السـاعـات

دارين أحمد

1

جمعٌ من الصفصاف يشيخ
والضوءُ مشطٌ سارح
هَرِعٌ
أتفقده
ذاك الذي ينهض من عتمٍ
ومن سقمٍ
حين تورق كستناؤهُ الخجول

يا بنفسج العين الناعسة
كلما انحنى يومٌ لقامتكَ
صَغُرتْ.

2

أفواهٌ مغلقةٌ
هي الكهوف في قلبي
لأني أظن
قلبي ترابًا وصخرًا
وبحرًا دمي
يجفُّ الشِّعرُ فيَّ
والماءُ صافٍ كالفراغ
يصير الشعرُ فيَّ طفلاً بلا عينين
والماءُ صافٍ كالفراغ
لأني أظن
الوقتَ كهفًا باردًا
تتسامر الأفواهُ فيه
والشِّعرَ مائدةُ المسيح
قدحٌ أبيضُ فيه الماءُ صافٍ كالفراغ
أظن قلبي ترابًا وصخرًا، وبحرًا دمي.

3

جميع المجالات في الأرض
في الكتب
تنكمشُ
حين روحك، أيها الفضي،
تسقط من إله إلى إله
أعرفتَ السلم
الذي يصمت
حين تنزل على أضلاعه
قدمٌ بطيئة
رأسها عال؟!

4

الآن تأتي
أعدُّ الثواني التي مرت
بين صورتكَ البعيدة وصورتكَ القريبة
عيناكَ شيء آخر غير البصر
وعيناي مرآةُ التشابيه الغريبة
كيف أعطي لعينيك اسمًا
والعتمُ يدفن
– كلَّ ثانية تمر –
شكلَ المهازل في المرايا؟

5

الساعة الواقفة
بين عالمين
يدها القصيرة على رأسي
كل شيء أقوله لها أعشاشُ قش

هكذا، حين تحنو عليَّ،
يزغرد العالم النامي تحت الجذور
أقفزُ من حدٍّ إلى حدٍّ
في الليل العميق
هي التي تأخذ، حينها، وجهي
وتنظرُ:
كلانا عينٌ واحدة
جاحظةٌ كالقدر.

6

أسميكَ الحب اليقظ حول المواقد
في الشتاء
قرون مضت
ومازلتُ أرغب أن أصدك
بغابات كثيرة
وأرغب أن تميتَ النارُ اللاهبة
بيني وبينك
أهدابَ الوقت المبكِّر
في الذاكرة
لعيون نائمة
حول المواقد
ووجوه
تحمل التجاعيد الجميلة
كأنها رايةُ عبور
من زمن إلى زمن.

7

في البيت الكبير
كنا نصنع ثقوبًا في النوافذ
ونظن أنَّا نخلق العالم
والآن، في شوارع ساكنة، نتسكع
نظن النوافذَ عوالمَ حقَّة
لها أن تثرثر في الليل، ترهاتنا
عبر النيام المتعبين
نحن نقرأ الغبار على وجنتيها
ونحفظ بعض الأناشيد...

هلا نظرتَ إليَّ؟
خلف هذا الوجه المتعب الشبق
يهطل رذاذٌ ناعم
مثل قطن.

8-2007

*** *** ***