كلماتٌ منك لكَ أنتَ

 

محمد علي عبد الجليل

 

غيْـرُكَ أنتَ.

غيْـرُكَ وعيُـكَ.

وعْيٌ أنتَ. الوعْيُ اللهُ.

وما تظنُّهُ أنتَ ليسَ أنتَ.

ما تظنُّهُ أنتَ ليسَ سِوى صُوَرٍ وخيالاتٍ،

ليسَ سوى أقْنعةٍ وقَناعاتٍ

عنكَ أنتَ.

لا تخلِطْ بينكَ أنتَ وبينَ صُوَرِكَ،

بينَ وهمِكَ وبينَ حقيقتِكَ.

ما تظنُّهُ غيْرَكَ ليسَ سِوى أنتَ.

أنْتَ أنَا. أنا أنْتَ.

أنا مَنْ أهوى، ومَنْ لا أهوى أنا.

إنْ طعَنْتَ غيْرَكَ أتَتِ الطعنةُ فيكَ ولا تدري.

وإنْ طعنَكَ غيرُكَ لا يطعنُ سوى نفسِهِ.

"ولا يَحيقُ المكرُ السَّـيِّئُ إلا بأهلِهِ."

مَنْ يؤذيكَ لا يؤذي سوى صورتِكَ الزائلةِ ونفسِه.

"لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يؤذيَكَ ما لمْ تؤذِ أنتَ نفسَكَ."

لا يضرُّكَ أحدٌ إلا بإذنِكَ أنتَ.

لو صلبوكَ لا يصلبون إلا الصورةَ، أيِ الشَّبَهَ.

"ما صلبوه ولكنْ شُـبِّـهَ لهم."

صلبوا صورتَهم عنه وما صلبوه.

صلبوه وما صلبوه.

افهَمْ أنَّ ما تراهُ وتسمعُه ليسَ غيرَك أنتَ، بل هوَ "أنتَ أنتَ" في مرآةِ العالَم.

تخلَّصْ أنتَ مِنَ الصورةِ تتألَّهْ.

اخلعْ قمصانَكَ وتسلَّقْ.

ذقْ حلاوةَ مرارةِ الصليب وحَلِّقْ.

فالخلاصُ خلاصُكَ أنتَ وحدَكَ.

ولا خلاصَ إلا بالصليبِ، صليبِكَ أنتَ وحدَكَ.

"موتوا قبلَ أنْ تموتوا" تُكتَبْ لكمُ الحياةُ.

إذا كنتَ تظنُّ الصليبَ قصاصًا فاعلمْ أنه لا يقعُ سوى على صورتِكَ.

وإذا كنتَ ترى الصليبَ خلاصًا فاعلمْ أنه كذلك.

لا أحدَ يُخَـلِّصُكَ. لا أحدَ يُـحرِّرُكَ، ولا الحقُّ حتَّى.

تحرَّرْ أنتَ مِنْ أغلالِ صُوَرِكَ ومن أصفادِ ذهنِكَ.

تحرَّرْ مِنْ صُوَرِكَ عن الألوهةِ تنكشِفْ لكَ.

إزِحِ الصورةَ ترَ المصوِّرَ.

اترُكْ تغتنِ.

كنْ شجاعًا ولا تُطالِبْ.

كنْ شجاعًا ولا تُحارِبْ.

كنْ شجاعًا ولا تُدافِعْ.

كُنْ شَديدًا ولا تُصارِعْ.

"ليسَ الشديدُ بالصرعةِ..."

كنْ شجاعًا وَفِـرَّ مِنْ كلِّ سُلْطَة.

كنْ شجاعًا وتنحَّ عن الصورة.

جوهرُكَ أعظمُ من كلِّ صورة.

فافهَمْ إنْ كنتَ تفهمُ وتنَحَّ

"مِنْ قَـبْـلِ أنْ يأتيَ يومٌ لا بيعٌ فيهِ ولا خِلالٌ

لا مالٌ فيهِ ولا مساعدةُ صَدِيق،

يومٌ ليس فيهِ سِوى ألمٍ نفسيٍّ يفوقُ كلَّ حريق.

فافهمْ يا رفيقْ!

واسلُكْ طريقًا ليس كالطريق.

ما عمِلْتَه أنتَ لا يرتدُّ إلا عليكَ.

فاقرأْ إنْ كنتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ بقارئ.

وأنتَ تقرأُ هذه الكلماتِ اعلمْ أنكَ أنتَ كاتبُها وقائلُها.

وأمَّا الذي نُشِرَتْ باسْمِهِ فليس سوى جامعِها وناشرِها، وليس هُوَ سوى مرآةٍ لكَ أنتَ.

هي كلماتٌ منكَ وحدَكَ لكَ وحدَك لا لأحدٍ غيرِكَ.

الذي تظنُّهُ غيْـرَكَ ليسَ سِوى وعيِـكَ أنتَ.

الوعيُ اللهُ.

ونحنُ أوعيةُ اللهِ.

جميعُ البشرِ المتعدِّدينَ أبناءُ اللهِ الوحيدون.

"الخَلْقُ كلُّهم عيالُ اللهِ" الذي "هوَ همْ لا همْ هوَ".

هذه كلماتٌ نَزَلَتْ منكَ عليكَ لترفعَكَ إليكَ،

فامْدُدْ يدَكَ إذا شئتَ أنتَ لا أحدٌ غيرُك، ولا اللهُ حتَّى.

قيلَ: "كنْ جميلاً ترَ الوجودَ جميلاً".

أنتَ في الأصلِ جميلٌ.

ما عليكَ إلا أنْ ترى.

فأَلْـقِ عَنْ وجهِكَ الأقنعةَ واقْـنَعْ.

ولكَ في الوجودِ مرايا فلا تقْـتَـدِ بأحدٍ قَطْ.

وانظرْ في الوجودِ-الوعيِ. الوجودُ مرايا لوعيِكَ.

وأنتَ انعكاسُ انعكاسٍ.

وعيُكَ هو ما تراهُ من جمادٍ ونباتٍ وحيوانٍ وناسٍ.

فانْتَبِهْ وانْتَهِ!

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود