إضاءات

نيسان 2019 April

 

 

تواجد عدد من الأرمن في حوض البحر المتوسط وفي أوروبا الشرقية منذ قرون بسبب عوامل سياسية وكوارث إنسانية عديدة حلَّت بهذا الشعب منذ ألفي سنة، وسأتحدَّث عن تاريخ أرمينيا باختصار في نهاية هذا البحث.

لقد عَرفْتُ الأرمن منذ نشأتي في حارة باب شرقي في دمشق حيث كان يسكن عدد هام منهم بجوار كنيستهم القديمة وفي الأحياء والحارات المتفرعة حتى ساحة باب توما شمالاً وحيّ طالع الفضَّة والخراب غربًا، وأكثرهم ينتمي إلى طائفة الأرمن الأرثوذكس. وقد ذكر الأرمن في دمشق المؤرخ الدمشقي نعمان قساطلي في كتابه الروضة الغناء في دمشق الفيحاء، سنة 1878، حيث جاء فيه:

عدد الأرمن في دمشق 140 كاثوليك و450 أورثوذكس، ولهم فيها كنيستين أقدمها مار سركيس واقعة بجانب الباب الشرقي بلصق السور مختصَّة بطائفة الأرمن القديم (الأورثوذكس) وهي قديمة العهد جدًا، احترقت عام 1860 ثمَّ تجدَّدت وفي دائرتها مدرسة صغيرة لذكور تلك الطائفة، وبقربها بيت يسكنه مرتبيت (كاهن) الطائفة. والأخرى كنيسة الأرمن الكاثوليك واقعة أمام دير الرهبان العازاريين من جهة الشرق وهي صغيرة جدًا وقد انشئت بعد عام 1860 على اسم القديس غريغوريوس وكان مكانها فرن وقد اختبأ فيه المؤلف (وكان عمره أربع سنوات) في أول يوم من حادثة 1860.

 

أذكُرُ جيدًا كذلك أنَّ صَدِيقًا قريبًا لَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أَنْ يُذْكَرَ اسْمُهُ على المَلأِ الأدْنَى كانَ قدْ ردَّ بتعقيبٍ نقديٍّ يَسْتَجْلِبُ الاهتمامَ كلَّهُ، فعلاً، على مقالِ صبحي حديدي «يومُ ليوبولد بلوم العجائبيُّ» (القدس العربي، 19 حزيران 2017) – وهو المقالُ الأخيرُ الذي يُعِيدُ بنَحْوٍ أو بآخَرَ كتابةَ كُلٍّ من مقالَيْهِ الآخَرَيْنِ، على الترتيبِ: المقالِ الآنِفِ «صورةُ جيمس جويس في شبابِهِ» (القدس العربي، 20 حزيران 2016) والمقالِ الآنَفِ «ألغازُ جويس وسُلْطَةُ المُخَيِّلَةِ» (القدس العربي، 14 حزيران 2015). فقدْ جاءتْ هذهِ المقالاتُ في أحْيَانِهَا تِبَاعًا حَوْلِيًّا، مثلما هو مألوفٌ في أدبِ، أو آدابِ، الكتابةِ النقديةِ وغيرِ النقديةِ، على حَدٍّ سِوى، فقدْ جاءتِ احتفاءً أدبيًّا (وَوَاجِبِيًّا، كذلك) بالذكرى السَّنويةِ لِمَا يُسَمَّى محليًّا داخلَ إيرلندا وعالميًّا خارجَها بـ«يَوْمِ بْلُوم» الواقعِ في اليومِ السَّادِسَ عَشَرَ من شهرِ حزيرانَ من كلِّ عامٍ، ذلك اليومِ الذي تجري فيهِ «مَيْمَنَاتُ» الأحداثِ الظاهريةِ، جَهْرًا، و«مَشْأَمَاتُ» الأحداثِ الباطنيةِ، سِرًّا، في رائعةِ جيمس جويس «يُولِيس» Ulysses بالذاتِ (أو «عُولِيس»، كما يعرِّبُهَا اِسميًّا بعضٌ من المترجمينَ والنقَّادِ الأدبيِّينَ العربِ).

 

يريد الجميع أن يكونوا سعداء، أليس كذلك؟ ومن لا يريد؟ قد لا تريد التضحية بكل شيء من أجل المتعة، ولكنك تريد بالتأكيد أن تمتع نفسك. يوجد عدد وافر من العقاقير في السوق لحل مشكلات الاكتئاب، وطرائقُ تحقيق السعادة تُباع ويسوَّق لها عادةً على أنها شيء يمكنك اتباعه، وأنها ما ترغب به فوق كل شيء آخر.

إن طلب السعادة مقوِّم أساسي من مقوِّمات فكرتنا عن الحياة الخيِّرة، وقد أعلن توماس جيفرسون أنه حق غير قابلٍ للمصادرة. هذا يُلخص "الحلم الأميركي" خير تلخيص. ويرى كثير من الناس أن طلب السعادة هو معنى الحياة نفسها. ولكن، يصعب على البعض أن يدركوا أنه ثمة طريقة في التفكير ترى أنك لا تريد أقله أن تحاول أن تكون سعيدًا قدر ما تستطيع.

حسنًا، ثمة فيلسوف لا يعتقد أنك تريد السعادة بحدِّ ذاتها. إنه فريدريك نيتشه.

 

 

 

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني