|
ضمير
عمار
عبد الحميد
صمتي يخنقني... يؤبُّ مضجعي...
يغتال روحي ولو تكلّمت، وسُمِع كلامي، فهو لاشك قاتلي نعم...
قاتلي... جسداً وروحاً هذا جوهر محنتي: حلمي الذي أعطاني الحياة
يوماً سيسلبني إياها بلاشك يوماً وأنا ليس بوسعي أن أفعل
شيئاً حيال ذلك فأنا عبد حلمي عبد ذلك الصوت القادم من
الأعماق عبد ضميري عبد رغبتي في الحرية في تحقيق ذاتي في صنع تاريخٍ ما... لاسمي... وشخصي. وما الحرية إلا انتقال بين
أنواع مختلفة من العبودية هذه هي الحكمة التي خلصت
إليها من خلال تجربتي هذه هي البداية والنهاية
بالنسبة لي – كنت عدماً وسأصبح
عدماً من جديد ولن أخلِّف ورائي إلا بضع كلمات نابعة من صميم الضمير والوجدان. أرجو أن يكفي هذا إذ ليس بمقدوري أن أفعل
المزيد... *** القداسة
عندما عجزت يدي عن الكتابة تحوَّل رمشي إلى قلم وسطَّر على صفحات عيني بمداد دمعي، كيلا يسكب هدراً كل المعاني التي بقيت تصرخ
– تنتفض في
أعماقي سعياً وراء التحرُّر من طغيان روحي عليها، من صراعها الدائم مع القداسة: أنا من أكون حتى أقدِّس؟ بل
أنا من أكون حتى لا أقدِّس؟ *** عندما
ولدت
عندما ولدتُ... أعطوني اسماً وديناً وعنواناً أعطوني شهادة ميلاد وصفحة... في دفتر العائلة أعطوني كياناً... على ورق هكذا، بكل بساطة، وبكل حب، أخذوا مني... إنسانيتي عندما ولدتُ... احتفلوا بميلادي احتفوا بي قدموا لي الأضاحي...
والهدايا فرحوا بي أثنوا علي أثْروا بي وافتقرت أنا إليهم وبتُّ تحت رحمتهم – تحت رحمة نزواتهم أهوائهم مصالحهم أحلافهم عندما ولدت... ماتت دنياي وفقدت الحنان وعرفني الحنين فصار صاحبي وصار كفني *** استغراب
في
الجرذ الأبيض الذي يقلُّني إلى مساكن برزة أمرُّ بساحة شمدين فأستغرب... وأتحسَّر فأنا لم أعد أشمُّ... إلا
الدين في هذا البلد حتى بات أنفي قادراً على تصنيف الناس حسب طوائفهم ومعتقداتهم *** *** ***
|
|
|