|
||||||||||||||||||
| |||||||||||||||||||
نثرات
عمّار
عبد الحميد
من المؤسف أن موت
الروح
لا يصاحبه بالضرورة موت الجسد…
أو حتى العقل من المؤسف جداً أن
يكون الإنسان
قادراً على الاستمرار
حتى بعد أن يتحول… إلى بقايا إنسان من المؤسف فعلاً
أن الحياة
لا تتوقف
عند موت المعنى–الحلم–الأمل من المؤسف أيضاً
أن يسعد جميع من حولك
لمصيرك هذا
مع أنهم… يحبونك
مظاهر الحياة
هي الحياة كلها
في منظور… أغلب الناس وأنت اليوم واحد
منهم أنت لم تعد
وحيداً…
لا أنت لا ينبغي لك
أن تشعر بالوحدة…
وأنت معهم ذُقْ الآن طعم
السعادة
مبهَّرةً
بكل ما كنت تكره-تخشى-تتحاشى أي شيء اليوم
ترغب فيه…
هو لك لأنك لن ترغب بعد
اليوم
إلا فيما يضمن لك… استمرار موتك أنت إذن لن
تُبعَث من جديد…
لا أنت فقدت الحنين والتوق الوحيد
الذي قد ينتابك
بين الفينة والفينة بعد اليوم
لن يكون إلا تطلُّعاً
عميقاً…
صريحاً…
صادقاً
إلى تكامل انطماسك
والتناسي *** روحي،
تلك الثمرة التي نبذتِها
وأعدتِها إلى جسدي الضئيل هذا،
لو كنتِ حرّرتِها…
لو كنتِ أطلقتِ سراحها…
ما كان الكون كلّه… ليحتويها
ما كانت رحمة الله ذاته… لتسعها
لأنها طليقة الله وإبليسه
طليقة جنّته… وناره
طليقة كل شيء فهي روح فاقدة
الانتماء،
روح مستقلّة في ذاتها،
روح عرفت وفهمت…
فذُلَّت واحتُقِرت…
روح ذاقت طعم الموت
ثم انبعثت من تلقاء نفسها…
من شوقها،
من حنينها إلى الانتماء روح القدس إنها روح القدس *** أفِضْ عليّ من
مائك بعض الشيء…
يا إله السكينة والعدم دعني أغتسل
قليلاً من أدران
سني اليأس…
والجزع…
والندم دعني أشعر،
ولو للحظة واحدة فقط،
قد لا تعود إلى الأبد،
بأني نظيف –
نظيف حتى العظم فأنا مذ عرفت
الحياة
لم أخبر إلا… لزوجة الدم كثرة المقدَّسات
في الدنيا
دنّستني
ذلك الكمّ الهائل
من الآلهة…
والشرائع…
والسُنَن أعطِني لحظة
واحدة فقط
من الطهارة
ولن تندم
لحظة واحدة من السكينة
أعيد فيها
بناء
الكون *** يا أمّ السماوات…
والأرض يا إلهة النور يا ذات الرحم
المقدّسة،
والفرج الممهور
بخاتم الطهر الدائم…
وبشفتيّ بوركت شمسك التي
سطعت…
في سماء يأسي بورك غيمك
المحمَّل…
بمطر الفرج بورك سعيك الحثيث…
لمسح الحزن
من عينيّ
لإضفاء سحرك الخاص
على لياليّ
لغسل روحي… من الدنس بورك ذلك الكفن
الدافئ
الذي نسجته من شعرك… وشعري
لحمايتي من برد الموت
وأنا أدَسّ
في تراب
الندم *** صلوات كصلواتي…
لا تنفع أدعية كأدعيتي…
لا تُرفَع
فأنا لا أدعو مَن في السماء
ومَن في الأرض… لا يسمع
مصائب آلاف السنين… لا تشفع
عند الضمير المقتول آلهة كالآلهة
التي أرجو…
لا توجد أناس كالناس
الذين أحلم
بدوس جنّتهم… لم يولدوا بعد حياة كالحياة
التي أصبو إليها…
أبداً أحِنّ إليها…
أرغب فيها…
أجَنّ كي أحصل عليها…
مازالت مدفونة
في طيّات المجهول
وقد لا يتمخّض عنها
الزمان…
أبداً ***
*** ***
|
|
|
|
