا الشرق عن المسيحية
والمسيحيين – بالموضوعية والصراحة اللتين
أكتب بهما، أنا المسيحي. تكمن الحلول في رسم
استراتيجية تكون أهدافها الوصول إلى
الإنجازات الآتية: 1.
يجب
على المسلمين المعتدلين، المؤمنين بأن
الإسلام يسمح بقيام تعدد ديني في وحدة
اجتماعية واحدة، أن يقرأوا هذا التعدد في
ضوء "العالم الجديد" وتشريعاته المتعلقة
بحقوق الإنسان لجهة الحريات، وخاصة الحرية
الدينية؛ ثم العمل على نقل هذا الرأي من
مصنفات الفقهاء إلى حيِّز التشريع الرسمي،
لكيلا يبقى الانتماء الديني لإنسان الشرق
سجنًا لا يستطيع أن يخرج منه. بعبارة واحدة:
يجب أن تشرَّع في الدول العربية حريةُ
المعتقد وحريةُ الانتماء الديني. ثم يجب أن
يُعمَل على تخفيف وطأة الضغوط الاجتماعية
والمعنوية، وأحيانًا المادية، عن كاهل مَن
أراد أن يختار لنفسه. على الدرجة نفسها من
الأهمية، يأتي موضوع "الاعتراف بالآخر"
وبحقوقه الدينية والمساواة في المُواطَنة
لجهة الحقوق والواجبات. 2.
يجب
محاربة مشروع "الدولة الإسلامية" في
بلدان الشرق، وخصوصًا في البلدان التي توجد
فيها أقليات مسيحية. والمسلمون المعتدلون هم
الأوْلى برفض هذا المشروع، تمامًا كما فعل
الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين. ويجب أن
يخرج هذا الرفض من دوائر البحوث الأكاديمية
والطبقات الأرستقراطية إلى الشارع ويثقَّف
به العامةُ بنشر ثقافة التشريع التعددي،
إنْ لم نقل العَلماني. 3.
يجب
على المسلمين المعتدلين محاربة اجتهادات "تكفير
المسيحيين" واعتبارهم من "المشركين"،
أي محاربة الحقن الشعبي ضد المسيحيين. وهنا
نعطي الحقَّ أيضًا لأصوات إسلامية بأن ترتفع
وتطالب بمحاربة الحقن الشعبي ضد المسلمين
أيضًا. 4.
يجب
فصل العروبة عن الإسلام. لقد عاشت
المسيحية في القبائل العربية لقرون عدة قبل
ظهور الإسلام؛ وحتى بعده، بقيت بعض القبائل
العربية على مسيحيتها. صحيح أن الإسلام أصبح،
في وقت قصير، دين السواد الأعظم من سكان
الجزيرة العربية، ثم، مع الوقت، تحوَّل كثيرٌ
من المسيحيين من الدول المجاورة إلى الإسلام؛
لكن هذا كله لا يعني أبدًا أن "العروبة"
مرادف لـ"الإسلام": يحق للمرء أن يبقى
عربيًّا مسيحيًّا، كما كان أجداده في
التاريخ؛ وعلى المسلمين الاعتراف له بهذه
الهوية. إن عدم فصل العروبة عن الإسلام يدفع
بالمسيحيين العرب إلى البحث في دفاتر التاريخ
عن قومياتهم المندثرة، من آرامية – سريانية
وآشورية – إلى فينيقية كنعانية، لأن الإنسان
يحتاج إلى مجتمع قومي ينتمي إليه. 5.
الاعتراف
بدور المسيحيين ومساهماتهم في الحضارة
العربية، سواء في العصور الأولى للإسلام أو
في عصر النهضة. إن هذا الاعتراف يشجع
المسيحيين الشرقيين على الاستمرار في العطاء
والمساهمة الفعَّالة في مسيرة هذه الحضارة
لجعلها مواكِبة للتقدم العالمي. 6.
يجب
على المسيحيين في الشرق اتخاذ مبادرة إيجابية
تتضمن: النظرة الإيجابية والموضوعية حيال
الإسلام والمساهمة في تنمية بلدانهم.
عليهم الالتزام بتربية أولادهم، في العائلة
وفي المدرسة، على هذه النظرة وهذه الأشواق،
حتى لو كلَّف الأمرُ تضحياتٍ مادية للوصول
إلى هذا المستوى من المُواطَنة. وفي هذا السياق، قدَّم
البطريرك مكسيموس الخامس حكيم، بطريرك
أنطاكية وسائر المشرق للروم المَلْكيين
الكاثوليك السابق، تصورًا لتعديل الصورة
وَرَدَ في رسالته المعنونة المسيحيون
والقومية العربية[2]،
وتتضمن الأفكار الآتية: 1.
العالم
العربي–الإسلامي والطوائف العربية–المسيحية
وُجِدَتْ من أجل أن يكمِّل بعضُها بعضًا. 2.
نحن،
العرب–المسلمين والعرب–المسيحيين، كلنا
ننتمي إلى جنس واحد ونعبد إلهًا واحدًا؛ ونحن
كلنا نجل ونحترم الأنبياء جميعًا. أما خلاصنا
فإنه يتجسد في الاعتراف بتلك الاختلافات في
القيم التي تمثل كلَّ جانب. وبإمكان كلِّ
جانب إكمال الجوانب الأخرى. 3.
إن
انفتاح المسيحية على الثقافة الغربية لا
يحوِّلها إلى "أخ خائن" للمسلمين؛ بل إن
هذا الانفتاح يمكن أن يجعل من المسيحية حلقة
وسيطة بين الحضارتين، بين الثقافتين، وبين
الديانتين اللتين تؤمنان بربٍّ واحد. الخلاصة المهم، في النهاية، هي
الصورة التي تنتجها العامةُ من المسيحيين –
وهي غالبًا سلبية نتيجة جهلهم بالإسلام
ونتيجة الانفعالات السلبية الإسلامية حيال
المسيحيين في الشرق التي، هي أيضًا، نتيجة
الجهل والتطرف. موضوع الحوار المسيحي–الإسلامي
بين المستنيرين من الطرفين مستمر؛ ولا مشكلة
أساسًا عند هذه الشريحة من المواطنين. وهنا لا
أقول إنه يجب أن يتوقف، بل يجب أن تنصبَّ
الاهتماماتُ فيه على إنتاج صور موضوعية
عن الإسلام والمسيحية تدرَّس في المدارس
وتُنشَر بين العامة. وأظنني غير مخطئ إذا قلت إن
العقلاء بين المسلمين لا يستطيعون أن يتصوروا
شرقًا دون مسيحيين، ذلك أن خسارةَ كل طاقة
مسيحية في الشرق خسارةٌ للشرق كلِّه، وخصوصًا
لمسلمي الشرق. ***
*** *** عن
النهار، 28/8/2005 مقالان
مرجعيان للاستئناس -
كيريللس
بسترس (المطران)، "العلاقات المسيحية–الإسلامية،
تاريخًا وحاضرًا ورؤيةً مستقبلية"، في العلاقات
الإسلامية–المسيحية: قراءات مرجعية في
التاريخ والحاضر والمستقبل، بيروت: مركز
الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق، 1994؛
ص 221-248. -
كيريللس
بسترس (المطران)، "الفكر المسيحي الحديث
والإسلام"، في المسيحية والإسلام: مرايا
متقابلة، الكورة: جامعة البلمند، 1997؛ ص
119-168. [1]
القس د. عيسى دياب أستاذ في جامعة
القديس يوسف وجامعة الروح القدس، الكسليك. [2]
قدَّمها في أثناء زيارته
للجزائر في نيسان 1987.
|
|
|