|
بياضٌ
يضيءُ في مرآة الوداع من
الشِّعر الألماني المُعَاصِر اسمها الحقيقي روزالي
بياتريس روث شِرتسِر. ولادتها في
تشيرنوفِتْش، بوكوفينا (پولونيا)، سنة 1901،
وفاتها سنة 1988 في دوسِّلدورف (ألمانيا). نشرتِ
القصائد والنثر والمقالاتِ والترجمات. من
أعمالها الشعرية نَفَسي يعني الآن، للحلم
عيون مفتوحة، صيف الرماد، وتفاهُم. شكوى الرفاق الموتى يَشْكون أنك عشتَ بعدهم أنت تبكي عليهم وتضحك من جديد – مع رفاق آخرين. زهورُك على قبورهم لا ترضيهم. أنت تحزن لموتهم وتكتب القصائد للحياة. سقوط
الورق لا يمكن أن يسقط ورقٌ كفاية. أحب لحظة السقوط، لحظةَ السقوط من الجذوع
السوداء ولحظةَ التأرجُح بين رأس
الشجرة والجذور، بين الصيف والشتاء. أحب الريح التي تهز الشجر والضبابَ الذي يلف الشجر حتى يُسلم آخر ورقة. أحب السقوط على الأرض. وأنا أمشي على الورق الساقط كما لو كان مخطوطة لي وصفحات كتبي الممزقة، أدوسها، أسحقها، وألتذ بخشَّتها وصداها، أعدو من شجرة إلى شجرة وأضم الأشكال العارية. لم يبقَ هنا زهور ولا فطر. هنا ورقٌ على الأرض. هنا لا إله يجلس في الشجر، لا صبيَّة ولا طفل ولا حيوان. كذلك رَحَلَتِ الطيرُ إلى
الدفء. هنا الجذوع الجرداء وحدها في سماء مغلقة، الجذوع العارية والأفكار
العارية، بلا زينة، وبحدَّةٍ مرسومةِ المَعَالم. ولادته في مدينة كولْن
سنة 1932، وفيها يعيش. نَشَرَ قصائد وتمثيلياتٍ
إذاعية. من أعماله الشعرية: في الوقت الباقي
(1979) وقصائد (1965–1980) ونوافذ وأصداء
(1982). موظَّف
بعد الظهر بعد الظهيرة يدعو: في وسعك الآن أن تتنزَّه. الشمس تحاول هذا
ثانية. زهور الثلج ترن، وطريَّة تضوع الأرض. كلاب تركض على طريق الجبل. وأماكن الضيافة
جاهزة. لم لا تذهب إلى النزهة؟ كل النهار بلا حراك. كل واحد يرى ذلك. هناك دروب في الغابة: هنا تنحني، هناك تتمدد، ثم
تتقدَّم متأرجحة، والآن تقفز. عاليًا وحرًّا يمكن للإنسان أن يسعل. ضفافٌ في
كلِّ مكان، أوعيةُ النفايات، وبيوتٌ صغيرة
للتنزه. اذهبْ للنزهة. انطلقْ وتحرَّرْ
من القيود. الجميع يلعبون الآن كرة
المضرب، يركبون الخيل، ويسبحون في القاعات. غدًا تصير لائق الهيئة، لا تضيِّعْ أوقات بعد الظهر، وفي الليل تنام عميقًا. ما
قصتك؟ بعد الظهيرة يدعو، ومرتخيًا
عند النافذة تنحني أنت وتغفو. خبر
يوم الأحد من شتوتغارت كل ساعة أسمع الأخبار، منذ أن
امرأة أحببتُها كثيرًا لم تعد تعيش.
من سنين ما عدتُ أراها. آخر مرة في
جَمْعٍ من الناس تقدَّمتْ نحوي وسلَّمتْ عليَّ
بيدها، فرحنا معًا، كان عندنا القليل لنقوله. بعد
ذلك بوقت قصير بدأت تحل مشكلاتِها ومشكلاتِنا كما لو أنها تعلن الحرب. ربما
شنَّتْ هذه الحرب عليَّ وخسرتْها الآن. في مرور الوقت
وراءنا ربما تصير قديسة، لكنِّي لا أعرف إنْ كان هذا سيكون في
وقت عليها أن تعيش فيه في السعادة
التي تحلم بها. مولودة سنة 1946. تعيش من
كتاباتها وترجماتها ومقالاتها النقدية؛ كما
أنها ناشرة كتب في مدينة تسورِش (سويسرا). ظهر
لها في دار "زوركَمپ" عددٌ من المجموعات
الشعرية، تُرجِمَ عددٌ منها إلى أكثر من لغة،
وفيها العربية. ثلج في الاستراحات بين الشجر: ثلج في الفسحات بين الكلمات: ثلج في الأحواض بين السياجات: ثلج في الحدائق بين السياجات: ثلج
وبردْ بين المستنقعات والحانات: ثلج في الثقوب بين السنديان: ثلج في الأحلام بين الحقول: ثلج في الصحون والتجاعيد: ثلج الوقت الوقت يخيِّم في الأحذية والأوراق في الصناديق والرزمات في القبَّعات والموازين في الكتب والأقمشة يخيِّم في الحقائب والوسادات
والملاءات في الصور والرسائل وبطاقات
البريد له أطرافٌ وبقعٌ وتجاعيد إنه يحيط بي: إنه العمر. قياس؟ أية عشبة تعود للنمو؟ طاولة الحطب تركن من دون
احتفالات، دب الأطفال القماشي يَجْرَد،
مختار ليكون بطلاً. باهتة هي الشمس في تربيعة
النافذة. رياح الألپ الدافئة في تجوال. الظلال تصير درجات، درجات
معشوشبة أيضًا الحيوانات، المسافرون؟ كلا. الوقت يطحن الساعات. داخليًّا بياض يضيء. في مرآة
الوداع. *** *** *** الترجمة عن الألمانية: فؤاد
رفقة
|
|
|