أمواج السماء
وائل شعبو
أمواج السماء
فطالما خربت حياتي هناك
فقد دمرتها في كل مكان من العالم
كافافيس
لأن الألعاب لا تبكي هنا
ولأن اللغة تناغي نفسها
ولأن السيارات سيدات
والفتيات شمسيات وقمريات
ولأن الطفولة حصى محروسة بالغيوم
ولأن الله يحب القبلات
والمحجبات هنا دميات مضحكات
أستطيع أن أحطب قلبي لأدفئ شجرة بيضاء في رأسي.
هنا الضباب يلفح الظلال
والغربان حلوة كمرارة فان كوخ وأسى إدغار بو.
هنا الحمامة لا تنتظر أحدًا في محطة القطار
والأنوثة أبية كعشب البلور
ليست أحذية تخاف الغبار.
هنا أحلم بمعرفة الألمانية
ولعب أغاني فيروز على الغيتار.
وإلى هنا ثوار المخابرات المراهقون
يهربون من ثورتهم وجهادهم وشعوبهم وقضيتهم وحريتهم
ليستمتعوا برخاء الكفار.
وحتى هنا يلاحقني "الله أكبر" كوحش يحلم بي.
وهنا يتقلص قلبي ويصغر قطرة مطر...
كي لا تنفجر
تتعلق بأمواج السماء.
***
في ألمانيا
إلى
أديل
أنا حفرة تراب يردمونها بالتراب
أديل.. المسيني لأصبح ماء يجري في جوف المحيط
ماء ينتظر قناديلك البحرية ليصبح حلوًا..
يا أديل
مشهد الحياة مبعثرًا أمامي كنطف الغيم
فحنجرتي غصن مكسور يتدلى يابسًا عن أمه
وبين أصابعي يترقرق دمي
لأن وقتًا من عمرك لم يكن من عمري
ولأن خمرة طفولتك لا تنسكب مترعة في عيني.
يا أديل
يا بحيرة الصيف وزغب الخريف وحفنة الربيع وهيبة الشتاء
يا حبري الدافئ وقهوتي الباردة
خطأ أنا على ركبة الحياة
ينتظر أن تصحيحيه.
*** *** ***