|
مقتطفات من
"رسائل
سبتمبر – القيامة" – 1
نزيه
أبو عفش
سورة:
الزمن المخيف...
عائدين
إلى أرحامِهم: الطفلُ
يغوصُ بين فخذي أمِّه ويصيحُ: خبِّئيني الأجنَّةُ
– عمياءَ – تصرخُ: دعوني
إلى الأبدِ أترنَّحُ
في هيولى هذا العماءِ الكريم. الدودةُ
– فزعةً من أنوارِ الأرضِ الموحشةِ – ترتدُّ
عائدةً إلى أنفاقِها – الطين
وتنتحبُ بلا صوت. العصفورُ
إلى بيضتِه... الفراشةُ
إلى شرنقتِها... اليرقاتُ
إلى ماءِ ظلامِها... الثعبانُ
إلى بَياتِ شتائِه... والشيطانُ... إلى
قِماطِ شهقتِه الأولى! ... حتى
تويجاتُ الأزهارِ –
مذعورةً من جمالها – تنسحبُ
إلى ذاكرةِ نفسها وتحتمي
بظلماتِ البراعم! ... والكلُّ
يسألُ، الكلُّ يسأل: أما
من إلهٍ "فوق..." يطلُّ
برأسِه من شقوقِ هذه السَّمواتِ القاحلة ويشفق؟!
... ...
ما مِن إله؟! ... ...
... ... وأنا
أيضًا أسأل. 19-20 ت1 2001 *** سورة:
الحراذين... ...
فإذن، أيُّها الناسُ، خافوا. خافوا
وخافوا... فمن
هذه القلاعِ المجنونةِ كلِّها لن
يتبقى غيرُ
الدهاليز وحلقاتِ
الآبار وقناطرِ
البواباتِ التي خرجتُ منها – لآخرِ مرَّة – جثماناتُ
المحاربين... والعديدُ
من المقابر متناثرةً
هنا وهناك تُذكِّر
بما كانَ لكم من
جشعِ البطولات وشهواتِ
المجد وآلامِ
الشجاعة... وبضعةُ
حراذين بلهاءَ منسيَّةً
تحت شمسِ الموتِ تتثاءبُ وتحلمُ بقيامةِ
أجدادِها الدينوصورات. 19-20 ت1 2001 *** سورة:
الغزال... نرجوكم...
نرجوكم... أرشدوا
الإنسانَ إلى نافذة أرشدوهُ
إلى أمل... أرشدوهُ
إلى وليمةِ حياة. ...
... ... الإنسانُ
الذي هو أنتم ونحن... وحيدٌ،
عاجزٌ، وضعيف مثل
دودةٍ يائسة لا
أمَّ لها ولا أخوات، مثل
شجرةٍ مقطوعة –
فيما هي تترنَّح وتهوي – تتشبَّثُ
بحبالِ هواءٍ أسود، مثل
غزالٍ يتيمٍ... مطارَدٍ في صحراءَ مكشوفة يرفعُ
رأسَه إلى فوق إلى
أعلى من "فوق..." إلى
ما هو أعلى من فوق الله... يرفعُ
رأسَه هكذا... ويتضرَّع كأنَّما ليحتمي بأهدابِ
غيمة! ... 19-20 ت1 2001 *** سورة:
أنا وأنت
فيما
أنا – أنا الذي أنت – أتزحلقُ
إلى هاويةِ هذا الموت أرى: الحياةُ
نعمةٌ مسروقة. أرى: القسوةُ
تتقنَّعُ بعطفِ المخلوقات وأحابيلِ
سُعاةِ بريدِ الآلهة! ... أرى: يهبُّ
عليَّ الجمالُ والوردُ وعطرُ الموسيقى وأصواتُ
العشَّاقِ الحالمين مختَلِينَ،
كظلالٍ أثيريةٍ غامقة، خلفَ
تحصيناتِ المدافع وأسيجةِ
حقولِ الألغام ودريئاتِ
ميادينِ الرمي! ... ...
... ... فيا
أنا – أنت – أتزحلقُ
إلى الهاوية أراكَ فأراني. 19-20 ت1 2001 *** سورة:
الجندب... أو
"الموت
الفوسفوري" دخانٌ
فوسفوريٌّ غيومٌ
مشعَّة وسماءٌ
قاتمة... :
ذلك كلُّ ما سوفَ نراه في
أعالي هذه الجحيمِ الخالدة!! ... وتحت:
لا شيء... لا
شيءَ أبدًا سوى
حقولٍ من الفحم مبقَّعةٍ
بطحينِ عظامٍ مكلَّسة ما
تزالُ تنهُّداتُها تصعدُ داكنةً
ومريرة مثقلةً
بشهواتِها اللاذعة إلى
ما فاتَها من جميلِ آلامِ الحياة... ...
وجندبٌ! جندبٌ
ملحاحٌ، صابرٌ، ويتيم يعزفُ
موسيقاه الشاحبة على
تلَّةِ ضريحِ الحياةِ العالي... :
جندبُ النسيان! ... 19-20 ت1 2001 *** سورة:
الصبيُّ الميْت... :
"لبَّيك... لبَّيك..." قالت
الأرضُ المخادعة وهي
تعتصرُ (هكذا...) رُفاتَ
الصبيِّ الغشيم الذاهبِ
في المساء إلى
موعدهِ القاتلِ مع...
الحبِّ! ... 19-20 ت1 2001 *** سورة:
يحلم... ...
إلى إخوتي... وأخواتي... اجعلوا
الجدارَ عاليًا.. اجعلوه
عاليًا وعاليًا وأعلى. :
الإنسانُ خائف ويريدُ
أن يلتجئَ إلى ظِلٍّ. ...
... ... اجعلوا
النفقَ عميقًا... عميقًا
عميقًا وأعمق... في
قاعِ البطنِ الأرضيِّ في
قاعِ المغامرة في
قاعِ الخطيئة في
قاعِ النبوءاتِ والعقائد في
قاعِ هيولى الأجناسِ الأولى. :
الإنسانُ – هاربًا من أقفاصِ نفسِه – يريدُ
أن يحتميَ بعتمةِ النسيان. ...
... ... أو...
أقول لكم؟... دعوا
كلَّ شيءٍ على حالِه لكن،
فقط، أغمضوا
الأعينَ والكتبَ والمذاهبَ والأناجيلَ
والمسدَّسات... :
الإنسانُ يحلم ويريدُ
أن يكسر. 5 ت2 2001
***
*** ***
|
|
|