لوحة
على جدار الذاكرة
تعرَّي لأحكي
فتلك البدايةُ
والانحناءُ بجسم المرايا
تفاصيلُ ضوء
وساعةُ رؤيا
ومَنْ في الوجود رأينا سوانا
ألسنا نكوُّنُ ما لا نراهُ
ونحن السجينان قلبَ الحكايا
ونحن الوجودُ
نكوُّنُ في الحلمِ
أرضًا ونبضًا
ونمشي
أنا في شموسي
وأنتِ بمائكِ
فوق المزيجِ اللهاثيِّ فينا
- سنصبحُ يومًا عروسي سرابٍ
- ونكبر كالأغنياتِ
- ولكنْ
أكلُّ الذين سيأتون منَّا
عصافيرُ تحملُ غصنَ الربيع
وتبني بسفح الظلامِ السراجَ
- وكيف العماءُ
يجاذب عشقَ الفراشاتِ
كيف
ونحن الجرارُ سنمشي
بغير الترنح والانزلاقِ
سأرحلُ عني إلي
لألقى الأماكنَ غير الأماكنِ
والاحتراقَ تلاشى
وصارتْ يدُ الجمرِ زنبقْ
لكِ القلب نايًا
تناغم فيه الحنينُ وأوْرق
حملتُكِ
منذ الفصولِ
ومنذ تجمَّعَ هذا الزمانُ
بكفِّ الدخانِ كحفنة فوضى
وَسِرْتُ
لألقى بكِ السرَ يُرفعُ عنه الحجابُ
أفي كل شيءِ سجينٌ وبابُ؟
ولكنْ
إلى أين نذهبُ
عند الخروجِ
ونحن - كما نحن – نحنُ
أتينا
وكنا رشيمَ البدايةِ
والعاشقَين لكل التفاصيل فيكِ وفيَّ
يداي تزنِّرُ
عيني تنادي
وقلبي انكسارٌ على مقلتيكِ
سأهربُ فيكِ
إلى حيث يبقى لديَّ من الحلمِ أكثرُ ممَّا لدى الحلمِ مني
وأقفل خلفي المدائنَ
وحيدان نحنُ
نسافرُ فينا إلينا
ونقرأ أين التقينا
وكنَّا بحجمِ البراءةِ والأغنياتِ
أغني... أغني
وأطلقُ
بين الغناءِ وبين الغناءِ
سلالمَ صمتٍ
لعلِّي أجاوزُ ما يعتريني
وأخرجُ
من دائراتِ التنافرِ
بين الرغيف وجوع السنينِ
وأهوي كحلمٍ
تموتين فيه وتبكي الصلاةُ
ويلهثُ
خلف النوافذ موجٌ
به الماءُ ينبت في الانحناءِ
وتهوي يداه إلى النخلِ
تسأل أين الضفافُ
تمازجتَ
يا ماءُ في مقلتيَّ
فهذي المفاتيحُ في قبضتيكَ
فخذْ ما تشاءُ
ودعْ ما تشاءُ
ولكنْ أجبني
ألسنا القدمين منذ الترقرقِ والانطلاقِ؟
أنا في عناقي مع الوهمِ
أرسم فيكَ السريرَ
وأرسم منها يديها
وبعضَ القناديل في موجتيكَ
أطاوفُ فيها رذاذَ الأبدْ
لتدخلَ قلبَ الشفاهِ الشفاهُ
وقلبَ اليدين اليدانِ
وأبصرُ أني
أعانقُ فيكَ الزبدْ
وأني المنادى بغير منادٍ
وأني
وأني
فيا ماء غنِّ
ليحمل صوتي
ضفافَ المكانِ
ويملأ جسمي البكاءُ
أنا من فتاتِ الحصى
أناثرُ بيني وبين العميقِ
بناتَ الندى
عليهنَّ تنزفُ مني البيادرُ والأغنياتُ
ومعولُ مائكَ
قصَّ الملامحَ فيما يقصُّ
وخبَّأ بين المحارِ الكلامَ
كآهٍ تجوهرَ فيها الرعافُ
وضاءتْ يواقيتُها في ذراعي
ضياءَ القناديل في سنبلةْ
تطالعُ في بحر جرحي
وتقرأُ:
كيف أتيتُ لأسكنَ في غابة الأسئلةْ
وأكتبَ ما مزَّقتُه الأظافرُ
أنا الشاعريُّ
أحيلُ الغبارَ انبعاثًا جديدًا
وأحملُ قبري
لأدخلَ
في هندساتِ الوجودِ
مغارةَ ذكرى
ووشمًا تحنَّى بجرنِ الدماءِ
وفوق المزاريب أطلقُ وجهي
سلامًا
على مارفعتُ
ومَنْ أغرقتني بها
نداءً لها.
... ... ...
***
*** ***
2001