قصائد
دارين أحمد
1
في القفر
حيث تنمو الوردة في ألق دمويٍّ
ينمو وجهكَ
بينما أجمع الأيام المتساوية كما تُجمع عيدان القصب
"كل يوم هو في شأن"
وشأني شأنك
متشابهان كتشابه مرآة أمام مرآة
والخلاء جسد.
أقول إن الصباح عينك والمساء
وإن فمي إن نطق كنتَ الصمت في آخر الكلام
أركض نحوكَ بكل الصخر في قلبي
ويدي – يدي المفتوحة مثل مقبرة صغيرة – تربِّت على الأحياء
وأقول "سلامًا... سلامًا للحياة في النحت
في السَّمْت
في أصل الموت يعبرنا كما يعبر الضوء غيمًا
سلامًا للحياة في اللون
في الظن
في الإثم
في الحلم
سلامًا سلام"
*
2
لُمّي الريش عن أجسادهم
هذا الموت تَعِبْ
وسِّديهم ما كانوا يظنون أنه هم
واستريحي فاليوم انقضى.
الريح هذا المساء صرير أبواب مخلعة
وعتمٌ يشعل ناره في الذاكرة
كنتِ الدالية واخضرار الماء على عتق الجدار
كنتِ المُتخيَّل النهم
تنشرين أذرعك على خواصر الأبناء العابسين
يا ضحك الجبال من أسرارهم
يا طيبة الماء
يغسلهم أحياء وموتى
هناك حرب على ذراعك المبتور هناك
ومنذ سنوات لم يضحك أحد.
*
3
لستُ من طينة الموتى
لستُ الأثير
أنا ظلُّ أشياء لا يصفق لها أحد
إنْ محوتَ سوادي متُّ.
حدثني عن الخوف الواقف خلفك
الجالس على كتفيك
المتمدد في صدرك
تعال ندفع عرباته بأقدامنا المجعدة
ونسقط معًا
كلٌّ وخفته.
حجرٌ أنا ولا حّجِيج لي
أسقط على عجل
وبصري في السماء.
*
4
رتب هذه الضوضاء في أذني
هناك لحن تائه شرس
جائع تعس
والضيق حوله
وفيه
يمور
ينبجس
والصمت في الأنحاء
من هول الصدى المرتد
ينكمش
ذراعاي صلب للكلام
وقلبي القيامة تأخذ شكل الهرم
وقبري في القيامة
يعلو
وينغرس....
*
5
هادئ
هادئ تمامًا مثل فراغ في قفص
يمر بعينيه على الحد الملون بين أسودين
ويهمهم:
"منذ قرن
لم أرَ مطرًا يتلألأ في السماء
لم أقل شيئًا لكفي
لم أقبِّلها وأشرب من خطوطها مائي
لم أنم على عشبها الرطب
وأحلم بأنفاق طرية
وذهب يلمع في فم التنين.
منذ قرن
لم أجد وجهًا يطابقني
ويفتح شفتيه إن قلت سلامًا للأرض
للوقت الخارج من عين العين
رقراقًا... باردًا
يخلق في ضنى الشمس الوحيدة
مجراه وضحكة على وجهها.
منذ قرن
لم أكن خنثاي
لم أكن نفسي".
*** *** ***