نصوصُ أزمة...
نسرين
الخوري
ظلم
إنسانٌ... يستخدمُ إنسانًا... لقتل إنسانٍ...
رغمَ اختلافِ التنوين
لكنها أبجدية ظالمة
تختصرنا جميعًا في جنسٍ واحد!!
*
دعاء
انتمائي لصخرةٍ من جبالِ الشام...
إلهي،
اغرسها عميقًا في هذا الثرى الغالي.
إلهي،
لا تجعلها حجرًا بيدٍ سوداء.
لا تمطرها بقطرةٍ
من غيمٍ أحمر قانٍ.
إلهي،
الفحها بنسيمِ الحريَّة الشافي
خافقًا، فقط، بأجنحةِ حمامِ السلام.
*
تفاؤل
أشعةُ هذا الصباحِ الجميل
توسوسُ لي،
تغريني،
أن أهربَ من التفكير المضني
وأحتسي فنجان أملٍ منعش
يوقظني
لأفكرَ بشيءٍ جميل
وأتعلَّقَ به
كحلم ِيرقةِ الربيع
بأجنحةٍ براقةٍ، بهيّة.
قد لا تتحققُ ألوانُ الأمنيات
لكن فراشتي،
في النهاية، ستطير.
*
طفرة
تحدثُ في الطبيعةِ كثيرٌ من طفراتِ الخلق
وعليَّ أن أتقبَّل
تشوّهَ جنين يرقة...
... بأن يبرزَ له
في منبتِ الأجنحة
أربعةٌ وأربعون رِجلاً.
ولكن،
تغدو المهمة أصعب
في أن أقنعَ نفسي
بأنَّ اختلافَ طريقِ الكائنات
سيفضي بها
إلى ذات المصير.
*
تصويبٌ لغوي
في ساحةِ المؤامرات
الفاعلُ ضميرٌ مستترٌ دائمًا
وكلُّ ما هو صريحٌ وظاهر
مفعولٌ بهِ حتمًا
أو مفعولٌ فيه
أو ربما معه
مفعولٌ بالمطلق ِوكفى.
عفوكم مجلسَ لغتنا العربيةِ الكرماء:
ألا يجبُ أنْ نحذفَ صفةَ الضميرِ عن كلِّ مستتر؟؟
أليس أحرى أنْ نستبدلَ صيغةَ الشعوبِ بالمشعوب؟؟
*
قنبلةٌ موقوتة
أنْ تصمت
يعني أن تصبح َقنبلةً آيلةً للانفجار
في أيَّة لحظة
تتشظى في الداخل آلافَ الجمرات
وحدها خلايا جسدكَ دريئةٌ مهيَّئة
فالفوهةُ الفطرية للبركان
مكبَّلة
بآلاف الاعتباراتِ والرقابات
ويخشى أنكَ لن تصمدَ طويلاً
حتى تصل فورةُ الجنون جدارَ الرأسِ
وتطيحَ به بعيدًا.
لكني أطمئنك
لن تتألمَ كثيرًا
فجحافلُ هشيمِ الصمت
قد مرَّتْ على نبضِ القلب
وكوته أولاً.
*
متاهة
قد وقعنا في بهو المتاهة.
أسلمُ الطرقِ طويـــــل...
أهونُ الطرق معتمٌ... ظالم
أقصرُ الطرق شائكٌ... أليم
لذا...
لا نملكُ إلا الفسحةَ المتبقيَّة
زرقاء، رمادية،
أو سوداء.
لنرفعَ رؤوسنا نحوها
ونتضرَّعَ إلى السماءِ... ونصلي.
*** *** ***