|
اللاَّعنف كمنهج
سياسيٍّ ومنهج حياة 1
2 قراءة وتأمل ...
وأجدني، حين أستذكر هؤلاء الذين طبعوا
بسيرتهم ما عُرِفَ في عصرنا الحديث بمنهج
اللاعنف: المهاتما غاندي الذي قُتِلَ على يد
ابن بلده وملَّته بعد أن قاد نضال شعبه السلمي
من أجل الحرية والاستقلال؛ أو مارتن لوثر كنغ
الذي قضى نحبه مناضلاً ضد التمييز العنصري
الذي كان مستشريًا في بلاده آنذاك؛ أو سيزار
تشافيز الذي صرف حياته مكافحًا في سبيل حقوق
العمال والمزارعين في الولايات المتحدة؛ أو
لانتزا دِلْ ڤاستو الذي صام في فرنسا
منددًا بالعنف في الجزائر ولم يألُ جهدًا في
توعية قومه بالخطر النووي؛ أو نلسون مانديلا
الذي ناضل ضد نظام التمييز العنصري (الأپارتهايد)
في جنوب أفريقيا؛ أو تودور آريارتني الذي نذر
حياته لحقن الدماء وتحسين حال الفقراء في شري
لنكا؛ أو تنزِن غياتسو (الدالاي لاما الرابع
عشر) الذي يطالب لبلاده التيبت بالحكم
الذاتي؛ وغيرهم، وغيرهم؛ – (أجدني حين أقف)
أمام سيرة هؤلاء الذين تابعوا، كلٌّ على
طريقته ومن منطلق ثقافته وظروفه، ذلك الدرب
الذي دشَّنه الجليلي قبل ألفي عام – (أجدني)
أتأمل متفكرًا بما حقَّقه هؤلاء الذين
اختاروا هذا المنهج من بعده، ما أصابوا من
نجاح وما واجهوا من صعاب ومتاعب وفشل،
فأتساءل... متفكرًا
في مدى "واقعية" هذا المنهج – الوحيد من
وجهة نظري – لإحقاق العدالة، وفي الوقت نفسه،
للحفاظ على إنسانيتنا وكرامتنا كبشر...
ولاسيما أن المنطق السائد في بلادنا بخاصة،
وفي منطقتنا بعامة، وفي العالم إلى حدٍّ
بعيد، مازال منطق الأنانية والجشع والعنف –
ما يعني أن مَن يؤمن بهذه القناعات من ثلَّة
إنسانية يسبح لا محالة ضد التيار السائد –
وهذا، ربما، دليل على عدم واقعيته. وأتساءل،
في المقابل، عما دَفَعَ مَن ذكرتُهم أعلاه
لاختيار هذا المنهج واتباعه، ولماذا أجدني
أختاره اليوم – خاصة وأنِّي، وأنا على مشارف
النهاية، مازلت غير موقن تمامًا من واقعية
خياري وصحته، إن لم أقل، بتعبير آخر أدق،
إنِّي مازلت خائفًا ومترددًا، أدعو إلهي كي
"يصرف عنِّي هذه الكأس" من منطلق ما يمكن
لنا أن نواجه من مصاعب. وأتفكر
أيضًا أنهم كانوا حالمين ومثاليين، هؤلاء
الذين اختاروا هذا الدرب – وهم قطعًا كانوا
كذلك! لكن، ولأني، كالكثيرين من السذَّج
أمثالي، حالم أيضًا، أجدني، كما قال ذات يوم
ليڤ تولستوي، أؤمن،
بكلِّ جوارحي، بأننا نعيش على أعتاب انقلاب
عالميٍّ عظيم في حياة الناس، وبأن كلَّ جهد
يُبذَل من أجل تقريب أمد التخلص مما لا يمكن
له إلا أن يُهدَم، وتقريب أمد إحياء ما لا
يمكن له إلا أن يُحيي، أي جهد – حتى أضعفه –
سيساعد على قدوم هذا الانقلاب. ولم أستطع،
وأنا أعيش أيامي الأخيرة، على الأغلب، إلا أن
أحاول أن أنقل عقيدتي هذه للآخرين. فأحلِّق
معتقدًا، منطلقًا مثله من مأزق الواقع الذي
نعيش، أننا... [...]
نعم، نقف على عتبة حياة سعيدة، جديدة تمامًا؛
و[أن] الانتساب إلى هذه الحياة يتوقف،
فقط، على تحريرنا أنفسَنا من وهم حتمية العنف
– الذي يزعجنا باستمرار – في الحياة
الجماعية للبشر، وإدراك أن تلك المحبة
الأبدية تعيش في وعي الناس منذ أمدٍ بعيد،
ويجب، حتمًا، أن تحلَّ مكان العنف الذي انقضى
عهده، والذي لا حاجة إليه منذ زمن بعيد، والذي
هو وَبَالٌ وحسب.[2] لكن
العنف لا يمكن أن ينتهي بجرة قلم! إذ إن إنهاءه
والقضاء عليه مازال يتطلب عملاً ونضالاً
شاقًّا في مختلف المجالات الفكرية والروحية
والسياسية. وهذا ما يضعنا أمام حالة ضميرية
تستوجب، أول ما تستوجب، التزامًا حياتيًّا
وسياسيًّا بامتياز. 3 اللاَّعنف كالتزام
حياتيٍّ وفلسفي ...
وأجدني مترددًا في الاستمرار... نعم، متردد،
لأني بشر، ولأن المصاعب كبيرة جدًّا، ولأني،
في الوقت نفسه، مازلت شبه يائس من واقع بشريٍّ
تَعسٍ ومُخْزٍ يقول بأن معظم ناسنا مازالوا
غير واعين وغير قادرين على مجرد التفكير في
اتِّباع منهج كهذا أو حتى على مجرد التزامه
فكريًّا. وأتساءل
عن الأسباب التي أوجدتْ هذا الواقع – تلك
الأسباب التي قد يكون أولها، ربما، أننا لم
نعِ في تراثنا الثقافي ما يؤكد في العمق على
خيار مثل هذا الخيار. وأتساءل: لماذا؟ والجواب
هو، ربما، لأن منهج اللاعنف، بنظر كلٍّ منا،
وفي لاوعي غالبيتنا، هو خيار أصعب، وأعقد
بكثير، من ذلك الآخر الذي كان ومازال سائدًا. فالخيار
اللاعنفي، كما قال بكلِّ عمق صديقنا الفيلسوف
جان ماري مولِّر[3]،
هو، أولاً وقبل كلِّ شيء، [...] تفعيل فريضة الضمير العقلاني
العالمية في حياتنا نفسها، [ذلك] الضمير
الذي يعبَّر عنه بالصيغة الآمرة، المنفية هي
الأخرى: "لا تقتل". إن تحريم القتل هذا
تحريم عالمي شامل؛ وهو جوهري، لأن رغبة القتل
كامنة في كلٍّ منا. القتل محرَّم لأنه يبقى
ممكنًا دومًا، ولأن هذه الإمكانية تفضي إلى
اللاإنسانية. والتحريم "مُلزِم" impérative
لأن الإغراء "مستبد" impérieuse؛ وبقدر ما يكون الإغراء مستبدًّا
يكون التحريمُ مُلزِمًا أكثر. اللاعنف، إذن،
فريضةٌ سالبة أولاً؛ وهو يطالب الإنسانَ بنزع
سلاح انفعالاته ورغباته ومشاعره وذكائه
وذراعيه حتى يستطيع الفكاك من كلِّ "سوء
نية" malveillance في حقِّ الإنسان الآخر. عندئذٍ، يكون
حرًّا في إظهار "حسن نيته" bienveillance له والتعبير له عن "طيب إرادته" bénévolence. وهذا مازال، تطبيقًا وممارسة،
متعثرًا على أرض الواقع، لأنه يعني، أولاً
وقبل كلِّ شيء، انتصار فعل عقل وقلب منفتح على
الآخر على ردِّ الفعل الغريزي غير المنضبط
لعقل وقلب مازال كل منهما منغلقًا على نفسه –
ما يعني،
قبل كلِّ شيء، بحسب مولِّر أيضًا، أن اللاعنف
الذي... [...] هو، أولاً وأساسًا، موقف [هو]
الموقف الأخلاقي والروحي للإنسان الناهد
الذي يقر بالعنف بوصفه نفي الإنسانية –
إنسانيته وإنسانية الآخر في آنٍ معًا – والذي
يقرِّر رفض الخضوع لقانونه [وفي المقابل]
احترام كرامة إنسانية الإنسان، فيه هو وفي
كلِّ إنسان آخر [...] مازال
يتعارض مع واقع قائم يقول بأن معظم ناسنا
الذين مازالوا يؤيدون العنف على
أرضنا... [...] يستسلمـ[ـون] في سهولة
للإيمان الساذج بالضرورة، [ويأبون بالتالي]
الإيمان بحرية الإنسان. [لذا تراهم يلهون] بالفكرة
التي مُفادها أن العنف، بحُكْم وراثتنا له عن
السلف، شريف ومحترم ومكتوب بمعنًى ما على
المصير البشري. [وبالتالي تراهم مازالوا
يعتبرونه] ميراثًا أو، إذا جاز القول،
تقليدًا. [... لكن]، ألا تغرِّر بنا هذه
المقاصد الخفية، فتعطِّل عندنا القدرة على
الإرادة؟ ألا تُلغِم هذه النوايا المبيَّتة
أرضَ قرارنا؟ [لأنه] قبل اختيارنا حتى،
يتقرر الأمرُ وينتهي، فنوطِّن أنفسنا على
الضرورة [...] ... ونوطِّن أنفسنا
على أن العنف ضروري لمواجهة خصومنا وأعدائنا
الذين نُلبِسُهم مختلف أنواع النعوت التي
تسوغ أفعالنا – وخاصة أيضًا أن العنف هو
الطريق الأسهل الذي لا يستدعي الكثير من
التفكير، بينما... [...] فريضة اللاعنف [التي هي فعلاً
الطريق الأصعب تدعو] إلى "انقلاب" conversion: انقلاب في القلب،
وفي النظرة، وفي الفطنة. وكل انقلاب هو قطيعة
وانشقاق وتجاوُز وزحزحة وإزعاج وبلبلة وتحول
وجنوح وارتحال. وكل انقلاب فهو شروع في السفر؛
و كل "سَفَر" إبداع جديد. فلكي يصمِّم
المرءُ على اللاعنف، ينبغي أن يستيقظ من
النوم الوجودي الذي تغفو فيه إنسانيتُه. ففي
هذا النوم، يذعن الفرد إذعانًا سلبيًّا
لعادات المجتمع القديمة التي لا طاقة له على
التشكيك فيها. فماذا ينبغي عليه في النهاية أن
يقرِّر؟ عليه أن يدفع حدود الضرورة بتثقيف
نفسه على اللاعنف. وهذا ما يقودنا إلى... 4 اللاعنف كالتزام
سياسي لأن منهج اللاعنف... [...] ككلِّ فريضة أخلاقية،
[يسفر] عن
وجه مزدوج: الأول يدعو إلى عدم التواطؤ مع
العنف، والثاني إلى العمل في سبيل العدل. فما
إنْ يطعن المرءُ في صحة العنف حتى يتمكن من
إنجاز العمل الإيجابي للاَّعنف وإظهار حسن
النية والطيبة نحو الآخر. [ولأن]
فضيلة اللاعنف هي الفريضة الأولى للفلسفة: [لأنها]
بعينه مبدأ الشجاعة والحكمة [فإن] اللاعنف
هو الفريضة التي تملي نفسَها على المرء في
الحال حالما يكشف في نفسه عن ميل للتعنيف يشترط
إمكانيةَ الطيبة [وبالتالي] تعترف
الفلسفة بفريضة اللاعنف كأسمى مصدر لإنسانية
الإنسان. ففريضة اللاعنف تُلزِمُ بإحسان
التعامل مع الأعداء أساسًا، أي مع العنيفين؛
وعندئذٍ فقط، تتخذ معناها الحقيقي. فما أضيق
مداها لو أنها لم تُلزِمْ إلا حيال الأصدقاء! [ولأن]
اللاعنف هو الوصيد الذي يفضي بالمرء إلى
سبيل الاحترام والرحمة والطيبة والمحبة،
وأبعد من ذلك أيضًا، إلى سبيل السمو. [وبذلك
فإنه] يقدم نوعًا من التسامي [و]لا يفرض
أيَّ "مطلق" – وهذا يقيـ[ـه] من أيِّ
ﭭيروس إيديولوجي. ونتوقف
هنا قليلاً أمام ما يسمِّيه مولِّر بـ"الڤيروس
الإيديولوجي"، لأن الإيديولوجيا
العقائدية، كما يبين الأستاذ ندره اليازجي،
هي التي، من خلال تصنيفاتها السطحية وأحكامها
المسبقة، تشوِّه صورة اللاعنف، فتصوِّره على
أنه "استسلام"، بينما هو عكس ذلك تمامًا:
فاللاَّعنف هو فريضة أخلاقية ومنطقية
توجب على كلِّ مَن يعيها العملَ في سبيل
العدالة. وهذا ما يقرِّبنا من الجانب السياسي
للعمل اللاعنفي. فـ... [...]
الاحترام والرحمة والطيبة والمحبة لا تدعو
الإنسانَ إلى الاعتكاف داخل منزله، بل
تُلزِمُه بالعمل نحو الخارج. وأيضًا
لأنه... [...]
إذا كان يجدر التأكيد على الطابع الشمولي
للاَّعنف كفريضة روحية، فإنه ينبغي الاعتراف
بالخاصية النسبية للاَّعنف كعمل سياسي. [فـ]ـفريضة
اللاعنف لا تقدِّم من تلقاء نفسها جوابًا
مباشرًا وعاجلاً عن مسألة معرفة كيفية التصرف
عمليًّا في الوضع التاريخي لمكان ووقت بعينه.
فعندما يحين أوان العمل، يُخلي اليقينُ
المكانَ للاَّيقين: فنحن لا نعرف أبدًا ما هو
العمل الأنسب لكي نُحسِنَ صنعًا؛ [ونحن]
لسنا على يقين أبدًا من عواقب عملنا. [لأنه]
ليس هناك أبدًا من موقف ملموس يفرض في جلاء ما
ينبغي فعله من أجل إجادة العمل؛ إذ ليس هناك
من عمل لا يكتنفه لَبْس. كل عمل فهو تجريب
نتائجُه عارِضة واحتمالية. [إذ] ينبغي
دومًا ابتكار العمل، دون التأكد، في أغلب
الأحيان، من إيجاد المنهاج الأمثل. العمل هو
مدرسة للتواضع. ما
يعني أن اللاعنف هو، بشكل أساسي، الفعل
والالتزام الإيجابي لأناس من مختلف المشارب
والتوجهات، أناس لا تجمعهم إلاَّ إنسانيتهم،
وهم، دائمًا وأبدًا، يبقون باحثين عن الطريق.
وهذا يعني أيضًا أن هناك خطأ غالبًا ما يقع
فيه منتقدو اللاعنف الذين يَسِمُونه
بالمطلقية ويربطونه باليوطوپيا، حيث... [...] غالبًا ما يُطعَنُ في اللاعنف
بوصفه خرافة، بحجة أن "اللاعنف المطلق"
غير ممكن. إلا أن هناك سوءَ فهم. فاللاَّعنف لم
يَدَّعِ قط أنه مطلق. لا جَرَمَ أن حالة
اللاعنف يوطوپيا utopie في حدِّ ذاتها – أي أنها لا توجد في
أيِّ مكان ولا تتحقق في أيِّ محل. هناك قطعًا
استخدام حسن لليوطوپيا لتجسيد مثالية تضيء
الآتي من الزمان. غير أن حركة تحقيق اللاعنف
في المجتمع والتاريخ لا تنطلق من اليوطوپيا
لتندرج في الواقع، بل تنطلق من الواقع لإبداع
الممكن. إن خيار اللاعنف لا يتأصل في مثالية
مجتمع لاعنفي بالكامل ينبغي إعمالُها في
الواقع. فالعملية هي عكس ذلك بالتمام: إذ يقوم
اللاعنفُ على استيعاء واقع أعمال العنف
العديدة الموجودة في المجتمع وعلى إرادة
تغيير هذا الواقع ضمن نطاق الممكن. لا،
فاللاَّعنف لا يتطلب المطلق؛ إنه في بساطة
يطلب الممكن. عبارة "كل شيء أو لاشيء"
غريبة عنه: فبين الكل واللاشيء، يريد تمييزَ
الممكن هنا والآن، ولا شيء غير الممكن، ولكنْ
كل الممكن – هذا "الممكن" الذي يهجره
الناس، هذا إذا لم يستخفُّوا به أصلاً. بذا،
ليس اللاعنف مذهبًا غير مثالي فحسب، بل يدعو
إلى واقعية أكبر في خصوص العنف أيضًا. وهذا
يعني بالنتيجة (إن استعملنا لغة الواقع) أن
اللاعنف المطلق، من حيث المبدأ، هو مطلق
بالنسبة إلى العامل بمبدئه كالتزام أخلاقيٍّ
وروحيٍّ فقط، أي فعلاً وبالتحديد، كحلم
وكيوطوپيا. لكنه أيضًا، كمحصلة حياة
واستنادًا إلى خبرة الذين مارسوه على أرض
الواقع، عمل سياسي وممارسة "ذرائعية" من
حيث التطبيق، الذي لا بدَّ من أن ينطلق من فهم
حقيقي وواقعي لطبيعة الإنسان والحياة – مع
التأكيد على أن هذا الفهم "الواقعي" لا
يعني مطلقًا التخلِّي عن المبادئ والقيم،
إنما يعني التمسك بها والارتقاء بالإنسان من
خلالها عن طريق العمل الذي هو فعل سياسة
بامتياز. وهذا الفعل، كأيِّ فعل، يفترض أول ما
يفترض 5 في
المحصلة... -
التنظيم[4] الذي [...] يتيح [...] للعمل الجماعي [...]
أن ينتشر في المكان ويمتد في الزمان، وأن يبلغ
بذلك هدفَه [لأنه] من قبيل الوهم الاعتماد
فقط على "عفوية الجماهير" أو على "كرامة"
charisme قائدٍ فذ. [...]
فعندما يجتمع أفرادٌ على إرادة القيام بعمل
مشترك، على بناء مشروع معًا، فإنه ينبغي
عليهم، بمقتضى قانون عضويٍّ خاصٍّ بأيِّ عمل
جماعي، أن يبادروا إلى إنشاء بُنًى تنظيمية
وهيئات ذات صلاحية لاتخاذ القرار. [و] -
اختيار
الهدف
الواجب بلوغه وفقًا لتحليل الموقف النزاعي
الذي تقرَّر التصرفُ حياله. فاختيار الهدف لا
غنى عنه للشروع في حملة عمل مباشر شروعًا
موفقًا: فعليه فقط يمكن للنجاح أو الفشل أن
يتوقف. [كما
ينبغي أيضًا] -
اختيار
الوسائل
[الذي]
يأتي في المقام الثاني بعد الغاية المنشودة. [وهذه
الوسائل يُفترَض فيها أن تكون منسجمةً مع
الغاية المنشودة، فتنبع من وتستند إلى] -
الثقافة بهدف [...] هتك ستر العنف ونزع الشرعية عنه
وتفكيك الإيديولوجيا التي تبرِّر العنفَ
كحقٍّ للإنسان وتمجِّده كشيمة من شيم الإنسان
القوي. [وأخيرًا، وخاصةً، يفترض اللاعنف] -
بذل
جهد
على النفس،
جهدٍ طويل ومنهجيٍّ وعقلاني. والقصد هو تنمية
الملَكات النفسانية والروحية والفكرية التي
تتيح للفرد تبنِّيَ موقف لاعنفي، في حياته
الشخصية وفي علاقاته البينشخصية، كما في
الحياة الاجتماعية والسياسية. وبذل
الجهد على النفس، بدءًا من "ضبطها"، هو
موضوع ورشتنا اليوم وغدًا. مرمريتا، 20 تموز 2007 *** *** *** [1]
جان ماري مولِّر، قاموس مفردات اللاعنف،
بترجمة محمد علي عبد الجليل، معابر،
باب "اللاعنف والمقاومة". [2]
راجع: معابر، آب 2003، باب "منقولات
روحية". [3] جميع المقبوسات التالية
الواردة في هذه الافتتاحية مستقاة من قاموس
المفردات اللاعنفية لجان ماري مولِّر. (المحرِّر) [4]
غني عن القول إننا في معابر نعي تعذر
إمكانية إيجاد "تنظيم" للعمل اللاعنفي
ضمن الواقع الاجتماعي والسياسي الراهن. فكل
ما تصبو إليه معابر، في حدود الهامش
المتاح، هو الإسهام في تنسيق جهود المفكرين
اللاعنفيين العرب بغية إيجاد تربة خصبة
لثقافة اللاعنف في العالم العربي، كما
والإدلاء بدلوها في التأهيل الفكري
والنفسي والروحي للمهتمين الراغبين في
تنمية الملَكات الداخلية الضرورية للناشط
اللاعنفي وفي اكتساب الوعي الكفيل بالكشف
عن مكامن العنف في النفس والمجتمع. (المحرِّر)
|
|
|