إلهي ما زال نائمًا
محمد
دوار
أبحث عن الكلمة
أبحث عن الكلمة
أحاول قراءتها
على الوجوه
تبقى مجهولة الكلمة
سار بها يم صحراء
سكنت قصرها بعيدًا
أحياها الموت
فسافرت
تهتدي بالقبس
تبقى مجهولة الكلمة
سرها السماء
بعض ضيائها
أشعار وتراتيل
أناجي روحها
فتقول اقرأني
في وجه محراب
في سكون صمت
وأنشودة الإنسان قبس مني
في الوجوه القديمة حروفي
فمن يكتبني
بمداد ذاكرة
الوهم
***
أدعوه إلهًا
أدعوه إلهًا
أقتل به الله
أعبر بكلماته
صحراء الزمن
تضيع من طريقي
مروج خضراء
تنضب حروف ماء
وأنا أخيط
بخيط الزمن
ثوب أكذوبة
نبيي تناهى جدار
غنيت له
أغنية الوثن
أحاول دومًا قبض الزمن
فيهرب مني
في قصيدة أجمل
سجنته
فجاة اكتشفت
أن حرفي
ثدي هارب
***
قضبان وحرية
أيتها القضبان التي بداخلي
تغريدتي
أريدها
هاته الحرية
***
مدافن الزمن
إلى مدافن الزمن
الزمن سرت
أمطر السراب
من وجه السحاب
أحيل فجري
غروبًا وغياب
لم صار أسودً
ورق هذا الكتاب
لم يعد البحر
كما كان رباب
سار رمل
يقتل الفصول
يدعو أمس الدم للإياب
***
إلهي ما زال نائمًا
تهرب
تظل سمائي
بدون سماء
أحاول الوصول
لكن
بحيرة حيرتي
لم تجف
ضوء ذكرى
لحظة حياة
قميص
يلوح ولا ياتي
نشيد ماء
ويومي نائم
على سرير رمل
غدي في يد عراف
وأمسي نجمتين
أحاول حياكة
عباءة كلام
لأعثر على الطريق
هناك في قاع
الذكرى
قطرة مطر
ووميض
ستار أكشفه
أكتب بنظرات
عنوان حلم
يدي حقل كبير
تتخفى فيه أزهار الغد
لأن إلهي
ما زال نائمًا لم ينتبه لي
***
حروف شمس
حلم جميل
حمامة بيضاء
تخرج من بحر أحزاني
تطير نحو الأبد
تنشدني
أملاً برفرفة أجنحة
حمامة بيضاء
محرابي المفضل
أتلو فيه تراتيل الحكماء
هناك سماءي
حيث تنبت سنابل الغد الخضر
وأسمع نشيد ملائكة
أزرق هو هذا النشيد
يمتد شاسعًا كالكون
أراه
جنب جدار
واقفًا يقرأ قصائده
كتبتها حروف شمسه
***
سفر مع ريح
سافر مع ريح
تأبط كتف الصياح
ترك حقل الحياة
تسامى في سدرة الحزن
يبحث عن حورية
ليعرج معها إلى الشمس
تلي تراتيل قمره
رأى حلمه موثوقًا
بجدار
فتش عن معنى دمعة
فوجد البحر يبتسم
سار بالطريق
مع مطر
تسجى بالماء
رسم الحياة ثديًا جميلاً
ثم اختفى في لذة
ليبقى دومًا
وحيدًا
يقرأ حقل المدى
***
رسول براءة
رسول براءة هو
ونبي الطفولة
ترنم بالحياة
ولسفينته
رقص البحر
غروبه جميل
فجره جميل
أيامه ربيع السنين
أغنيته سفر في ناي
هاهو يغني الحياة للحياة
رسم الأصيل
رجوعًا بعد ذهاب
على رصيف أيامه
تغنى الفرح
وكل كلامه
لون أبيض
وتغريده عصافير
هاهو الموت
يقتله بأمل الحياة
***
سفر في نجمة
سارت بي النجوم
أزاحت لي أقلام نور
مداد روحي
زرقة بحر
أنا ملك فرح
في سدرة الطيوف والكلمات
لم يعد يملكني الحزن
هاته الدموع
جواهر الله فمن يلتقطها
هاته القصائد
من يقرأها حتى يعود الأنبياء
وحدي
أرى جرحي يتكرر
ألج خيمة الروح والشمس
ألتقي ملائكة الفرح
فأرى من جديد
هذا الشجر
يأتني ليلاً يغني
وينثر وجهه القمر
قصيدتي رياح فرح
ومدادي قلب
وليل سهر
عودوا أيها الشعراء
فالأرض خراب
باسم السماء
نجمتي بعيدة
وصوتي مسافة وأغنية ليل
هأنا ذا أقرأ كلمات موج
وطلاسم الرمل
لأصير حكيمًا لا يقتل الحياة
اكتبوا كلماتي بقلوبكم
وانهلوا من ينابيع ألوان
عله
ينطق بالحياة حجر
لا تسفكوا الدماء
فهي روح السماء
لم هاته الأرض
قتلت السماء
سأصعد حينها
لأفرح
وأغني قصيدة للقمر
***
أشجار النهار
سافرت
خلسة في حرف الماء
تجولت في حديقة كلامه
رأيت شجر الماء
في قلب حكيم
شفافة هي الرؤية
أحرث حقل الصمت
أزرع أشجار النهار
صراخ صمت
يكتب لي قصيدة
أجالس نجم
على مائدة الإله
نقرأ الإنسان
أرى كيف يكتب الحجر
نفسه ويتماهى في الهواء
لحظتي أحياها مرتين
مرة بعين الفناء
ومرة بعين الخلد
***
صلاة الإنسان
تسلقت
شجرة الماضي
ولعنت حاضري
حاضري واحة ماء
وسفر نحو الغد
تغنيه نجوم بضوئها
لكنني مذ ولدت
تسلقت شجرة الماضي
أقطف ثمارها
أستظل بظلها
وأسقيها بماء الماضي
قتلت المستقبل. أرحل
إلى صحراء الزمن
وجه الموت صرت
أمنع الماء عن الماء
ولا يرويني إلا الدم
أنا ذاك الكائن الخرافي
الذي يخلق ربه
كيفما شاء وأنى شاء
قال حكيم تمرد
كن نبي نفسك
إذًا، أنْ حي على الحياة
وصل صلاة الإنسان
***
شعلة
من ماء
غد هناك
وعيون تسال
لن تجد الجواب
تعرف فقط
أنه لا يعود.
جمعت
النار والماء معًا
لذا لم أحترق
ولم أغرق
في سفر
نحو بدايتي
بدايتي خالدة
وردتي امرأة غادرتني
فتحت مغاليق
أسراري
التي لن أقرأها
أمضي قدمًا
أنثر أشيائي الجميلة
لأغيب وأعود
يبحث عني الزمان
فيجدني قابعًا
في لحظة
***
رسول الشعر
عصافير تسافر كل لحظة
تحط على البحر
تكتب قصيدته
يأتي نبي
يقرأها يتبعها
يصير رسولاً للشعر
***
ترنيمة
يا روح الروح
طريقك زيَّن الجدران والمدينة
مشى في الشوارع
وكلمة الحياة
كتبتها أرواح سافرت في الغياب
***
موت عصفورة
غردت عصفورة
والموت
من تحتها ومن فوقها
تغرد خائفة
كانت تحلم بفرح لن يأتي
هربت منها الأيام
لم تجد شجرها
الذي تأوي إليه
كانت أغنية موت
تسير نحوه ببطء
والليل يسدل ظلامه
كيف ستبقى على قيد الحياة
تتساءل
أخبرها ملاك غيب
عن سكين موتها
وعن الدم الأحمر
لم تبالي
فالأيام قد ماتت
فلم البقاء
ما جدوى الحياة
والأحبة قد ذهبوا
ماتت قاعدة
والسكين على رقبتها
كديك تخضبت
تمرغت في التراب
ثم صمت الحياة
هذا هو الموت
ما زال الحزن بعدك يكبر
والشمس تغرب بعدك
في عز النهار
لا الفجر فجر
ولا الصباح صباح
فقط صورتك
على الجدار
أو على الكنبة
حيث تموت ابتسامتك
عصافير موتك
تجوب السماء
تلون الغروب
وتنشد حزن الرحيل
هاهو البحر
يلبس لون الموت
أقرأ موجه بعيون الموت
والفصول أضحت
بعدك كلها موت
هناك انتظريني
فأنا قادم إليك
بقصائدي
أتلوها على قبرك
حروفها بعض من دمك
على تلال رحيلك
أبني خيمة البكاء
كانت هنا ثم رحلت
ترتسمين
ذكرى في صمت اللحظات
في وهج مصباح
في رحاب غرفتك
يقبع طيفك
يمينك نور حرف
ويسارك ربيع حياة
يا متألقة بموتك
يا شهيدة انتهت
قصيدة دم.
(إلى روح نادية جحنيط المغتالة في تيزي وزو على يد
الدمويين)
***
في لجة الزمن
أنتظر
رجوع الشمس
أرسم نجمتي
بضوء قمر
أسافر
في غياهب شفافة
يكسوني ضباب
ألج إلى زمن الزمن
أصير ماء الماء
عصافير غروب
تقرأ حروف مصابيح
تظهر
من خلف زجاج
ونباح كلب
يوحي
بحياة لحظة
*** *** ***
