|
البروتينات
النباتية
أفضل
من الحيوانية لبناء عظام الجسم
الذين
يتناولون بروتينات حيوانية تزداد لديهم
الكسور بمعدَّل ثلاثة أضعاف
الفول
والقمح والبقول من أفضل مصادر البروتينات
النباتية
البروتينات
الحيوانية تزيد من كسور الذراعين
***
تفيد
إحدى الدراسات الحديثة بأن الحمية الغذائية
الغنية بالبروتينات النباتية والفقيرة
بالبروتينات الحيوانية قد تساعد على بناء
عظام قوية. لقد عرف العلماء،
منذ زمن بعيد، أن الغذاء الغني بالبروتينات
يمكن أن يؤثر في مخزون الكالسيوم في العظام؛
وقد يكون ذلك عائدًا لتسهيل البروتينات حلَّ
الكتلة العظمية. لكن الدراسات الحديثة أظهرت
أن مصدر البروتينات قد يشكِّل فارقًا في
تأثيرها. فالبروتينات ذات المصدر النباتي،
كالفول والقمح والفواكه، قد لا يكون لها
التأثير السيِّئ نفسه على الكتلة العظمية مثل
البروتينات ذات المصدر الحيواني، كاللحوم
والأسماك ومشتقات الحليب. هل هذا يعني أنه
قد حان الوقت لاستبدال الجبن المستخرج من فول
الصويا بالسمك، والفول والبقول بشرائح
اللحم؟ قد تكون الإجابة عن هذا لا؛ إذ إن
المعطيات المتوفرة حتى الآن غير جازمة أبدًا؛
وهناك بعض التخوف من أن يستبق المدافعون عن
حقوق الحيوان والنباتيون إجراء دراسات
وأبحاث أعمق حول الموضوع، فيستغلُّونه
للترويج لمعتقداتهم، على الرغم من أن الإجابة
النهائية عن تلك التساؤلات لم تظهر حتى الآن. لماذا تسبِّب
البروتينات ترققًا في العظام؟ أوضحت د.
ديبوره سليمير، مديرة عيادة الكثافة العظمية
في جامعة كاليفورنيا: "عندما يقوم الجسم
بهضم البروتينات الحيوانية واستقلابها
تنطلق، نتيجة لذلك، كمية معتبرة من الحمض إلى
الجريان الدموي. ومع تقدم العمر، تشيخ
الكليتان أيضًا، فلا تعودان قادرتين على
تعديل هذه الحموض بالكفاءة نفسها عندما نكون
شبابًا. عندئذٍ يلجأ الجسم إلى طرق بديلة
لتعديل هذه الحموض وطرحها؛ وإحدى الطرق
الرئيسية للقيام بهذه المهمة هو مادة مرتبطة
بكالسيوم العظام، تنطلق لحماية التوازن
الحامضي–القلوي في الجسم، حيث يتم بعد ذلك
طرح الكالسيوم الزائد في البول، الأمر الذي
يُفقِد العظام العنصر المعدني الأساسي في
بنائها. أما استقلاب البروتينات النباتية
فيطلق كمية أقل من الحموض لا تستلزم استهلاك
مخزون الجسم من الكالسيوم لتعديلها." قامت د. سليمير
بدراسة مقارنة على أكثر من ألف امرأة في سن
اليأس [الفئة الأكثر تعرُّضًا للإصابة بترقق
العظام – المحرِّر]، فوجدت أن النساء اللواتي
غَلَبَ البروتين الحيواني في غذائهن على
البروتين النباتي كان احتمال إصابتهنَّ
بكسور الورك ونقص الكثافة العظمية أكبر بثلاث
مرات من النساء الأخريات. وقد أيَّدت دراسات
أخرى نتائج هذه الدراسة، كانت آخرها دراسة
قامت بتحليل المعطيات المتوفرة عن نزيلات
إحدى مصحَّات المسنين على مدة اثني عشر
عامًا، وتبيَّن منها أيضًا أن الغذاء الغني
بالبروتينات الحيوانية ذو علاقة بزيادة خطر
التعرض لكسور الذراعين. وفي المقابل، أظهرت
دراسات أخرى نتائج معاكسة تمامًا لهذه
الدراسة تقول إن الحمية الفقيرة بالبروتينات
الحيوانية ذات علاقة وثيقة بحدوث الضياع
العظمي. ويقول أحد
الخبراء إنه لا ينصح بالقيام بأي تغيير كبير
في نظام التغذية اعتمادًا على هذه الأبحاث
المتضاربة. ويعلِّق أحد أعضاء المؤسَّسة
القومية لترقق العظام في الولايات المتحدة
الأميركية بالقول: "إن الحمية الغنية
بالبروتينات الحيوانية تسيء فقط لأولئك
الذين لديهم أصلاً نقص في موارد الكالسيوم.
أما النساء اللواتي يتناولن الحاجة اليومية
الموصى بها من الكالسيوم، البالغة 1200 إلى 1500
ميلغرام، فيمكنهن تناول اللحوم ومشتقات
الحليب من دون خوف فقدان كتلتهن العظمية. وفي
المقابل، يقول مؤيِّدو حقوق الحيوان
والتغذية النباتية إن الإنسان ليس في حاجة
لكلِّ هذا القدر من الكالسيوم إذا توقف عن
تناول البروتينات الحيوانية. ويردُّ بالقول
خبير المؤسسة القومية لترقق العظام إن زيادة
الوارد من الكالسيوم أسهل بكثير من التوقف عن
تناول البروتينات الحيوانية. فلماذا نتبع
الطريقة الصعبة؟ وعلى الرغم من
هذا الجدل القائم بين الخبراء، إلا أن جميعهم
متفق على أمر واحد: هو أن هذه الدراسة تقدم
سببًا آخر لأكلنا المزيد من الخضر والفواكه
حتى نضمن بأن طعامنا يحتوي على ما يكفي من
الكالسيوم. ***
*** *** نيويورك:
الشرق الأوسط، 2002
|
|
|