|
سهمٌ أصـابَ فأجرى مَدمَعي ودَمي |
صبيحةَ النَّحرِ عند المَشْـعَرِ الحَرَمِ |
|
نفسـي الفداءُ لِسَـهْمٍ قد أضَـرَّ بنا |
من كفِّ ظَبْيٍ رهيفِ الروحِ كالنَّسَمِ |
|
مَن لـي بحبِّ غزالٍ هـائمٍ رَشَـأ |
يرعى مَنابتَ قلبي، بل يريقُ دَمـي |
|
هـلاَّ دنوتَ قليلاً من مدى بَصَري |
يا أشَـبَهَ الناسِ، كلِّ النـاسِ، بالحُلُمِ |
|
يا عـاذلاً لامَـني في حبِّ سـيدةٍ |
لأجلِها يتجـلَّى النـورُ في الظُّـلَمِ |
|
هي الرجـاءُ لنـا في كلِّ مَسْـغَبةٍ |
لولا هَواها لما طابَ الهَوى بِفَـمِي |
|
بفضلِها صرتُ عبدَ النور، وافرحي |
بروعةِ النُّـورِ مُنثـالاً مِنَ القِـدَمِ! |
|
مهلاً عليكَ، فـإن الحـبَّ مرتـبةٌ |
ينالُها مَن نَجـا مِن سَـطْوةِ السَّـقَمِ |
|
فلو عشـقتَ حَبَـاكَ الحبُّ معرفةً |
بسـرِّ نَفْسِـكَ والمسـتورِ والقَلَـمِ |
|
وإذْ عميتَ عن الجُـلَّى وقيمـتِها |
فاحذرْ شعورَكَ أن ينحلَّ في السَّـأمِ |
|
بالحبِّ تكتسـبُ الدنيـا عذوبتَـها |
إن غابَ عنها فلا يبقى سوى العَدَم |
|
هل المعـلِّمُ غيرُ الحـبِّ نتبـعُه |
بوصـفِه غـايـةَ الغايـاتِ والقِيَمِ |
|
أُسُّ الوجودِ وينبـوعُ الحيـاةِ، فلا |
يطـالُه غيرُ حَدْسِ الشِّـعْرِ والنَّغَمِ |
|
أكـرِمْ به نعمةَ الرَّحمـنِ أنزلَها |
مِنْ منهلِ اللطفِ أو مِنْ منبعِ الكَرَمِ |
|
فجـاءَ بهجةَ هذا العيشِ يُضرِمُه |
دفئًا، فتنجو المُنى من سُـلطةِ الهَرَمِ |
|
لولاه صـارَ حَراكُ القلبِ مثـلبةً |
كمثـلِ آلـيةٍ بكمـاءَ في صَـمَـمِ |
|
ما حرَّكَ النبضَ إلا الحبُّ فامتزجتْ |
ألوانُـه بكـريـمِ العيـشِ والشِّـيَمِ |
|
بفضلِه تصـنعُ الدنيا مَحَـاسِـنَها |
وينـزلُ الغـيـثُ منهلاًّ من الدِّيَـمِ |
|
ماذا الذي حرَّكَ الأفـلاكَ مِن قِدَمٍ؟ |
شوقٌّ إلى الله باري الكونِ والنَّـسَمِ |
|
يا شاعرًا كان رعشَ الحبِّ مذهبُه |
حُيِّيتَ من شـاعرٍ فـذٍّ ومحتشِـمِ! |
|
بـ"الترجمان" جعلتَ الشوقَ مدرسةً |
والحبَّ منقبةً تسـمو على التُّـهَـمِ |
|
نادمتَ ذوقًا جليـلاً صافيًا وَرِعًـا |
فجاءكَ الكشـفُ مثل الزَّاخرِ العَرمِ |
|
وقد تزكَّيتَ روحًـا خـالدًا أبـدًا |
إذِ التزمـتَ بحبٍّ طيِّـبٍ عَـمَـمِ |
|
شريعةَ الحبِّ قد أرسيتَ، يا عَلَمًا، |
بالكشفِ عن غامضِ الأشياءِ والسُّدُمِ |
|
سمَّيتَ ربَّـكَ حـبًّا فالتـزمتَ به |
ورُمْتَه سـاكنًا في قـلـبِ ملتـزمِ |
|
وأنتَ، يا سـيدَ الأحبـابِ قاطبةً، |
بالتَّـاءِ صرتَ ولـيًّا وارثَ النِّـعَمِ |
|
لها صلاتُـكَ في المحرابِ ترفعُها |
إليـكَ حجَّـتْ وصلَّتْ كعبةُ الأمَـمِ |
|
إنجيـلُها لونُ عينيها، هدًى، وأنا |
أتلو وأدرسُـها في الأشـهُرِ الحُرُمِ |
|
لمَّـا رأتْني صَدوقًا بشَّرتْ بمُنًى: |
"افـرحْ، ستلثمُ كفِّـي غيرَ متَّـهَمِ!" |
|
لبَّـيكَ، يا سيدي، عندي بِكُمْ ثقةٌ |
فابشـرْ بكلِّ مقـامٍ سائغِ النُّـظُـمِ |
|
هي الصَّبا تجعلُ الدنيا صِبًا وهوًى |
فهـامَ قلبٌ بذاتِ الشِّـيحِ أو إضَـمِ |
|
وعيُ الثُّمالةِ، لا وعيُ الدلالةِ، في |
رؤياه يستخلصُ الفَحْوى من البُهَـمِ |