|
||||||||||||||||||
| |||||||||||||||||||
|
حلم حلم أحلم ببابٍ لا قفل له، أحلم ببيتٍ لا باب له، أحلم بأمرٍ، عند الناس،
مستحيلْ. أحلم بعيشٍ يسوده الحبُّ، أحلم بحبٍّ لا حدَّ له، أحلم بحياةٍ أكثر إنجيليةً مما يعلِّم الإنجيلْ! أؤمن بيومٍ يصبح الإنسانُ
إنسانًا، أؤمن بيومٍ يصبح الإنسانُ
إلهًا، أؤمن بيومٍ يعيشُ الإنسانُ
في حبٍّ – ولو بعد ألف ألف جيلْ. أنشُدُ ذلك اليوم، اليومَ أنشُدُهُ في نفسي، في
حياتي، أبدأ مشواري إليه، مهما بدا الطريق صعبًا
وشائكًا وطويلْ. يصفونني بالحماقة، ينعتونني بالجنون، يسخرون من أقوالي، من أعمالي، من حياتي، يروون عني قالاً وقيلْ. أضحك في سرِّي، أشاركهم الهزء من نفسي، أنسى كلَّ أفكاري، وأمضي في طريقي، قاصدًا المستحيلْ. تربية علِّموها فنَّ الرقِّ واغرسوا فيها روحَ
العبوديةْ! هذا عيبٌ، هذا ممنوعٌ، هذا حرامٌ، هذا لا يليق بصبيَّةْ. صبيَّةٌ؟ بنتُ ثلاثٍ! ربُّوها كما يحسُنُ، فزِّعوها، هدِّدوها، بوخزة الدَّبوس، بغرفة الفئران، بسارق الأولاد، بالنَّوَرِيَّةْ. وازرعوا الرعبَ في قلبها، والخوفَ والكبتَ في
أعماقها، واسألوا الطبيب، بعد حينٍ، لِمْ هي عدوانيةٌ، أو
كثيرةُ الشرود، أو انعزاليَّةْ؟ ماذا؟! رَمَتْ ورقةً على
الأرض؟! تلَّفظتْ بما لا يحسُنُ، ما
سمعتْه من الكبار، ما سمعتْه منَّا، نحن "الكبار"
– أدِّبوها، اضربوها، بالنعل حينًا، أو بكفٍّ
قويَّةْ. بنتٌ هذه! يجب أن تصير مهذَّبةً، يجب أن تجيد كلَّ شيءٍ، يجبُ أن يُعجَبَ الجميعُ بـ"أخلاقها". بنتٌ هذه، وكفى! لا يحسُنُ أن يكون لها
كيانٌ، أو شخصيةٌ، أو هويَّةْ. ثمَّ تحدَّثوا من فوق
منابركم عن العدل والانفتاح، واكتبوا مقالاتٍ مطوَّلةً عن المساواة، واكتبوا شعرًا، واكتبوا
نثرًا، عن الحريَّةْ! ***
*** ***
|
|
|
|
