|
إيكولوجيا عميقة
المنزل الموجود في شارع أوكسفورد 1019، هو واحد من منازل بيركلي، كاليفورنيا، التي يود المرء رؤيتها من الداخل: بناء خشبي من بدايات القرن الماضي يتوضع في حديقة وافرة. مشربية مدورة خلف نافذتها يخمِّن المرء وجود مقعد مريح يطل على خليج سان فرانسيسكو. في المدخل تقف سيارة تويوتا بريوس أُلصق على نافذتها الخلفية ملصق: "مركبة منخفضة الانبعاث". ملصق آخر يعلن عن انتخاب اوباوما. في أعلى الدرج تقودك شرفة خشبية مغطاة إلى الباب الرئيسي. إعلانات أوباما هنا أيضًا، وعليها ملصق صغير: "لقد صَوَتُ". يستجيب المضيف بسرعة إلى صوت المقبض النحاسي الكبير: فريتيوف كابرا يدعوني إلى شرب الشاي في غرفة الزاوية. الفيزيائي، الفيلسوف، نصير العصر الجديد، المفكر الأخضر، الكاتب، الناشط – سيرة حياة هذا النمساوي تقدم الكثير للمناقشة. عُرف فريتيوف كابرا في عام 1975 عبر كتابه الأول طاو الفيزياء الذي درس فيه الصلات والروابط المشتركة بين الفيزياء "الغربية" والتصوف الشرقي. لكن إنجازه الأكبر كان في عام 1983 عندما طالب في كتابه "الأكثر مبيعًا" نقطة الانعطاف بنقلة أنموذجية جذرية: الانتقال من الرؤية الآلتية النيوتونية للعالم إلى أسلوب حياة كُلاني وإيكولوجي. هذه الرؤية المنظومية – الشبكية – تهيمن على أعماله وكتاباته حتى اليوم.
هدت بضعة العقود المنصرمة اهتمامًا هائلاً بكل من حركة النساء والحركة البيئية. وقد حاجج كثير من مفكري النسوية بأن أهداف هاتين الحركتين مترابطة ومتبادلة التآزر. ففي المآل، كلاهما يتضمن تطوير نظرات إلى العالم وممارسات خالية من نماذج الهيمنة المنحازة ذكوريًا. وقد عبرت روزماري رادفورد رويثر عن ذلك في كتابها امرأة جديدة / أرض جديدة الصادر عام 1975: ينبغي أن تدرك النساء أنه ليس بالمستطاع تحريرهن ولا حلُّ الأزمة البيئية في سياق مجتمع ما يزال النموذج الأساسي لعلاقاته هو الهيمنة. فيجب عليهنّ توحيد مطالب حركة النساء مع مطالب الحركة البيئية بغية تصوّر إعادة تشكيل جذرية للعلاقات الاجتماعية الاقتصادية الأساسية والقيم المبطونة في هذا المجتمع [الصناعي الحديث]. ومنذ أوائل السبعينات دافع الكثير من النسويين، وعلى الأخص النسويون الإيكولوجيون، عن الموقف الأساسي لرويثر: البيئة قضية نسوية. |
|
|