أُصغي إلى قلبِ أوفيليا
وقصائد أخرى
نمر سعدي
شفتايَ ينبوعانِ من عطشٍ
شفتايَ ينبوعانِ من عطشٍ
وروحي جذوةٌ بيضاءُ ملءَ الليلِ..
فوقَ أصابعي مليونُ عصفورٍ يُشرِّدُهُ الشتاءُ..
يدايَ مجدافا ظلامٍ في الحريرِ البضِّ..
ماذا بعدَ هذا الصمتِ من لغةٍ...؟
وكيفَ أُعيدُ ما انتقصَ الزمانُ من الجمانِ الرخصِ
ما انتقصَ المكانُ من الحنينِ إليكِ؟
يا رؤيا الحصانِ
وطهرَ ما في الحلمِ من وجعِ البيانِ.
***
كأنَّها شبحٌ أمامي
لا ماءَ في المرآةِ أُبصرُهُ
لأرفعَ من غيابكَ صخرةً أخرى
على قلبي المُهشَّمِ مثلَ ذرِّ الملحِ..
أنهرُ عن دموعكَ شبهةَ الضحكاتِ عندَ الفجرِ
تقتلني الحقيقةُ بالرصاصاتِ العجافِ
وبالهواءِ الأجنبيِّ
وغدرِ أشباهِ الرجالِ
الميِّتينَ على حُطامي
.....
يدُكَ المصابةُ بالرذاذِ وبالنعاسِ وبالجنونِ
كأنَّها شبحٌ أمامي.
***
عقلٌ أعمى
على يدهِ ينامُ الصبحُ
ليلُ الفرفحينةِ في خبايا قلبهِ يدمى
يمرُّ كما تمرُّ الوردةُ البيضاءُ بي
في البرزخِ الفضيِّ
بكلِّ أمومةِ الأرضِ
على يدهِ أنامُ بغيرِ شوكِ الحاضرِ المُفضي
إلى مستقبلٍ في قاعِ هاويةٍ من اللعناتِ ...
مشطورًا إلى نصفينِ أُبصرُ
عقلهُ الأعمى.
***
أُصغي إلى قلبِ أوفيليا
قليلاً ويأتي برابرةٌ أجنبيُّونَ فوقَ بساطِ السلامْ
ويغتسلونَ بماءِ دواوينِ شعرِ العرَبْ
قليلاً وينتصرُ الذئبُ فيَّ على ظبيةٍ
من حريرِ الخزامْ
قليلاً وأخلعُ عن منكبيَّ غبارَ التعبْ
جسدي زورقٌ لاشتهاءاتهِ
ودمي نورسٌ من رمادِ الغضبْ
قليلاً ويأتي برابرةٌ آخرونَ
وينتحرونَ فُرادى وراءَ سماءِ الجحيمِ
قليلاً قليلاً
وأُصغي إلى قلبِ أوفيليا
في صميمِ الرخامْ.
***
وحدي
أعترفُ الآنْ
وبكاملِ جموحِ رمبو أنني وحدي
رغمَ كلِّ القلوبِ الطيِّبةِ والمباركةِ
التي تحُفُّني وتحرسُني كأعينِ الملائكةِ في السماءْ
ولأنني أعيشُ وحدي
بمزاجيَّةِ روحي
فقد تكالبَ عليَّ اللصُّ والصعلوكُ
والزنديقُ والمنافقُ والعاهرُ والفاجرُ
وتكالبتْ عليَّ أيضًا كلابُ الشوارعْ
وفي كلِّ ليلةٍ أتحسَّسُّ خنجرَ بروتوسَ
المغروزَ في ظهري كما أتحسَّسُّ أصابعي.
***
نورسانِ من الماءِ
نورسانِ من الماءِ
يقتسمانِ خطايا البنفسجِ طولَ النهارِ
كما يتقاسمُ روحي الرعاعْ
نورسانِ فقيرانِ فقرَ الرمالِ وفقرَ الفراشاتِ
والأُغنياتِ على وطنٍ من سرابٍ مُضاعْ
يحملانِ دمي في البحارِ التي قتلتْ سندبادَ
وغطَّتْ شعاعَ ابتسامتهِ ببقايا شراعْ.
***
حريرُ الوعولْ
ندَمي طافحٌ كالعناقيدِ
مُستسلمٌ... مُفعمٌ بالصراخِ وملحِ سدومَ
كأنَّ انتحابَ الصباحِ الخفيَّ
يُضيءُ دمَ الحبرِ في كلماتي
كأني أسيرُ إلى هُوَّةٍ الخلفِ من دونِ معنى
كأنَّ حياتي تعودُ إلى نطفةٍ في فراغِ الزمانِ ...
فهل سوفَ أرجعُ من قبرِ عامورةَ الإثمِ
ذاتَ ضحىً لسماءِ الجليلْ؟
.....
مزَّقتني ذئابُ القبيلةِ مثلَ حريرِ الوعولْ.
*** *** ***