|
علم نفس الأعماق
السائل: ليتني أجد نفسي، فجأة، في عالم مختلف تمامًا، رفيع الذكاء، سعيد، ذي حسٍّ عظيم بالمحبة. أود أن أكون على الشاطئ الآخر من النهر، لا أن أضطر إلى قطع طريقي جاهدًا، سائلاً الخبراء أن يدلوني على الطريق. لقد جُبْتُ العديد من أنحاء العالم المختلفة، ونظرت إلى مساعي الإنسان في مختلف مجالات الحياة. لا شيء جذبني إلا الدين. وإني مستعد لأن أفعل أي شيء للوصول إلى الشاطئ الآخر، للدخول إلى بُعد جديد ورؤية كل شيء كما لو للمرة الأولى بعينين صافيتين. أشعر شعورًا قويًّا جدًّا بأنه لا بدَّ من وجود اختراق مفاجئ لكل بهرجة الحياة هذه – لا بدَّ من وجوده!
يقول طاغور: إن قصيدة كومارا – شامبهافا، بكاملها، تروي لنا قران الحب الأزلي وتضحيته وكماله، الذي تترقبه الآلهة بلهفة. إن فكرتها الأساسية عميقة وصالحة لكل الأزمنة، فهي تجيب على السؤال الوحيد الذي تطرحه الإنسانية بكل قواها: "كيف تخلق البطل، الكائن المقدام الذي يستطيع تحدي وقهر الشيطان الذي يكتسح ملكوت السماوات؟" إن مغزى هذه الإجابة هو أن سبب الضعف يكمن في الحياة الجوانية للنفس. إن هذه الحياة على شيء من قطيعة التناغم مع الخير، وإنها في بعض التفرق مع الحق. تخبرنا القصيدة في مطلعها أن الإله شيفا، الخير، قد بقي ضائعًا لوقت طويل في عزلة تقشفه الأنانية، منفصلاً عن الحياة الواقعية. وحينذاك ضاع الفردوس. لكن قصيدة كومارا – شامبهافا هي قصيدة الفردوس المعثور عليه ثانية. أما كيف عُثِرَ عليه، فقد كان ذلك عندما ربحت ساتي، روح الحقيقة، قلب شيفا، روح الخير، بالإماتة والمعاناة والتوبة. وهكذا، من اتحاد حرية الحقيقي مع انضباط الخير، وُلِدَت البطولة التي ستحرر الفردوس من شيطان الإباحة.
- "أما قرأتم، أن الخالق، من البدء، خلقهما ذكرًا وأنثى؟ وأنه قال: يصيران كلاهما جسدًا واحدًا؟" (متى 4:19-5) - نعم، قرأنا، ولكننا لم نفهم. هنا يكمن سرُّ الجنس على نحو دقيق. توجد في الجدار المنيع، الذي يفصِل الإنسان عن الله، نافذة وحيدة فقط، وهي الجنس. والإله نفسه قد فتحها في لحم الإنسان، وأغلقها من جديد باللحم أيضًا. وفي مقدونا أن نلقي نظرة من هذا العالَم إلى الآخر، فقط من خلال هذا اللحم الشفاف ككريستال نافذة نقيٍّ. |
|
|