|
علم نفس الأعماق
تُعتبَر ظاهرةُ الموت من الظواهر التي شغلت أذهانَ الناس والمفكرين منذ العصور القديمة والتي بات العلماء يدرسونها حاليًّا من وجهات النظر العلمية المختلفة (البيولوجية، الطبية، الفلسفية، الدينية، والپسيكولوجية). وقد توصلتِ البحوثُ الپسيكولوجية التجريبية والسريرية إلى بعض الحقائق الهامة المتعلقة بموقف الإنسان من الموت وبمدى متات ذلك إلى صحته النفسية والجسمية أيضًا.
إن المبدأ التطوري الذي يدفعنا إلى التفتح الروحي لا يستمد فاعليَّته من معطيات اللحظة الراهنة وحسب، بل ومن تأثيرات الماضي والمستقبل. فإذا شبَّهنا دراما حياتنا بنوع من السيناريو، فإن سيرتنا قصةٌ تتواشج فيها عوامل "كَرْمية" (نسبة إلى كرما) تعود إلى وقت سابق مع المؤثرات القصدية للممكنات المستقبلية. مثلها كمثل البلوطة، التي هي في آن معًا نتاج مؤثرات ماضية (قيود وراثية، بيئية، كيميائية، إلخ) ومؤثرات مستقبلية أو ممكنات بيولوجية مشفَّرة، تمثل حياتُنا وظروفُنا تشابُكَ مؤثرات ماضية ومستقبلية معًا، تشاهَد في الرموز البارزة من خبرات الحياة اليومية. وهذه تتفاعل في سيرورة ديالكتيكية، لتعيد حياكة الموروث من الـكرما الماضي في إمكانات الضرورات المستقبلية، وتدنينا بذلك أكثر فأكثر من إشراقة تحقيق الذات.
|
|
|