التَّربية والتَّعليم – نظرة عالميَّة

 

أديب الخوري

 

مع بقاء أقلِّ من عامين على حلول الموعد النهائيِّ لتحقيق أهداف التَّعليم للجميع، يتَّضح، على الرُّغم من التقدُّم الذي تمَّ إحرازه على مدى العقد الماضي، أنَّ أيَّ هدف من الأهداف المنشودة على الصعيد العالميِّ بحلول عام 2015 لن يتحقق. فالتقرير العالميِّ لرصد التَّعليم للجميع لهذا العام يؤكِّد بشدَّة على حقيقة أنَّ الأشخاص المنتمين إلى الفئات الأكثر تهميشًا قد حُرموا من الفرص المتاحة للتعليم على مدى العقد الماضي.
(من "التقرير العالميِّ لرصد التَّعليم للجميع 2013 – 2014" الصادر عن اليونسكو)

أعطِ الطِّفلَ رغبةَ التَّعلُّم،
وكلُّ منهجٍ سيكون جيِّدًا.
(جان جاك روسو)

 

تجتاح موجةٌ من عمليات المراجعة والتَّعديل والتَّطوير ميادين التَّربية والتَّعليم، تبدأ بأكثر بلدان العالم تقدُّمًا وتمتدُّ لتشمل كلَّ بقاعه.

"معايير" عالميَّة تنبثق عنها معايير وطنيَّة للمناهج، ومعايير أخرى لجودة التَّعليم وغيرها لاستخدام التكنولوجيا المتقدِّمة في قاعة الصَّفِّ...

مصطلحاتٌ جديدة تظهَر، وجدالاتٌ تبدأ ولا تنتهي حول مواضيع على قدرٍ آو آخر من الأهمية: أن نستبدل كلمة تعليم بكلمة تعلُّم، أن نستبدل كلمة معلِّم بكلمة منسِّق أو منشِّط، أن نحوِّل التَّعليم إلى مجموعة أنشطة بدلاً من الشروح التقليدية الإلقائيَّة... التَّعليم التَّعاونيُّ أو التَّعليم التَّشاركيُّ؟ التَّعليم باللَّعب أو من خلال المشاريع أو عبر حلِّ المشاكل؟..

حتَّى ليبدو أنَّ إبداع "نظريَّات التَّعلُّم" قد صار "موضة" العصر... خلا عن كونه مجالاً خصبًا للاستثمار!

وفي عملية تقليدٍ عولميةٍ يُخشى أن تكون عمياء أحيانًا، تنقل دول العالم الثَّالث نفس الجدالات المشكوك في جدوى الكثير منها إلى ساحاتها المَعنيَّة بالتَّربية والتَّعليم، مضيفةً إليها جدالاتها الخاصَّة، غير المثمرة بدورها، مثل تلك التي تدور حول ترجمة المصطلحات المستجدَّة، أو تلك التي تقف عند حدود العقائد الدينية وغير الدينية.

أمَّا ما يجري على أرض الواقع، أعني انعكاس تطبيقات كلِّ ما ذكرناه من تغيِّيراتٍ على التلاميذ والطلاب فعلينا أن نبحث عنه باستخدام مجهرٍ الكترونيٍّ فائق التَّكبير لعلَّه لم يُختَرَع بعد!

لم نتحدَّث بعد عن ظاهرة التَّسرُّب من المدارس، ولا عن ترويج المخدِّرات في بعض "أفضل" المدارس في أكثر البلدان "تقدُّمًا"، ولا عن عمالة الأطفال، والأسوأ منها تجنيد الأطفال والاتِّجار بهم، ولا عن العنف في المدارس: عنف المدرِّسين تجاه التلاميذ، وعنف التلاميذ والطلاب بين بعضهم البعض، وكذلك عنف الطلاب تجاه الأساتذة أيضًا... ولعلَّ القائمة تطول.

أختصر فأقول إنَّ أعداد الأطفال الذين لا تتوفَّر لهم فرصة الالتحاق بالمدارس هي عشرات الملايين حول العالم... في الوقت الذي لا ينال فيه من هم أكثر حظًّا، أي الذين يلتحقون بالمدارس، ما يُفترض أن تقدِّمه لهم هذه المدارس [دون أن ننفي وجود الاستثناءات القليلة في بعض الدُّول وفي بعض المدارس..] والقسم الثَّاني – رغم أهمية وأولوية القسم الأوَّل – هو الموضوع الرَّئيسيُّ لكتابنا هذا*.

لا أحكم وفق هذه الصُّورة القاتمة بحسب تقديراتٍ شخصيَّة فحسب، إذ ثمَّة، بدايةً، مشاريع طموحة للأمم المتَّحدة ومنظَّماتها، وعلى رأسها اليونسكو، من قبيل "التَّعليم للجميع بحلول عام 2015" على سبيل المثال [راجع مربَّع النَّصِّ الخاصِّ بأهداف هذا المشروع] والذي انطلق مع بداية الألفيَّة الثَّالثة. ناهيكم عن المشاريع الخاصَّة والحكوميَّة المحلِّيَّة أو المشتركة في هذه البلدان أو تلك.. وثمَّة، تاليًا، إحصائيَّات وتقارير تصدرها نفس الجهات الدوليَّة وغير الدوليَّة تدلُّ على أنَّ أهداف هذه المشاريع تبقى في إطار الطُّموحات، إنْ بسبب النِّزاعات المسلَّحة في بؤرٍ عديدة وبأحجام مختلفة، وإن بسبب نقص التَّمويل، وإن لأسباب مرتبطةٍ بالفساد ومقنَّعة بحجج عديدة أخرى يعبِّر عنها في نهاية الأمر غياب قرارٍ سياسيٍّ ثابت وشفَّاف، من جانب القوى الأكثر تأثيرًا في العالم، في دعم تحقيق هذه الأهداف[1].

أبدأ بهذا الجانب السَّلبيِّ من المشهد كي أستفزَّ عن قصد القارئ المهتمَّ وأشدِّد على ضرورة تفكيرٍ جديد. لكنني أقبل، بل أؤكّد، في الوقت نفسه أنَّ هذا الجانب ليس الوحيد، إذ هناك بطبيعة الحال جزءٌ من الكأس ملآن.

ثمَّة على الدَّوام، كما كتبت أنتونيلا فيردياني[2]، في نيسان 2014 ضمن النَّشرة الدَّورية التي تصدر تحت عنوان التربية على اللاعنف وعلى السَّلام[3]:

حاملون لمشاريع مستقبليَّة، غارسون للأمل، محرِّكون للتَّغيير أو قل لعمليَّة قلبٍ شامل، مبدعون في الثَّقافة... يتبنُّون جميعًا، وإن كان أحدهم من بلدٍ ما وغيره من بلدٍ آخر، نظرة شاملة ومتكاملة للعالم، يشتركون في إعادة وضع الإنسانيِّ في قلب المجتمع [...] إنَّهم في معظمهم يدعون إلى العودة إلى فلسفة للحياة تدور حول السَّعادة إضافة إلى قيم أساسيَّة، مثل الالتزام الفرديِّ والجمعيِّ، والتَّكافل الإنسانيِّ، والسَّلام... مبدعون، مبتكرون، محرِّكون للرَّكائز التي تدعم جميع مجالات المعرفة الإنسانيَّة، ومنها التَّعليم أولاً. هذا التَّجديد، يجب ألاَّ يُفهم، على صعيد المدرسة الابتدائيَّة بشكلٍ خاص، على أنَّه مجرَّد دعوةٍ لإدخال تكنولوجيا جديدة إلى الصَّفِّ، بل بكونه سيرورة تحديث للرُّؤيا التَّعليميَّة، وللمواد التَّربويَّة المختارة كي تُدرَّس، وللمناهج الموضوعة لها.[4]

يرتبط الأمر إذًا بتجديدٍ في الرُّؤيا ينطلق من نظرةٍ عالميَّة وليست محليَّة. هل أملك الجرأة على القول إنَّني سأحاول في فصولٍ قادمة أن أعرض نظرةً أبعد من عالميَّة أيضًا؟ نظرة يمكن أن أسمِّيها كونيَّة، على اعتبارها تأخذ منذ الآن، وفي قلب المسألة التَّربويَّة التَّعليميَّة، آفاق ارتحال البشريَّة في الكون وإمكانيَّات لقاءاتٍ مستقبليَّة مع كائنات عاقلة غير أرضية لم يعد أمر وجودها محلَّ جدل!

هو ذا موضوعٌ آخر سنعود إليه لاحقًا، بيد أنَّي أتوقَّف الآن عند قراءةٍ متأنِّية لما أوردته أعلاه، لألاحظ طرح هدفٍ للتَّعليم يرتبط، من بين أمور أخرى، بالسَّعادة والسَّلام.. وفي مراجعةٍ صادقة وشجاعة لأهداف التَّعليم المطبَّق اليوم، السَّائدة في معظم مدارس العالم، البديهيَّة عند جلِّ "المربِّين"، الرَّاسخة في لاوعي الأغلبيَّة السَّاحقة من الأهالي، والحاضرة في أذهان معظم الطُّلاَّب، نجد أنَّ هذه الأهداف لا تتعدَّى الحصول على شهادة تشكِّل جواز عبور إلى سوق العمل. وفي العمق فإنَّ غاية الأهل من إرسال أولادهم إلى المدارس هي أن يحصل هؤلاء الأولاد في المستقبل، بعد عشرين أو خمس وعشرين عامًا، على وظيفةٍ محترمة تؤمِّن دخلاً كافيًا، وأغلب النَّاس يظنُّون أنَّ السَّعادة والحياة الكريمة واستقرار العيش وسلام العالم يبدؤون من هنا.

يعرف الجميع أنَّ هناك مدارس عديدة لها فروعٌ في كثيرٍ من دول العالم (مدارس مونتيسوري، مدارس شتاينر-والدورف، مدارس فرينيه، مدارس ديكرولي، مدارس ديوي...) إضافة إلى مدارس أخرى عديدة محلية (مدرسة النموِّ الحرِّ في الهند، مدارس التينوبوليس للتَّربية على السَّلام في البرازيل..) تُعتبر بمجملها انعكاسًا لتلك النظريات الطليعية في التَّعليم والتَّربية التي تحدَّثنا عنها. وصحيحٌ أيضًا أنَّ بعض الدول (فنلندا على سبيل المثال) قد بدأت مؤخَّرًا بتطبيق رؤى تربويَّة مشابهة على نطاق واسع في المدارس الحكومية. لكن ملاحظةً وسؤالاً يبرزان هنا. الملاحظة الهامَّة هي أنَّ معظم هذه المدارس الخاصَّة إن لم تكن جميعها تتَّجه إلى طبقةٍ محدَّدة من المجتمع، وهذا بحدِّ ذاته يُفقِدها شيئًا من المصداقيَّة فهي من جهة تكرِّس، عن غير قصدٍ على الأغلب، فارقًا طبقيًّا. ومن جهة أخرى تعيش نوعًا من التَّناقض مع نفسها ومع فلسفتها ومنطلقاتها، وما يؤكِّد ذلك هو أنَّ الأهل لا يرسلون أولادهم إلى هذه المدارس من أجل هذه الفلسفة بقدر ما يرسلونهم إليها انطلاقاً من قناعاتهم بأنَّها تحقِّق الهدف المنشود أكثر من غيرها: شهادة أفضل وفرصة عمل أفضل! أمَّا السُّؤال فهو عن سبب تأخُّر معظم المدارس، وخصوصًا المدارس الحكوميَّة ولا سيَّما في البلدان المتقدِّمة علميًّا وتعليميًّا (فرنسا على سبيل المثال) في تبنِّي هذه الرُّؤى[5]؟

يجيب باولو فريري، وهو أحد كبار التَّربويِّين المعاصرين[6]، أنَّ السَّبب في ذلك هو أنَّ المدرسة عمومًا تعيد إنتاج المنظومة الاجتماعيَّة نفسها، وعندما يكون المجتمع غير مستعد لأن يتقدَّم بخطىً كبيرة، فإنَّ آخر ما يفكِّر فيه هو تبنِّي رؤىً تربويَّة جديدة فعلاً.

يمكن تعميم ذلك على مستوى العالم ربما. نحن في عالمٍ تحيق به الأخطار من كلِّ صوب، ولسنا هنا بصدد سرد قائمةٍ باتت معروفةً عند الجميع بما يترصَّد الأرض من تهديداتٍ على كافَّة الصُّعد، وبما يسود العالم من تفاوتٍ طبقيٍّ واجتماعيٍّ وغيره.. كلمة "تغيير" ما عادت كافيةً ربَّما. يحتاج العالم، النِّظام العالميُّ، المنظومات الاجتماعيَّة المحلية والعولميَّة، إلى تجديدٍ يطال الأعماق. ترتبط التَّربية بمثل هذا التَّحوُّل: إنَّها علاقةٌ جدليَّة بامتياز: تتأثَّر التَّربية بشدَّة بحال المجتمع، وتؤثِّر التَّربية بعمق في هذا الحال. بمعنىً آخر: إنَّ الذين يتوجب عليهم إنجاز هذا التَّجديد (المعلِّمات والمعلِّمين) ليسوا أشخاصًا من خارج المنظومة، فهم بحاجةٍ إلى "تربية" جديدة كي يعيدوا إنتاج التَّربية فمن أين نبدأ إذًا؟

يحتاج الأمر ربَّما إلى شرارة تطلق عمليَّةً متسلسلة.. وما هذا الكتاب غير محاولةٍ متواضعة للبحث عن مثل هذه الشَّرارة. والبحث يبدأ بطرح التَّساؤلات، وأقصى ما أطمح إليه في ما سيأتي هو أن ألقي حجرًا في بحيرةٍ راكدة، وأن أعيد صياغة أسئلةٍ تطرحها كلُّ أمٍّ، ويطرحها كلُّ أب، وأسئلةٍ أخرى مقابلة يطرحها، وإن في قلبه، كلُّ طفل وكلُّ مراهق!

*** *** ***

الأهداف الستة لمشروع الأمم المتحدة
"التعليم للجميع بحلول عام 2015"

 

1. توسيع وتحسين الرعاية والتَّربية على نحو شامل في مرحلة الطفولة المبكرة، وخاصَّة لصالح أكثر الأطفال تأثُّرًا وأشدِّهم حرمانًا.

2. العمل على أن يتمَّ بحلول عام 2015 تمكين جميع الأطفال من الحصول على تعليم ابتدائي جيد ومجاني وإلزامي، وإكمال هذا التعليم مع التركيز بوجه خاص على البنات والأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة وأطفال الأقليات الإثنية.

3. ضمان تلبية حاجات التعلُّم لكافة الصغار والراشدين من خلال الانتفاع المتكافئ ببرامج ملائمة للتعلُّم واكتساب المهارات اللازمة للحياة.

4. تحقيق تحسين بنسبة 50 في المائة في مستويات محو أمية الكبار بحلول عام 2015، ولاسيما لصالح النساء، وتحقيق تكافؤ فرص التعليم الأساسي والتعليم المستمر لجميع الكبار.

5. إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام 2005، وتحقيق المساواة بين الجنسين في ميدان التعليم بحلول عام 2015، مع التركيز على تأمين فرص كاملة ومتكافئة للفتيات للانتفاع والتحصيل الدراسي في تعليم أساسي جيد.

6. تحسين كافة الجوانب النوعية للتعليم وضمان الامتياز للجميع بحيث يحقق جميع الدارسين نتائج واضحة وملموسة في التعلُّم، ولاسيما في القراءة والكتابة والحساب ومهارات الحياة الأساسية. 


 

horizontal rule

* المقال من كتاب تعليم جديد من أجل عالم مختلف، تأليف أديب الخوري، معابر للنشر، 2015.

[1] راجع "التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع 2013 – 2014" الصادر عن اليونسكو، والذي منه اقتطفنا الجملة الواقعة في مطلع هذا الفصل:

http://www.almarefh.net/show_content_sub.php?CUV424&Model=M&SubModel=154&ID=2195&ShowAllOn

أذكر أيضًا ما صرَّحت به مؤخَّرًا المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، خلال مؤتمرٍ صحافيٍّ في بروكسل في 26 حزيران عام 2014 قائلة: "تتأكد مخاوفنا بشأن عدم إحراز تقدم في مجال تسجيل الأطفال في المدارس، جراء الأنباء الصادرة عن اليونسكو مؤخرًا بأن المعونة للتعليم انخفضت مرة أخرى. ليس ثمة فرصة للبلدان بأن تصل للهدف المتمثل في تعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015". وأضافت "لا يمكننا مواجهة هذا النبأ بمزيد من القصور. على العكس من ذلك، علينا دق ناقوس الخطر واستدعاء الإرادة السياسية لضمان احترام حق كل طفل في التعليم".

[2] أنتونيلا فيردياني (Antonella Verdiani): دكتوراه في علوم التّربية، عملت مع اليونسكو (1987 – 2005) مؤلّفة لعدّة مقالات وبشكل خاص لكتاب: "هذه المدارس الّتي تجعل أطفالنا سعداء"، Ces écoles qui rendent nos enfants heureux; Ed: Actes sud ; 2012. وصاحبة مبادرة ومشروع يجري تطبيقه تحت عنوان "التّربية على الفرح".

[3] راجع الموقع الالكتروني:

 http://education-nvp.org/.

[4] تذكر أنتونيلا فيردياني في مقالتها المذكورة مجموعةً من الروَّاد التربويِّين الذين طرحوا وطبَّقوا أفكارًا تربوية جديرةً بإخراج التَّعليم من جموده وربَّما بإخراج العالم من مأزقه:

فريدريك فروبل (1782 – 1852) صاحب نظرية الحرِّيَّة من خلال اللَّعب ومؤسِّس رياض الأطفال. ليون تولستوي (1828 – 1910) مؤسِّس مدرسة lasnaia Poliana وبول روبين (1837 – 1912) والتَّربية المتكاملة مؤسِّس مدرسة Cempuis. وسيباستيان فور (1852 -1942) والتعليم المحرِّر، مؤسِّس المدرسة التحريرية في لاروش. وإيليز سيليستان فرينيه (1896 – 1966) والإدارة الجمعية، التي أسست عام 1920 مدرسة تعاونية. وروجيه كوزينه (1881 – 1973) وتعليم الفريق. وفرانسيسكو فيرييه إي غارديا (1859 – 1909) والتَّربية العقلية، مؤسس المدرسة الحديثة في برشلونة. وجون ديوي (1859 – 1952) والأداتية instrumentalisme التربوية. وماريا مونتيسوري (1870 – 1942) والتعليم الحرُّ. وأوفيد ديكرولي (1871 – 1923) والتعليم بحسب مركز الاهتمام. برتراند راسل (1872 – 1970) والتعليم الطبيعي، مؤسس مدرسة بيكون هيل. ألكسندر سوترلاند نيل (1883 – 1973) والتعليم الحر، مؤسس مدرسة سومرهيل. يانوسكو ركزاك (1878 – 1942) معلِّم بولوني، من طليعيي المنادين بالحقوق الفاعلة للطفل.

ويمكن إضافة آخرين إلى هذه القائمة ولا سيَّما على سبيل المثال رابندرانات طاغور (1861 – 1941) ومدرسة شانتينيكيتان (مرفأ السلام) التي تركز على العلاقة مع الطبيعة، وعلى العمل اليدويِّ والزراعيِّ.. وجدو كريشنامورتي والمدارس والمراكز التي تحمل اسمه ولا سيَّما في الهند وفي الولايات المتَّحدة، وباولو فريري مؤسِّس حركة تعليم المهمَّشين والتعليم اللاصفِّي، ولا ننسَ أن نذكر بكلِّ تأكيد الفيلسوف المعاصر إدغار موران ونظريَّاته التربويَّة و"منهجه" في التَّعليم والتَّربية.. وما من شكٍّ أنَّ عدد الذين لم نذكرهم يفوق عدد من ذُكِروا.

[5] اطّلعت صدفةً أثناء مراجعة هذا الفصل على حركةٍ انطلقت في فرنسا في حزيران من هذا العام (2014) تجتمع فيها مجموعةٌ من المدرّسين والأهالي والشّخصيّات العامّة والجمعيّات غير الحكوميّة على رفع الصّوت من أجل إدخال التّوجهات التّربويّة البديلة pédagogies alternatives إلى المدارس الرّسميّة العامّة. وهذا التّحرّك يمكن أن يكون مثالاً على ما يجري من تقدّم في العالم على مستوى بنية ورؤيا المدرسة  http://enfantsdelavenir.org/mobilisation-sans-precedent-pour-ouvrir-lecole-publique-aux-pedagogies-alternatives.

[6] باولو فريري (1921 – 1997): شارك عام 1960 في تأسيس "الحركة الثقافية الشعبية" وأسَّس عام 1962 "مكتب المدِّ الثَّقافي" في قلب جامعة Recife. وهناك قام مع شركاء أكاديميين بتنقيح ومراجعة ما سُمِّي "منظومة باولو فريري". وقد جرى تطبيق هذا المنهج تجريبيًّا في أكثر من منطقة من البرازيل. حذا النجاح الذي حقَّقه هذا التَّطبيق بوزير التَّربية البرازيلي إلى دعوة باولو فريري ليكون منسِّقًا للمشروع الوطنيِّ لمحو الأميَّة باستخدام هذا المنهج الذي حمل اسمه. سُجِن لعدَّة أسابيع إثر انقلابٍ عسكريٍّ في البرازيل ثمَّ غادر البلد إلى تشيلي حيث طوَّر برنامجه الذي تبنَّته الحكومة التشيلية تحت عنوان: "تعليم المضطهدين" pédagogie des opprimés. وفي عام 1968 صار مستشارًا في اليونسكو.

قدَّم منهجه خلال عشرة أشهر محاضرًا في هارفارد حيث لاقت طريقته صدىً إيجابيًّا لدى الطَّبقات الاجتماعية الأدنى وبعض الأكاديميين في الولايات المتحدة.

شارك في المجلس المسكوني للكنائس في جنيف حيث اختير فيما بعد مديرًا لقسم التَّربية في المجلس.

جرى تطبيق منهجيته في عدة بلدان منها موزامبيق وأنغولا ونيكاراغوا. كما جرى استلهام جوانب من فلسفته التربوية من قبل مؤسسات تربوية واجتماعية عديدة.

عاد إلى البرازيل بعد فوز حزب العمال بالانتخابات عام 1991 حيث أسَّس مركز باولو فريري في ساوباولو ليكون مكانًا للقاء وتبادل خبرات المدرِّسين والتربويين.

من أهم مؤلَّفاته: تعليم المضطهدين – التّربية: ممارسة الحرية – التعليم في نموِّ: رسائل إلى غينو بيسو (غينو بيسو هو اسم منطقة في غينيا جرى فيها تطبيق منهجه)... إضافة إلى كتب ومقالات أخرى.

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني