|
الجهر بالحقيقة
المثقف العام كثيرة هي الكتب التي تتناول المثقف ودوره، لكن ما يميز صور المثقف لادوارد سعيد أن الثقافات والبلدان والأزمنة تلتقي جميعها في هذا الكتاب لتقدم لنا مقاربة شاملة، لا تتردد في أن تدخل في حوار معمق مع مختلف النظريات والتعريفات التي تتناول فئة المثقفين، ولتحاول أن تلخص رؤية أحد أهم مثقفي القرن العشرين لمكانة المثقف ودوره.
عندما عرضت آن وايندر من هيئة الإذاعة البريطانية على ادوارد سعيد أن يقدم سلسلة محاضرات "ريث" العريقة لعام 1993، والتي افتتح برتراند راسل سلسلتها في العام 1948، كان البروفسور سعيد في بداية معاناته مع مرض السرطان، ولكنه كان في أوج عطائه الفكري وفتوحاته العلمية ومعاركه السياسية. حتى ذلك الوقت لم يكن سبق لأستاذ الأدب المقارن في جامعة كولومبيا أن تناول المثقف ودوره بالبحث والتحليل المعمق، وإن لم يكف منذ أمد طويل عن ممارسة دوره كمثقف نقدي لا يكتفي بمزاولة مهنته الأكاديمية كباحث وأستاذ محاضر، بل يوظف معارفه وثقله الرمزي في إبداء الرأي في الشأن العام واتخاذ المواقف السياسية الجريئة والمكلفة. من هنا فإن سلسلة هذه المحاضرات التي ظهرت في ما بعد في كتاب بعنوان Representations of the intellectual تنبع أهميتها ليس فقط من كون صاحبها ذا معرفة موسوعية نادرة ومنهج علمي صارم واطلاع عميق على تجارب المثقفين ومعاركهم في مختلف بلدان العالم، ولكن أيضًا من كونه هو نفسه واحدًا من أهم المثقفين النقديين والذي بقي إلى آخر يوم في حياته يجهر بالحقيقة المرة في وجه السلطات كافة، ويدفع بسبب ذلك أفدح الاثمان. لم يتسلق ادوارد سعيد على ظهر أي من القضايا العالمية العادلة، وفي الأخص قضية فلسطين، بحثًا عن الشهرة والتكريس. ولم يقتنص مكانته الأكاديمية الرفيعة بسبب مقالات سياسية عابرة. ولم يرسخ أقدامه في قلب المؤسسة الجامعية الأميركية كأستاذ إكزوتيكي متخصص بشؤون العالم الثالث. بل إن هذا الشاب الآتي من المشرق إلى أهم جامعات الولايات المتحدة الاميركية، برنستون وهارفرد فكولومبيا، درس الأدب المقارن وتخصص بالأدب الإنكليزي ودخل بفضل أطروحته للدكتوراه عن جوزف كونراد إلى عالم التدريس في جامعة كولومبيا النيويوركية وكان من أوائل الأساتذة الجامعيين الذين أطلعوا الوسط الأكاديمي الأميركي في نهاية الستينات من القرن المنصرم على أبحاث المفكرين الفرنسيين من أمثال ميشال فوكو وجاك دريدا وجيل دولوز. كما أن أبحاثه ودراساته لم تقتصر على حقل الأدب المقارن بل تجاوزته إلى حقول معرفية متعددة في مجال العلوم الإنسانية استطاع أن يجمع بينها ضمن منهج نقدي صارم يؤسس على الاختلاف، ما هو مشترك وأنسي. أما اهتمامه الأكاديمي اللاحق بالمشرق العربي فجاء متأخرًا نسبيًا من خلال صدمة هزيمة الـ1967 وحرب 1973 وما أظهرته من ردود أفعال متحيزة لإسرائيل ومعادية للعرب في أميركا والغرب بشكل عام. نستطيع القول إن كتابه الشهير الاستشراق (1978)، ولد من رحم هذه التجربة وإن كان يمثل استمرارًا وتطويرًا لمشروعه المعرفي الذي بدأه بكتابي جوزف كونراد ورواية السيرة الذاتية (1966) وبدايات: القصد والمنهج (1975). لم يكن كتاب الاستشراق كشفًا معرفيًا أماط اللثام عن الصلة الوثيقة التي تربط العلوم الاستشراقية بالمشروع الكولونيالي خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فحسب، ولكن كان ذات وقع سياسي هائل لكشفه إعادة إنتاج البنية المعرفية الموروثة للاستشراق داخل الدراسات الأكاديمية المعاصرة والخطاب السياسي والإعلامي الغربي السائد. وعليه فإن بداية دخول ادوارد سعيد إلى عالم السياسة كمثقف لم يكن فقط من باب اتخاذ المواقف السياسية التي يسمح له بها موقعه الجامعي الرفيع، ولكنه جاء من خلال التأثير السياسي لدراساته الأكاديمية الرصينة والتي بحكم موضوعيتها وجديتها وعمقها النقدي أحدثت صدعًا هائلاً في مسلّمات الدراسات الاستشراقية وعرّت العلاقات المستترة بين المعرفة والسلطة والتي كانت تستمد قوتها من كونها خفية وغير مدركة. وإذا كانت المكانة العالمية التي حظي بها ادوارد سعيد في اعقاب كتاب الاستشراق ستسمح لمداخلاته في الشأن العام ولمواقفه السياسية أن تحظى باهتمام أكبر، فإن أهمية هذه المواقف تنبع في الدرجة الأولى من كونها تحمل الحس النقدي الذي ميز أعماله الفكرية. يقول ادوارد سعيد في كتابه صور المثقف (ص37): إن المثقف بحسب مفهومي للكلمة، لا هو عنصر تهدئة ولا هو خالق إجماع، إنما إنسان يراهن بكينونته كلها على حس نقدي، على الاحساس بأنه على غير استعداد للقبول بالصيغ السهلة، أو الأفكار المبتذلة الجاهزة، أو التأكيدات المتملقة والدائمة المجاملة لما يريد الأقوياء والتقليديون قوله أو فعله. ويجب ألا يكون عدم الاستعداد هذا، مجرد رفض مستتر هامد، بل أن يكون رغبة تلقائية نشطة في الإفصاح عن ذلك علنًا. بمثل هذا الحس النقدي سيتسلح ادوارد سعيد، لا دفاعًا عن المثقفين، لكن محاولة منه لفهم الدور التحرري لقلة منهم ونقد سوء استخدام بعضهم للسلطة (سلطة المثقفين) وتعرية خيانات البعض الآخر. صور المثقف ينطلق تصور ادوارد سعيد المجمل للمثقف من كونه منفيًا وهامشيًا وهاويًا وخالق لغة تحاول أن تقول الحقيقة في وجه السلطة. فصورة المثقف لدى سعيد لا تكتمل بدون دعامتين اثنتين هما: أولاً الانشقاق عن كل ما هو إتباعي ومبتذل ومكرس ومجمع عليه. وثانيًا الانحياز الدائم إلى جانب المضطهَدين (بفتح الهاء) والتزام معايير الحق الخاصة بالبؤس الإنساني. ونستطيع القول إن مجمل حياة ادوارد سعيد قامت على هاتين الدعامتين، اللتين دفع في سبيلهما أفدح الأثمان سواء تعلق الأمر بدوره وموقفه داخل المجتمع الأميركي، أو بمكانته وآرائه داخل المجتمعات العربية.
يناقش ادوارد سعيد العديد من التجارب والنظريات التي تناولت دور المثقف وعلاقته بالمجتمع والسلطة، ويحاول أن يتلمس من خلال نظرة تاريخية شاملة أهم المراحل التي ساهمت في توليد هذه الفئة من الناس التي باتت تعرف اليوم باسم "المثقفين". ويستدعي لذلك أسماء وتجارب من قارات وثقافات مختلفة ساهمت كتاباتها وآراؤها ومواقفها في بلورة هذه الفئة. فنراه حينًا يتحدث عن فلوبير وروايته التربية العاطفية وعلاقتها بثورة 1848 في فرنسا التي وصفها المؤرخ البريطاني الشهير لويس نامير بثورة المثقفين. ويعرج على أزمة الضابط الفرنسي اليهودي درايفوس في بداية القرن العشرين وموقف زولا الشهير منها، ويدخل في نقاش معمق لكتاب جوليان بندا خيانة المثقفين المكتوب من وحي هذه الأزمة. كما يتناول مفهوم غرامشي للمثقف العضوي ومصطلح ميشال فوكو عن "المثقف الاختصاصي"، ويعرض لآراء برتراند راسل وجورج أوريل ونعوم تشومسكي عن اللغة وسطوة بعض أحكامها المسبقة على فكر المثقف، وينتقد ذكورية جان بول سارتر ويفرد صفحات جميلة جدًا لفرجينا وولف ونقدها للقيم الذكورية، ويعرج على فرانز فانون ومثقفي العالم الثالث، كما أنه يستحضر أعمدة مدرسة فرانكفورت من والتر بنيامين إلى تيودور أدورنو. وبالطبع لا ينسى الثقافة العربية والإسلامية ويذكر على الخصوص أدونيس وعلي شريعتي وكمال أبو ديب وغيرهم ممن يعكرون استفزازيًا سكون التقاليد الآمنة في علياء حرماتها. في جولته بين الأسماء والثقافات يحاول ادوارد سعيد أن يؤكد استقلال المثقف في وجه كل أشكال السلطات وما تمارسه من وصاية واتباع وتدجين. ولكنه في الآن نفسه يتساءل ما إذا كان ممكنًا على الإطلاق وجود المثقف الفرد كصوت مستقل تمامًا. في رأيه فإن ثمة خطورة في تمثيل المثقف الفرد كمثال بالغ حد الكمال، أشبه بفارس متألق، طاهر ونبيل جدًا إلى درجة تبعد عنه الشبهة المادية، إذ لا أحد يقدر على اجتياز امتحان كهذا. ففي النهاية يقول ادوارد سعيد: كل إنسان يسيطر عليه مجتمع ما، مهما كان المجتمع حرًا ومنفتحًا، ومهما كان المرء بوهيميًا. ومن هنا أهمية تأكيد هامشية المثقف ونزعة الهواية لديه مما يسمح له بالابتعاد عن الاحترافية الروتينية والتخصص الضيق وأخطار الانجراف إلى أحضان السلطة. ويساعده ذلك أيضًا في توسيع هامش المناورة ويسمح له بطرح الأسئلة الصعبة ويزيد من استقلاليته في وجه السلطات. فبحسب ادوارد سعيد يمكن حيوية المثقف كهاوٍ دخول الروتين الحرفي المحض الذي يمر فيه معظمنا، وتحويله إلى ما هو أكثر إثارة وراديكالية بكثير، وبدل أن يفعل المرء ما يفترض به أن يفعل، يستطيع أن يسأل لماذا يفعل الذي يفعله، ومن يستفيد من هذا العمل، وكيف يمكن إعادة ربط ما يعمله بخطة شخصية وأفكار جديدة مبتكرة. المثقف النقدي أول ما تتجسد نزعة الهواية والاستقلالية لدى المثقف، في قدرته على خلق الظروف التي تسمح له بقول الحق في وجه السلطة وفي استعداده لتحمل عواقب هذا الموقف. يقول ادوارد سعيد: إن قول الحق في وجه السلطة ليس مثالية مفرطة في التفاؤل: إنه تأمل دقيق في الخيارات المتاحة واختيار البديل الصالح، ومن ثم تمثله بذكاء أينما يمكن اعطاء النتيجة الفضلى وإحداث التغيير الصائب. وهذا هو بالضبط ما فعله ادوارد سعيد في نقده الشديد للسلطة الفلسطينية واتفاقات أوسلو، إذ استقال من المجلس الوطني الفلسطيني وحذر من عواقب أوسلو الرهيبة على الشعب الفلسطيني، الأمر الذي ثبتت صحته في الذي نراه اليوم يجري أمام أعيننا في الأراضي المحتلة. وقد جر هذا الموقف على ادوارد سعيد انتقادات شتى واتهم بتشجيع التطرف ومعاداة السلام، لكنه بقي مصرًا على موقفه المبدئي الذي أثبت الزمن صحته. يقول سعيد في نقده المثقفين الذين يأنفون الإنغماس في السياسة: لا شيء في نظري يستحق التوبيخ أكثر من تلك الطباع الذهنية للمثقف التي تغري بتجنب المخاطر، أي الابتعاد عن موقف صعب ومبدئي تدرك أنه صحيح، لكنك تقرر ألا تتخذه. ويؤكد سعيد أهمية أن يتوافر المجال للمثقف ليقف ويرد على السلطة بفظاظة، لأن التبعية العمياء للسلطة في عالم اليوم هي أحد أفدح الأخطار التي تهدّد كينونة حياة فكرية أخلاقية نشطة. ولكنه يؤكد في الوقت نفسه أن تصدي المرء لهذا الخطر بمفرده أمر صعب، ومن هنا نستطيع أن نفهم حرص ادوارد سعيد على أفضلية أن يتم تدخل المثقفين في الشأن العام وتصديهم للسلطة، بشكل جماعي. وهذا ما جسده ادوارد سعيد في أواخر حياته من خلال انضمامه إلى "المبادرة الوطنية الفلسطينية" ودعمه الفاعل لها. لكن تصدي المثقف للسلطة السياسية لا يعني استقالته من ممارسة دوره النقدي في مواجهة المجتمع وحتى في مواجهة جمهوره الخاص. يقول سعيد: أقل ما يجدر بالمثقف عمله أن يكون همه إرضاء جمهوره: فالعبرة الأساسية برمتها أن يكون محرجًا، ومناقضًا، بل حتى مكدرًا للصفو العام. وعليه نستطيع أن نفهم جرأة ادوارد سعيد ونبله الأخلاقي وهو يدين بشدة العمليات الانتحارية الفلسطينية ويشجع الحوار مع المثقفين اليهود المعادين للصهيونية ويوجه انتقادات لاذعة للحركات الإسلامية ويعري الخطاب القومي من شوفينيته البدائية. فالمشكلة الجوهرية هي في كيفية التوفيق بين هوية المرء وحقائق ثقافته ومجتمعه وتاريخه، وبين واقع الهويات والثقافات والشعوب الأخرى. ومن غير الممكن أبدًا تحقيق هذا الأمر بمجرد الاصرار على تفضيل المرء لما هو أصلاً له. فالخطابة الحماسية عن أمجاد ثقافتنا نحن أو انتصارات تاريخنا نحن، لا تستحق طاقة المثقف. وإذا كان ادوارد سعيد من الأصوات القليلة التي ترتفع عاليًا داخل الولايات المتحدة لإدانة ممارسات اسرائيل العنصرية من قتل واستيطان وتدمير منازل ومعسكرات اعتقال وطرق التفافية، فإنه لم يكف يومًا عن إدانة انتهاكات حقوق الانسان في بلده الثاني أميركا ونقد نخبتها الحاكمة والتشهير بالخبراء المحترفين وأشباه المثقفين المنتشرين في كل مراكز القرار الأميركي. لكنه مع ذلك ظل يلوم المثقفين العرب والجامعات ومراكز صنع القرار العربي لتقصيرها الفادح في معرفة دواخل المجتمع الأميركي وعجزها عن نسج علاقات متينة مع العديد من القوى والفئات الأميركية القادرة على تفهم القضايا العربية ومساندتها. الآلهة التي تفشل يخصص ادوارد سعيد في كتابه صفحات رائعة للحديث عن نماذج المثقفين الذين بدأوا مسيرتهم الفكرية بالمزايدة من أقصى اليسار عندما كانت تلك المزايدة تجارة رابحة. ها هي اليوم تنتقل إلى المزاودة وبنفس الحدة من أقصى اليمين لأن هذا أصبح رائجًا اليوم. يقول سعيد: في الوقت الحاضر إن التشديد على التأثير البغيض بوجه خاص للتحول والتخلي عن المعتقد، وكيف يخلق تباهي صاحب الشأن علنًا بالموافقة وبالردة اللاحقة نوعًا من عشق الذات وحب الظهور لدى المثقف الذي يفقد الصلة بالناس المفترض أن يخدمهم... هذا بالإضافة إلى الخطر الشنيع لاعتبار المرء نفسه، ووجهات نظره، واستقامته الخلقية، ومواقفه المعلنة، الأكثر أهمية. ولأن قراءة شهادات الإله الذي فشل، من أولها إلى آخرها أمر محزن لي، أريد أن أسأل: لماذا آمنت وأنت مثقف بإله ما على أي حال؟ وفوق ذلك من أعطاك الحق كي تتصور أن إيمانك سابقًا، وخيبة أملك اللاحقة، مهمان جدًا؟ ويشير ادوارد سعيد إلى مثقفي العالم العربي في تتبعه لهذه الظاهرة. ويشرح بدقة ارتداد الكثير منهم بعد حرب الخليج بفضل أموال الدول النفطية الثرية ونفوذها. ويشرح آلية هذا الضغط الأهدأ والأكثر مكرًا الذي تمارسه هذه الدول على المثقفين بهدف فرض الامتثال عليهم، ويكتب في هذا السياق الآتي: حكومات عندها أموال كثيرة لتنفقها ولتعرض منها على الأكاديميين، والكتاب والفنانين، رعاية سخية. وتجلى هذا الضغط على نحو خاص في أثناء أزمة الخليج وحربه. فقبل الأزمة، كان يدعم العروبة ويدافع عنها على علاتها مثقفون تقدميون، يعتقدون أنهم يعززون قضية الناصرية والنبض التحرري المعادي للإمبريالية الذي جسدته حركة عدم الانحياز ومؤتمر باندونغ. وفي أعقاب احتلال العراق للكويت مباشرة، جرت عملية إعادة انحياز مثيرة للمثقفين. ولمح إلى أن دوائر بأسرها من صناعة النشر في مصر غيّرت مواقفها على نحو مفاجىء، كما فعل العديد من الصحافيين. وبدا أن القوميين العرب السابقين يتغنون بأمجاد المملكة السعودية والكويت، العدوتين المكروهتين ماضيًا، الصديقتين والراعيتين الجديدتين حاضرًا. والمرجح أن مكافآت مربحة عُرضت لإحداث هذا التحول الجذري في الاتجاه. هذه القدرة على الجهر بالحقيقة على رؤوس الأشهاد، وتسمية الأشياء بأسمائها، ستظل تلازمه إلى آخر يوم في حياته. رغم اشتداد المرض ومأسوية الأوضاع التي تعيشها منطقتنا والعالم بعد 11 أيلول، ظل ادوارد سعيد وفيًا لنموذج المثقف النقدي والمستقل الذي رسم خطوطه الرئيسية في كتابه صور المثقف. وقد تعرض أبان معركة احتلال العراق إلى حملة صحافية شنعاء من بعض المثقفين العرب المتأمركين بسبب مواقفه المناهضة للحرب ونتيجة نقده اللاذع لأحد رموزهم الأكثر إثارة للجدل، أعني كنعان مكية. لكن ادوارد سعيد لم يرتجف له جفن وظل يكتب وينقد ويحطم الأصنام والآلهة الكاذبة. الفكر التنويري والنقدي لا يموت بل يظل يشع دائمًا رغم غياب صاحبه، في حين أن آلهة الظلمات ستفشل حتمًا. *** *** ***
|
|
|