|
"لا
يوجد حبٌّ هانئ"
كلمة بمناسبة
ذكرى وفاة وتكريم
الأديبة
والمفكرة السورية–المكسيكية
إكرام
أريستيدي أنطاكي
أكرم أنطاكي
أيها
الإخوة، أيها الأصدقاء...
بهذه
المناسبة – مناسبة إحياء ذكرى وتكريم
الأديبة السورية–المكسيكية إكرام أنطاكي (دمشق،
9 تموز 1947 – مكسيكو سيتي، 31 تشرين الأول 2000) –
أتوجَّه بالنيابة عن عائلتها بجزيل الشكر إلى
المركز الثقافي الإسباني على تكرُّمه برعاية
هذا الحفل؛ كما أتوجَّه بالشكر إلى أصدقاء
الفقيدة الذين بذلوا الكثير من الجهد لإقامة
هذا الحفل وإحياء هذه الذكرى؛ وأيضًا – وخاصة
– أتوجَّه بالشكر إلى جميع الأصدقاء
والمعارف الذين تكبَّدوا عناء حضور هذا الحفل
– حفل تكريم الأديبة والمفكرة إكرام أنطاكي. *** Curriculum
vitæ
ولدت
إكرام في دمشق في التاسع من أيلول من العام 1947. والدها:
أريستيدي أنطاكي، موظف مصرفي بسيط؛ ووالدتها:
روزين العاقل، ربة منزل. أشقاؤها:
أكرم أنطاكي، مهندس؛ سمير أنطاكي، مريض مزمن؛
وريما أنطاكي، رسامة. أنهت
دراستها، من الابتدائية إلى الثانوية، في ما
كان يُعرَف بمدرسة الأخوات الفرانسيسكينيات
("دار السلام" حاليًّا). حازت
على شهادتيها الثانويتين السورية والفرنسية
في العام 1965. انتسبت
إلى جامعة دمشق، كلية الأدب الفرنسي، حيث قضت
ثلاث سنوات، غادرت بعدها سوريا إلى فرنسا. خلال
دراستها في جامعة دمشق كانت إكرام مناضلة
بارزة في حزب انتسبت إليه حين كانت ما تزال في
المرحلة الثانوية (العام 1963) عقيدةً ومبدأً
وهبتْهما، في حينه، كلَّ حياتها ونشاطها –
قبل أن يصدمها الواقع المحلي أولى الصدمات
العميقة، الأمر الذي دفعها إلى السفر. *** في
فرنسا التي وصلتها في العام 1969 قضت إكرام ست
سنوات درست خلالها الأدب المقارن
والأنثروبولوجيا (علم الأقوام) في جامعة
باريس السابعة. خلال
تلك الفترة كتبت كمذكَّرة للميتريز كتابها
حول دير عطية (الذي ترجمه إلى العربية
مشكورًا الصديق الحبيب توفيق البطل). كما كتبت
أطروحة حول جبل العرب حازت بموجبها على شهادة
الدكتوراه في الأنثروبولوجيا (دراسة غير
منشورة). خلال
وجودها في فرنسا انتسبت إكرام إلى الحزب
الشيوعي الفرنسي وعملت في صفوفه مناضلة من
أجل ما أسماه جون شتاينبك ذات يوم "قضية
موضع تساؤل". وقد صُدِمَتْ مرة أخرى هناك،
كما صُدِمَتْ في وطنها. في
العام 1975 كانت إكرام تتنقل بين باريس وبين
دمشق. وخلال وجودها في الوطن، كما في فرنسا،
عاشت أيضًا تجارب تعيسة عجَّلت في دفعها إلى
اتخاذ قرارها بالسفر إلى الطرف الآخر من
الكرة الأرضية – إلى المكسيك. خلال
تلك الفترة كتبت ديوانها الشعري الأول مغامرات
حنا المعافى حتى موته، الذي نشرته دار
الفارابي اللبنانية. وهو، على حدِّ علمي،
عملها اليتيم باللغة العربية. *** في
المكسيك، عاشت إكرام مغامرتها الحياتية
الكبرى، حيث تعلمت الإسبانية، لغة البلد التي
لم تكن تعرفها حين ذهبت إلى هناك، وحيث تزوجت
ورزقت ابنها الوحيد مروان، وحيث كتبت معظم
أعمالها. ومغامرتها
الحياتية هناك لم تكن سهلة. لم تعش إكرام طوال
حياتها يومًا سهلاً
واحدًا.
هي حياة بدأتها أيضًا – كالعادة – بالاتصال
بالحركة الثورية المكسيكية، حيث تعرفت إلى
زوجها – حياة عاشتها في البدء في صفوف هذه
الحركة التي صدمتها أيضًا هناك، كما صدمتها
في فرنسا وفي الوطن. ثم طلَّقت إكرام زوجها.
وطلَّقت إكرام الأحزاب – (جميع تلك) التي
انتسبت ذات يوم إليها أو تعاملت معها. وأعادت
النظر في العقائد التي اعتنقتها... *** وبدأ
تحوُّلها الأكبر والأعمق – تحوُّلها الروحي
من الأعماق الذي أعادها من جديد إلى مقاعد
الدراسة. درست الفلسفة ودرست بعضًا من العلوم.
فكان ما قدمته هناك من كتب ومقالات وبرامج
إذاعية وتلفزيونية. وأضحت
كاتبة ومفكرة شهيرة في بلد أضحى بلدها وبلغة
جديدة أضحت لغتها. ولكنها
كانت تحنُّ دائمًا للعودة إلى الوطن. وفي
سنواتها الأخيرة كانت تخطط وتسعى إلى ذلك،
قبل أن تتداركها المنية التي منعتها من تحقيق
هذه الغاية. بمثابة
خاتمة
كنَّا
نحب الشعر، وكانت لنا قصائد مشتركة نردِّدها
في لحظات حلمنا و/أو تعاستنا. لذلك سوف أختتم
كلمتي – كما بدأتها – بمقتطف من إحدى هذه
القصائد:
|
|
|