|
معـوِّقـات التَّنـويـر العَـربـي
1 التطور والتقدم مسار شامل يطال مناحي الحياة جميعًا، سواء الفكرية أو العلمية أو السياسية أو الاجتماعية أو حتى الفنية وغيرها. وما قد نراه من تقدُّم بعض المجتمعات على أحد المسارات الجزئية دون غيره أو أكثر يجب أن نتعاطى معه من خلال مفهوم "التفوق الجزئي" المرتهَن لظروفه الصحية الشرطية، وليس كتعبير عن تطور حقيقي وتحضُّر شامل للمجتمع نفسه. لنعد إلى الوراء قليلاً، إلى المجتمعات الأوروبية في أثناء المخاض التنويري وما سبقه من تلاحقات ثورية (بالمعنى الحقيقي للكلمة) غيَّرتْ في المفاهيم والعلوم السائدة والراسخة، حتى طالت مفاهيم من ضمن الإرث الأرسطي نفسه الذي نَمَتْ أجيالٌ وعاشت في كنفه وماتت إبَّان قرون طوال. جوبهت الثورةُ الصناعية، كما جوبه عصرُ "الأنوار" les Lumières، بالمعارضة والرفض والحرب من جانب المؤسسات التقليدية القائمة كلِّها، سواء الكنيسة أو الإقطاع أو البلاط الذي يحتضنهما ويتلاحم معهما في جدلية منفعة ولازمة بقاء. ولكن الغلبة في النهاية كانت للتطور، وذلك بسبب أنه كان منتَجًا أصيلاً، لا مستورَدًا أو مقتبسًا لتلك الشعوب ذاتها، استلزم، إلى جانب الإخلاص والإصرار، القابلية والاستعداد لتقديم التضحيات، سواء الجزئية أو الكلِّية (أي التضحية بالوجود الذاتي نفسه). وبالتالي، فإننا يجب دومًا أن ننظر للتنوير والتطور على أنه إفراز ذاتي للمجتمعات يتسق مع ظروفها واحتياجاتها وإشكالياتها المختلفة. وبالتالي، فإن من الضروري واليقيني أن ينجح ويستمر ويكتسح من أمامه أية عقبات أو ممانعات تجهيلية. فالتنوير سبيل إلى الوجود، وليس مجرد ترف أو "مغامرة وجودية"! على الجانب الآخر من الضوء، في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وبعد فترة ازدهار توصف بـ"الذهبية" قام فيها العقل العربي، إلى حفظ الإرث الحضاري والفكري للحضارة اليونانية وغيرها من الحضارات السابقة ونشره، للإسهام الفعلي والمساهمة المباشرة في مسار تطور البشرية، حدثت "الردَّة" الحضارية والتقوقع داخل الذات خلف قضبان المقدس والتحريم الفكري والسلطوي أيضًا، بينما كانت الشرارات النهضوية تندلع تباعًا في ما عُرِفَ بأوروبا "العصور المظلمة" Dark Ages. وعلى طول خطِّ الزمن، ومع تعاقُب قرون وأجيال، انحصرت المحاولاتُ التنويريةُ عربيًّا في بعض التجارب التي لم تَخْلُ من إغراء التقليد أو الاتِّباع، دون محاولة فهم حقيقي وأصيل لاحتياجات مجتمعاتنا المأزومة. وربما أمكن لنا استثناءُ مشروع محمد علي النهضوي من ذلك الحُكم لأسباب موضوعية يطول شرحُها، ولكن العقل العربي، بصفة عامة، بقي حبيس العديد من التحريمات والموانع والتصورات الدوغمائية التي ساعد على توحُّشها ومناعتها على التغيير اقترانُها بالسلطة، وبخطاب المقدس أيضًا، بما شكَّل حلقةً جهنميةً لم يفلت منها إلا القليل جدًّا من العقول الرائدة التي لم تَسْلَم هي الأخرى من الملاحقة أو المنع أو المصادرة أو حتى التكفير والتصفية المعنوية قبل الجسدية. لا يمكن لنا بالطبع إغفالُ دور حرص "الآخر" وإصراره على إبقاء تلك المجتمعات مرتهَنة لإرادته ومشيئته، بل وسعيه أحيانًا في التدخل المباشر لإفشال أية محاولة نهضوية حقيقية. وهذا لا علاقة له بأية "نظرية مؤامرة" conspiracy theory، بل هو فعل تاريخي مثبَت ومؤكد، لم ينفِه هذا "الآخر" نفسه، بل اعترف به، ومازال يعترف، من خلال اعتماده مختلف أنماط الهيمنة والسيطرة، سواء الاقتصادية أو السياسية، بل والفكرية حتى. لا سبيل أبدًا إلى إحراز أية نهضة علمية حقيقية سوى عن طريق تفعيل ثورة شاملة في مناحي الحياة كافة، وأولها المنحيان السياسي والاجتماعي. وهذا لن يتأتى بأية حال من الأحوال إلا عن طريق تعاظُم قيمة الحرية والوعي بضرورة التنوير بين وعي الأفراد، ليصبح وعيًا جمعيًّا لشعوب بأسرها، وليس مجرد إفراز "نخبوي" يتم تداوُله خلف الجدران المغلقة وعلى صفحات الأوراق الأكاديمية! هذه الثورة (الفكرية في الأساس)، وهذا الوعي الجمعي، لن يجدا طريقهما إلى النور إلا عندما يضطَّلع مفكرو هذه المجتمعات ومثقفوها بدورهم الحقيقي، بالتلازم مع ثقة بهم وبأهدافهم توليهم إياها الجماهير. 2 لدى استعراض سريع جدًّا، لكنه غير سطحي، لأهم أسباب عدم تمكُّن العقلية العلمية والنقدية من إيجاد تربة مناسبة لها في مجتمعاتنا العربية، يمكن لنا أن نلحظ الآتي: 1. يشير الواقع إلى أن الذهنية العربية، منذ فترة طويلة، تنحصر علاقتُها مع العلم الحديث في صورة المتلقي المنفعل، دون أن تسهم بنصيب فاعل ومباشر في مسار تطور تلك العلوم (وأقصد هنا المساهمة العملية الفاعلة في صنع العلم، النظري والتجريبي)، إلا في بضعة استثناءات، محكومة بظروفها الخاصة أيضًا (مثل أحمد زويل وقلائل غيره). 2. ضعف الإمكانات، أو بالأحرى عدم القدرة على توظيفها، على خلفية فساد حقيقي يطال غالبًا مؤسسات المجتمعات العربية كافة. 3. خصوصية الثقافة العربية ذاتها، التي تعتمد في جوهرها التلقين والحفظ، وليس التجريب والابتكار. وهنا يلعب التراث وسدنته الدور الأكبر في بقاء تسيُّد النموذج المقولَب لأنماط العلم. 4. هيمنة خطاب ديني، يتعارض في ثوابته مع أهم منجزات العلم الحديث، على أغلب المجتمعات العربية، سواء كمؤسسات سلطوية أو أفراد أو شعوب أو مؤسسات تعليمية حتى، كما في الكثير من المجتمعات المغلقة التي مازالت، إلى يومنا هذا، تقوم بإقصاء بعض فروع الفكر والعلم، بل وتحرِّم تدريسها! ولكن هل يجوز اختزالُ المشهد، في ما يتعلق بمعوقات التنوير العربي، إلى مجرد عوامل "قبْلية" a priori تصب في بوتقة خصوصية مجتمعية ما؟ في الواقع، يجب أن تكون الإجابة هي "لا" اتساقًا مع التنوير نفسه الذي يتأسَّس وينبني على الحراك وتشابك العلاقات. ما هي، إذن، أسباب غياب التواصل الجاد والفعال ما بين المثقفين والمفكرين، من جهة، وبين الشعوب والجماهير، من جهة أخرى؟ الواقع أن تلك العقبات أو "مناطق العزل" لا يصح أبدًا أن تُختزَل إلى اتهام مقولَب وسابق التجهيز لفئة دون أخرى، على خلفية مسلَّمة أن "الكل يؤثر ويتأثر". والحقيقة أننا نستطيع أن نخرج من نظرة تحليلية عميقة بثلاثة مسارات متقاطعة ومتداخلة في تفاعلاتها: 1. مسار داخلي نخبوي وهو قطعًا يتعلق هنا بالفئة الأكثر تعليمًا وتحصيلاً للمعارف المختلفة، أو مَن اصطُلِحَ على تسميتها خطأً بـ"الفئات المثقفة". وهي تشمل، في جملة مَن تشمل، الأدباء والمفكرين وبعض الساسة وبعض المشتغلين بالصحافة وغيرهم. تعاني تلك الفئة دومًا من شعور غريب مزدوج بالتميز والاضطهاد في آن معًا: التميز في ضوء حقيقة انفرادها بمكتسبات معرفية وخبرات خاصة لا تتوافر للجميع، فضلاً عن قدرتها على إنتاج خطاب مفارق له أدواته ومنهجيته الخاصة؛ بينما يأتي الإحساس بالاضطهاد (ويُستبدَل به أحيانًا اليأسُ أو السلبية) من "دور" تؤمن به تلك الفئات غير متحقق على أرض الواقع، بل يتم تحويله، بفعل ظروف وملابسات مجتمعية شرطية تتعلق بالمناخ السائد والتوجُّه السلطوي والتراثي، إلى سدنة مؤسسات رجعية أو دكتاتورية أو استهلاكية براقة المظهر، خالية من المضمون، بما يحيل الخطاب التنويري، في نهاية الأمر، إلى خطاب محاصَر سلطويًّا ومستهجَن شعبيًّا، أو على الأقل، متهَم بالتغريب أو عدم الواقعية. تلك المضادات العدائية الخارجية تفرز لنا غالبًا نُخَبًا مهمَّشة ومحطَّمة، وربما مذعورة أو في حالة عداء غير واعٍ لبيئتها الحاضنة (مجتمعها) التي هي في الأساس معنية بالنهوض بها. وتحدث المأساة عندما يتقوقع المثقف داخل نفسه أو أوراقه أو "شلَّته" النخبوية أو حتى داخل جدران حزبه أو موقعه الإلكتروني، ويتحول الفعل التنويري تدريجيًّا إلى متتالية "اجترار" وترديد، فما يلبث أن يخبو تدريجيًّا أو يكاد. تلك الخطيئة (الانعزال) يشارك فيها بالطبع الخطاب الثقافي عن طريق عدم القدرة على إنتاج وسائل جماهيرية للتواصل؛ بل إن العكس في الواقع هو ما يحدث: يتم الإصرار على خطاب "متعالٍ" نتيجة عدم شعور بالموائمة أو بالجدوى، وأيضًا نتيجة الإمعان في إحساس مدمِّر بعدم الثقة في الجماهير. 2. مسار جماهيري مغيَّب وهنا لا أعني فقط ما اصطُلِحَ على تسميته، تعاليًا، برجل الشارع "العادي"، – وكأنما المثقفين هم كائنات من المريخ "غير عاديين"! – بل أتحدث أيضًا عن فئات واسعة جدًّا من التكنوقراط وحاملي الشهادات العليا والمتوسطة، وعن الشخصيات العامة أيضًا، وبالطبع، عن أتباع التيارات الدينية، على اختلاف أنواعها ومذاهبها. يتراوح تلك الفئات الواسعة من الجماهير عاملان أساسيان هما البقاء والرفاهية: البقاء عن طريق إيجاد عمل ثابت بأجر كاف، ثم الحفاظ عليه، ثم الالتفات إلى الضرورات المعيشية الأخرى، من مأكل وملبس ومسكن وربما تكوين أسرة صغيرة؛ ثم يأتي كمرحلة تالية (وأحيانًا – للسخرية – متقاطعًا مع ما سبق) النزوحُ نحو اقتناص بعض من الكماليات أو مظاهر "الحياة الكريمة" التي تطن بها الميديا الاستهلاكية ليل نهار على وعيهم المرهق، سواء عن طريق الإعلانات التجارية أو تصدير نماذج عن أفراد المجتمعات "المخملية" (كالفنانين ولاعبي الكرة وغيرهم). وسط هذا الخضم والتلاطم المتلاحق، تتحول صورةُ المثقف، كفرد وكخطاب، إلى نوع من الخيالية أو النزق، وغالبًا الترف الفكري والوجودي. وبالتالي، إما أن يُقابَل المثقف بالسخرية أو الاستهجان وإما، في أحسن الأحوال، بالسلبية، أي الاكتفاء بصورة التلقِّي، حتى وإن صاحبَه فهمٌ ووعي. كلمة السر والمفتاح السحري هنا الضائع من غالبية النخب هو ضرورة أن يوضحوا لتلك الجماهير حقيقة أن هذا اللهاث وهذا التردِّي إنما هو نتيجة لـغياب الحريات والديموقراطية الذي يؤثر تأثيرًا حاسمًا متجاهَلاً على معظم الأزمات الاقتصادية والسياسية، التي يتم اختزالُها عمليًّا إلى صوغ خطط تنموية فاشلة أو مشاريع "تجميلية" لبُنى تحتية لا تقدِّم تنمية حقيقية أو فرصًا للعمل أو ترفع من مستوى الدخل أو المعيشة. يسود، إذن، مناخٌ من عدم الثقة المتبادل ما بين النخب والجماهير. وهنا نصل إلى المسار الثالث. 3. مسار خارجي سلطوي ورجعي يضرب هذا المزيج الشيطاني بأذرعه على ظهور الجميع، نُخَبًا وجماهير، سواء عن طريق الملاحقة والمصادرة أو إغراق الوعي في دوامة معيشة قد يتوقف بقاؤها على الاستمرار في عمل بسيط لشهور قليلة! ويخبرنا تاريخُ مجتمعاتنا العربية المعاصر بحقيقة مدهشة، وهي تحوُّل الخطاب السلطوي، في أغلب البلدان العربية، إلى التزاوج والمهادنة مع المؤسسات الدينية الرجعية من أجل محاولة اقتناص شرعية وشعبية مفقودتين على مستوى الجماهير، من خلال قدرة تلك المؤسسات على حشدها. وبالتالي، يجد المثقف نفسه ما بين مطرقة المُلاحقة الأمنية وسندان التكفير، أو على الأقل، الاستهجان الشعبي والاتهام بالنزق أو التغريب. هذه التزاوج أفرز نتائجه أيضًا عن طريق "تسييس" المؤسسات الدينية، لتصير مجرد أداة لتجميل وجه الحاكم القبيح. وبالتالي، صار هذا الوضع العبثي محصلةً لتسيُّد سلطات بلا ديموقراطية ومؤسسات دينية غير مستقلة. وبإضافة بعض أشكال "الديكور الحضاري" ومظاهره، كالأحزاب العرجاء ومثقفي السلطة المدجَّنين، يمسي المشهدُ فعلاً غاية في السوداوية ومبرِّرًا منطقيًّا لاستشراء مزيد من سرطانات عدم ثقة الجماهير في النخب. ولا تفوتني الإشارة إلى أن أغلب السلطات العربية تقوم باستخدام النفوذ الديني الرجعي استخدامًا فعالاً لإرهاب مَن يخالفها في الرأي أو يحيد عن مسار "القطيع" عن طريق التكفير أو التخوين. وهي ممارسة مزدوجة الربح: حيث إن تلك المؤسسات الدينية تضمن لنفسها دعمًا رسميًّا لإقصاء مَن قد يقض عليها مضجعها ويهدِّد مكاسبها. 3 التنوير ليس في حاجة إلى أبطال! دأب التصور التقليدي للمثقف أو القائد أو الزعيم (وممارسته في الأساس) على وضعه في صورة "القائد الثوري" الذي يدفع الجموع إلى الخروج والثورة من خلال كلماته الرنانة وقدرته على حشد أكبر قدر من الجموح الانفعالي، سواء عن طريق خلق ما يسمى بالرأي العام أو الثورة الفعلية. وهذا، على الرغم من جمالية مشهده، فقد أثبت دومًا – للأسف – أن مَن يشعل النار يكون آخر مَن يطال أصابعَه الحريق! بل ولقد كانت الجماهير غالبًا مطيةً لتحقيق رغبات أو نوازع شخصية، أو حتى نخبوية، هي في حقيقتها أبعد ما تكون عن احتياجات الجماهير المندفعة وتحقيق صالحها وأبسط مطالبها في حياة معقولة (ولن أقول "كريمة"). وقد عاينت بنفسي مأساة تجنيد بعض العمال البسطاء في قوائم حزبية، من دون علمهم حتى، لمجرد أن يستدرَّ المجنِّدون تقريظ قياداتهم على كفاءتهم في حشد الأفراد؛ ولك أن تتوقع ما حدث بعد أن اكتشف بعض هؤلاء الأمر في ما يتعلق بمصداقية الثوري الحزبي ذي النظارتين السميكتين والكلام المفخَّم! الجماهير واحتياجاتها هي القائد إن افتراض أن المثقف أو المفكر هو كائن ملهَم، يعي مصلحة الجماهير ويفكر عنها، لهو في حدِّ ذاته على تناقُض مع أهم مبادئ التنوير، وهو ضرورة الشجاعة في استعمال كلِّ فرد عقلَه، مهما قلَّ شأنه في الميزان الرأسمالي أو المعرفي. المطلب الرئيس من المثقف التنويري هو أن يجعل تلك الجماهير تفكِّر، أن تحيط بأبعاد المأساة وتستوعب لحظتها الراهنة، مسترشدةً بتجارب مَن سبقها من الشعوب، تمهيدًا لإنتاج معراج تحرُّرها الذاتي. المطلب الرئيس هو توضيح المناهج وعرضها، وليس تحديدها، والتحذير من المخاطر قبل التبشير بالمكاسب. فالأولى تظل كارثية عند التحقق، بينما الثانية، عند التعامل معها بلا موضوعية، تحيل مباشرة إلى تزييف الوعي والتلويح بجنَّة أخرى وهمية لا يفيق طالبُها سوى على العدم والخراب. أنا أطالب بالثورة وأسعى في سبيلها، أجل! ولكنها ثورة العقل قبل أن تكون ثورة الحناجر وتحطيم واجهات المحلات الأمريكية! ثورة الوعي عن طريق المعرفة الحقيقية، لا ثورة شعارات أحزاب وقيادات شاخت فوق مقاعدها ولا تنتظر إلا نملة سليمان حتى تسقط أمام مريديها جثة هامدة! ثورة إرادة يعي من خلالها الفرد، ومن ثمَّ الجماهير، القدرة الكامنة فيها على التغيير، وبأن صوتها هو مانح الشرعية الوحيد، سواء للحاكم أو للمثقف أو حتى لله! لذلك أعود، كسجين تعس في دائرة مغلقة، لأنتهي من حيث بدأت، وأقول إن الحلَّ والخلاص هو في تفعيل قيمة التنوير – كتعليم أولاً، ثم كوعي، ثم كإرادة وقدرة على الفعل الخلاق. *** *** *** [*] كاتب مصري.
|
|
|