الرِّسَالَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ
إلى هَبِيلِ
القَرَج
غياث المرزوق
قَالَتْ لَهُ:
«اللهُ في بِلادِي
لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تَأْوِيلاً مُغَايِرًا تَمَامًا.
فَبِأَيِّ تَأْوِيلٍ حَصِيفٍ أَنْتَ تُؤْمِنُ، إِذَنْ؟».
قَالَ لَهَا:
«أَنَا مُلْحِدٌ بِامْتِيَازٍ، مُنْذُ نُعُومَةِ أَظْفَارِي،
أَوْ حَتَّى مَا قَبْلَهَا.
وَأَنَا أَشْكُرُ اللهَ كُلَّ الشُّكْرَانِ عَلى ذٰلِكَ!».
بِالتَّنَاصِّ مَعَ أَبِي العَلاءِ المَعَرِّي وَجُورْج بِرْنَارْد شُو
/... لا أَظُنُّ بِأَنَّكَ تَسْتَأْهِلُ الذِّكْرَ
بِالاِسْمِ وَالرَّسْمِ، وَالخُطَبِ
الجَاهِلِيَّةِ وَالأُمَوِيَّةِ،
أَوْ، في القَرِيحَةِ، مَا بَعْدَهَا،
أَنْتَ تَعْرِفُ نَفْسَكَ،
يَا رَاكِبًا، في غُثَاءِ المَسَافَاتِ، رَأْسَكَ
مِثْلَ بَعِيرٍ حَرُونٍ،
تُزَبِّدُ بِالهَذْرِ وَالرَّوْثِ مُحْتَقِنًا،
بَيْنَ حِينٍ وَآخَرْ
***
/... لا أَظُنُّ بِأَنَّكَ تَسْتَأْهِلُ الذِّكْرَ
حَتَّى هُنَاكَ عَلى الاِرْتِجَالِ المُدَجَّجِ وَالمُتَأَجِّجِ،
بِالوَزْنِ وَالقَافِيَهْ
- فَذَاكَ يُقِيمُ حِوَارًا خَفِيًّا مَعَ الأُذْنِ، في اللُّبِّ،
قَبْلَ الدُّخُولِ الأَنِيقِ، العَمِيقِ، إِلى حَضْرَةِ القَلْبِ،
يَا «ظَاعِنًا» طَاعِنًا في سِنِينِ السُّجُودِ اللَّحُودِ،
لآلِهَةِ المَعْبَدِ الاِفْتِرَاضِيِّ، وَالهَيْكَلِ الرَّقَمِيِّ،
وَآلِهَةِ الذَّاتِ، تِلْكَ التي انْقَسَمَتْ في «تَبُوكَ» الرُّفَاتِ،
عَلى نَفْسِهَا مَرَّتَيْنِ،
وَآلِهَةِ الـ«فِيسِ بُوكْ»، أَوْ بِتَرْجَمَةِ الحَرْفِ وَالحَقِّ،
/... وَالذَّارِيَاتِ،
«كِتَابِ المَظَاهِرِ» وَ«النَّسْخِ» وَ«اللَّصْقِ»،
وَالحِكَمِ الخَاوِيَهْ
- وَتِلْكَ تُجَرْجِرُ أَذْيَالَهَا لِلنِّسَاءِ اللَّوَاتِي،
لَهُنَّ وَظِيفَتُهُنَّ الجَلُودُ، وَوِقْفَتُهُنَّ اللَّدُودُ،
العَنُودُ،
أَمَامَ انْبِثَاقِ الذُّكُورِ مِنَ الجُحْرِ، جُحْرِكَ،
يَا جُرَذًا خَاسِئًا في الفُتَاتِ،
وَيَا رَاهِبَ التُّرَّهَاتِ،
وَإِمَّعَةَ الإِمَّعَاتِ،
خَسِئْتَ، هُنَا الآنَ،
حَتَّى المَشِيبُ، مَشِيبُكَ، يَقْطُرُ جَهْلاً،
/... وَذُلاًّ،
وَمَهْزَلَةً لا تُهَادِنُ
قُدَّامَ أَيِّ جَهُولٍ
«مُهَيَّفْ»
***
/... أَيُّهَا الحَاجُّ «الدِّيَالِكْتِيكِيُّ» المُزَيَّفْ،
فَنُونُكَ نُونُ النَّعَارَةِ وَالنَّتَانَةِ وَالنَّازِحِينَ إِلى
النُّخَبِ
ﭐلنِّخَاسِيَّةِ النَّجِسَهْ،...
زَوَّجَتْكَ أُخْتَاكَ في زَمَنِ التَّسَاوُمِ وَالتَّقَايُضْ،
كَمَا يَتَزَوَّجُ «النُّعَظَاءُ» وَاليَائِسُونَ وَالمَعَاتِيهُ،
طُرًّا،
وَلَمْ تَعُدْ تَتَنَازَلُ أَنْتَ بِمَحْضِ السُّؤَالِ عَنِ الكُبْرَى،
حَتَّى وَإِنْ بُلِيَتْ، في التِّيهِ، بَلاءً بِمِحْنَتِهَا الكُبْرَى،
وَهْيَ تُقَاوِمُ حَرْبَ سَدُومَ الضَّرُوسَ، وَالسَّرَطَانَ مَعًا،
فَسَلامٌ عَلَيْهِ، مَنْ قَالَ يَوْمًا:
«اَلْحُبُّ لِلشُّجْعَانِ، وَالجُبَنَاءُ تُزَوِّجُهُمْ
أُمَّهَاتُهُمْ»
وَهٰأَنَذَا،... أُضَيفُ، كَذَاكَ:
«وَأَخَوَاتُهُمْ، وَاللَّائِي يَنُبْنَ عَنْهُنَّ»
وَلَوْ رَفَعْنَ، في العَرَاء، الشِّعَارَ المُعَفَّفْ
***
/... أَيُّهَا الحَاجُّ «الدِّيَالِكْتِيكِيُّ» المُزَيَّفْ،
وَبَاؤُكَ بَاءُ البَلاهَةِ وَالبَائِعِينَ حَوْبَاءَهُمْ لِلْبُدِّ
المَلَكِيِّ
بَيْعَةَ بَائِسِ الأَحْذِيَهْ،...
وَعَلى فِكْرَةٍ، «بَائِسٌ» مُشْتَقَّةٌ مِنَ «البَوْسِ»، بَوْسِ
ﭐلْبَسَاطِيرِ البَلاطِيَّةِ، أَوْ تَحْتَها، إِنْ لَزِمَ اليَوْمَ
أَمْرٌ،
وَغَدًا يَطِيبُ خَمْرٌ،...
طَبِيعيٌّ جِدًّا، وَأَكْثَرَ، أَلاَّ تَرُوقَ لَكَ الكَلِمَةُ
الأُنْثَى،
اَلْكَلِمَةُ التي تُنَاجِي مُنَاجَاةَ النُّجُومِ عَالِيًا، عَالِيًا،
وَتُنَادِي نِدَاءَ المَرْأَةِ، أَيْنَمَا حَلَّتْ في المَجَرَّةِ،
إِذْ
تَرُومُ، في كَوْنِ الفَضَاءَاتِ، «حُرِّيَّةً» أَيْنَمَا وَلَّتْ
/... شَمْسُهَا الحَقِيقُ،
كَيْفَ، إِذَنْ، يَرُوقُ لَكَ رَوْقًا ذٰلِكَ الفِعْلُ الخَلِيقُ؟
يَا عَائِمًا، عَائِمًا، في مُسْتَنْقَعٍ آسِنٍ، لا آنِسٍ،
وَيَا هَائِمًا، هَائِمًا، عَلى الوَجْهِ، لَيْسَ وَجْهَكَ،
في «هُيَامٍ» غَوِيٍّ، «ضَوِيٍّ»، أَبَوِيٍّ، سُلْطَوِيٍّ،...
وَ«اهْتِمَامٍ» شُمُولِيٍّ، حُلُولِيٍّ، فُلُولِيٍّ، أُفُولِيٍّ،...
وَ«احْتِمَامٍ» ثُورِيٍّ، حَرُورِيٍّ، شُرُورِيٍّ، ذُكُورِيٍّ،...
وَالنِّسَاءُ هُنَّ الإِمَاءُ يُغَطِّينَ أَكْبَادَهُنَّ
وَأَجْسَادَهُنَّ،
/... كُلَّهَا،
كُلَّهَا خَلا البُؤْبُؤَيْنِ، وَأَصْدَاءِ الوَجِيبِ وَالفِكَرِ
الشَّارِدَهْ،
يُغَطِّينَهَا سِلَعًا جِنْسِيَّةً «رُومَانْسِيَّةً»،
«نِكْرُومَانْسِيَّةً»،
مَرَامُهَا التَّلَصُّصُ المُحَصَّصُ وَالمُخَصَّصُ، لَيْسَ إلاَّ،
كَمَا هِيَ حَالُ المُومِسَاتِ النَّاعِسَاتِ، سَرًّا وَضَرًّا،
وَهُنَّ يَتَعَرَّيْنَ زَرَافَاتٍ، عَلى النَّوَافِذِ المُسْتَطيلَةِ
وَالبَلِيلَةِ،
تحْتَ جُنْحٍ مِنَ اللَّيْلِ،... أَوْ مِنْ عُرُوشِ الدِّفْلَى،...
أَوْ مِنَ رِيشِ الغَرَابِينِ المُنَتَّفْ
***
/... أَيُّهَا الحَاجُّ «الدِّيَالِكْتِيكِيُّ» المُزَيَّفْ،
وَيَاؤُكَ يَاءُ اليَهْرِ وَاليُعَارِ
وَاليَرَاعِ، وَاليَرَابِيعُ في يَمِينِكَ
وَاليَسَارِيُعُ في يَسَارِكَ،...
وَعَلى فِكْرَةٍ، «اَلْيَرَاعُ»، «ﭐلْيَرَاعُ» مُشْتَقَّةٌ مِنَ
«اليَرَعِ»
ﭐلْيَحْمُرِيِّ، لا مِنَ «اليَرْعِ»، يَسْرَحُ يَافِعًا في اليَبَابِ،
أَوْ يَرْمُقُ اليَمَّ يَانِعًا، مِنْ عَلى «اليَفَاعِ» اليَخْضُرِيِّ،
/... مِنْ عَلَيْهِ،
في لَحْظَةِ القَدْحِ وَالطَّعْنِ مِنْ وَراءٍ، بَيْنَ وَهْجِ
الرِّمَالِ،
وَبَيْنَ رَهْجِ الرِّيَاحِ المُتَاحِ،
/... لَكَ السُّفْلُ،
لَكَ السُّفْلُ، كاهِنًا بِالثِّقْلِ، في رَبْعٍ مِنَ الأَرْبَاعِ
الخَوَالِي،
وَلَكَ "الثُّفْلُ"، كائِنًا بِالفِعْلِ، في يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ
الخَوَالِي،
وَلَكَ الآنَ أَنْ تَعْلَمَ كَمْ تَعِبْتُ،
وَكَمْ تَعِبَتْ رُوحِي النَّحِيلَةُ مِنْ عِتَابِيَ لِلْوُجُومِ،
تِبَاعًا،
وَلِأَشْبَاهِهِ كُلِّهَا، كُلِّهَا، إِلاَّكَ،
إِلاَّكَ،... لا أَبَا لَكَ،
يَا صَاعِدًا سُلَّمًا حَجَرِيًّا فَرِيًّا، وَمُسَيَّجًا سِيَاجًا
مُصَاعًا
بِأَوْرَاقِ الزَّيْزَفُونِ المُجَفَّفْ،
وَمُهَيَّجًا هِيَاجًا مَشَاعًا بِعِقَالاتٍ مِنَ التَّبْغِ
المُخَفَّفْ،
يَا صَاعِدًا مِنْ هٰذَا السُّلَّمِ الحَجَرِيِّ الفَرِيِّ، إِلَيْكَ،
إِلى «مَآلِكَ»،... في الهَزِيعِ الأَخِيرِ مِنَ العُمْرِ،
إِلى العَالَمِ القَرَجِيِّ، اللَّجَاجِيِّ،
المُزَخْرَفْ
***
/... أَيُّهَا الحَاجُّ «الدِّيَالِكْتِيكِيُّ» المُزَيَّفْ،
وَلامُكَ لامُ اللُّؤْمِ وَاللَّكَاعَةِ وَاللُّقَاطَةِ وَاللُّوثَةِ
وَاللَّزْبِ،
وَاللُّصُوقِ وَاللُّقُوصِ، وَاللَّسْبِ المُصَحَّفْ،
/... أَيُّهَا الحَاجُّ «الدِّيَالِكْتِيكِيُّ» المُزَيَّفْ،
وَهَيْهَاتَ أَنْ تَفْقَهَ هٰذَا الاِصْطِلاحَ الدَّخِيلَ، هَيْهَاتْ!
هَا أَنْتَذَا،... تُجِيدُ «الاِسْتِصْلاحَ» مِنْ كُلِّ الجِهَاتْ،
اِسْتصْلاحَ ذَاكَ الغُبَارِ، غُبَارِ النَّقْعِ، أَوْ نَقْعِ
الغُبَارِ،
في آنَاءِ اللَّيْلِ قَبْلَ أَطْرَافِ النَّهَارِ،
وَاسْتصْلاحَ ذَاكَ الهَبَابِ، أَقْصِدُ «ذَاكَ الهَبَاءِ»، ذِي
ﭐلْوَصْفِ «الفَلَكِيِّ»، وَ«اللَّيْلَكِيِّ»،
حِيْنَمَا تَذْرُوهُ طَائِفَةٌ مِنَ العَصْفِ الضُّرَاطِيِّ
المَلَكِيِّ،
هَابَّةٌ أَيَّمَا هَبِيبٍ مِنَ الإِسْتِ السُّدَاسِيِّ «الذَّكِيِّ»
/... وَلٰكِنَّكَ، لٰكِنَّكَ،
وَا حَسْرَتَاهُ، وَوَا حَسْرَتَاهُ، مِثْلَ قَابِيلَ،
لَمْ تُجِدْ اِسْتصْلاحَ حَتَّى نَفْسِكَ مِنْ سَفْكٍ لِدِمَائِهِ،
هَابِيلَ،
قُمْ، إِذَنْ، وَتَطَهَّرْ،... أَيُّهَا الشَّانِئُ الأَبْتَرْ،...
قُمْ، إِذَنْ، وَتَطَهَّرْ،...
قَبْلَ أَنْ تَصَلِّيْ لِرَبِّكَ، أَوْ لِرَبِّكَ، أَوْ لِرَبِّكَ،...
قَبْلَ أَنْ تَنْحَرْ،...
وهَا أَنْتَذَا، بَعْدَ ثَلاثِينَ عَامًا وَنَيِّفْ، لَمْ تَزَلْ
تَتَلَصَّصُ
مِنْ تِلْكَ الثُّقُوبِ، أَوْ تِلْكَ الشُّقُوقِ، مِنْ «صَفَحَاتِكَ»
ﭐلْمُثْلَى،... إِذْ لَهُنَّ مَرْهَصَاتٌ، وَ«مَظَاهِرٌ»
مُتَعَدِّدَهْ،
كَمَا يَتَلَصَّصُ الجِرْذَوْنُ القَمِيءُ مِنْ جُحُورِهِ
المُتَعَدِّدَهْ
وَهَا أَنْتَذَا، مَا زِلْتَ تَنْتَحِلُ الكَلامَ، مِنْ هُنَا، أَوْ
هُنَاكَ،
بَيْدَ أَنَّ «بَضْعَتَكَ» المُزْجَاةَ لَمْ تَكُنْ إِلاَّ بَخْسَةً،
بَخْسَةً،
وَإِلى حَدِّ دَنِيءٍ، «مَنِيعٍ»، مُصَرَّفْ،...
لَكَ، الآنَ، أَنْ تَتَعَلَّمَ، مِنْ بَوْحِ الحِمَارِ، بَرَاءَةَ
الأبْرِيَاءْ،
لَكَ، الآنَ، أَنْ تَتَعَلَّمَ، مِنْ نَوْحِ الحِمَارِ، نَزَاهَةَ
النُّزَهَاءْ،
لَكَ، الآنَ، أَنْ تَتَعَلَّمَ، مِنْ رَوْحِ الحِمَارِ، حِكْمَةَ
الحُكَمَاءْ،
/... يَا أَيُّهَا الحَاجُّ «الدِّيَالِكْتِيكِيُّ» المُزَيَّفْ
وَيَا أَيُّهَا الحَاجُّ «الزَّكِيُّ» إِلى اللهِ المُحَرَّفْ
***
/... أَخِيرًا،
أَقُولُ سَلامًا إِلى طَلْقَةِ القَلْبِ،
كَانَتْ،
فَكَانَتْ مَلامًا حَرِيًّا بِأَلاَّ تَكُونَ، هُنَا، في عِدَادِ
الأَوَادِمِ،
بَلْ في عِدَادِ القُرُودِ المُسُوخِ، هُنَاكَ، هُنَاكَ،
فَلَوْلاكَ، لَوْلا أَذَاكَ
المُحَاكَ وَرَاءَ الكَوَالِيسِ، مِنْكَ،
لَمَا خُضْتُ حَرْبَ البَسُوسِ مَعَ الشَّوْكَرَانِ،
وَحَرَّضْتُ خَيْلِي عَلَيْكَ،
/... عَلى لاقِطٍ
سَاقِطٍ في دِمَشْقَ يَسِيرُ عَلى أَرْبَعٍ،
وَيُعَرِّفُ أَسْمَاءَهُ البَرْبَرِيَّةَ وَالتَّتَرِيَّةَ مُتَّشِحًا
بِأَوَائِلِهَا وَاحِدًا، وَاحِدًا:
فَاجِرٌ
رَافِجٌ
جَافِرٌ
آحِنٌ
لاحِنٌ
شَائِنٌ
وَاخِنٌ
آجِنٌ
وَالزَّمَانُ، الزَّمَانُ، وَمَا بَيْنَ آنٍ وَآنٍ،
لَهُ حَيِّزٌ مَاجِنٌ
*** *** ***
واشنطن، نيويورك،
يناير (كانون الثاني) 2007