كلمات_2

كلمات...

    1/2

 

عبد الكريم الناعم

 

أشْعِل ضوءاً في بيت مغلق لا نافذة فيه، ولا شقَّ باب يسمح بتسرُّب النور... تدرك قيمة الحواس.

***

الشخير يقلق أهل اليقظة، أما النائمون الموتى فإنهم لا يقلقون.

***

الخطوات: أقدار يخترقها الطريق.

الخطوات: ذاكرة البيوت المقيمة.

***

خشب الباب: برعمٌ اكتملتْ دورته.

***

الكرسي موعدٌ للجلوس.

***

النافذة: ثقب أبيض.

***

حوار المتباعدين: صمتٌ له جعجعة.

***

بعض الشفاه الرقيقة: ممحاةٌ أكلتْها سطور الكلام.

***

التعزية: صنَّاجة الموت.

***

الشفاه: كلامٌ تدعكه ممحاة الحروف.

***

السأم: قُراد الثواني.

***

قادته قدماه إلى حضرة،

وجد أناساً فيها يغنُّون، أناساً يثرثرون...

أناساً... أناساً...

شاهد ما في الحضرة من أقواس ورسوم،

والقبة شاهقة.

شيخ الحضرة في أعلى السِّدة.

تمتم بصوت نحيل: "ما هذا؟ ثمة أشياء زائدة!"

نهض إليه أحد الموجودين. أمسك بيده. أخذه إلى شجرة قريبة. أوقفه تحت أغصانها. أشار إلى ما يُرى. قال له: "تأمَّل جيداً. لو حذفت أيَّ مشهد من هذه القبة لانخرقتْ..."

***

أنت لا تعلم قيمة هذي الحياة إلا إذا أدركت أنك في ضيافته.

***

منذ خمسة أقمارٍ لم يترك لي المريض فرصةً للاستيقاظ والدخول في محراب الفجر على ترتيل القرآن. هذا الصباح، فجراً، خرجت... فسمعت قراءة القرآن والتهليل والتكبير... بعد ليلة من سطوع التفكُّر... داهمتني من فضاءٍ شاهق: "قد عُلِّم كلٌّ صلاته وتسبيحه."

***

الغانية المتبذِّلة سمعتْ كلمة غزل عابرة فخرجت إلى الشارع تمشي بفجور القيان.

وتقدم عاشق من حرَّة حاملاً وردة قلبه، فتوارت خجلاً ودخلت في السرار.

***

الحكيم الحكيم هو من لا تُخرِجه المرأة الحمقاء عن طوره.

***

تماهي العقل بيقظته يمنع عنك النوم وأنت في أشد الحاجة إليه.

***

الجميع يرتقون خروقهم بنقائص الآخرين، عدا قلة ما تكاد تبين.

***

الوهن بسملة الرحيل.

***

السروة آهةٌ خضراء.

***

القلعة فقاعةٌ من تراب.

***

الإحباط بئرٌ لا يعرف قهر يوسف.

***

الانتظار كثافةٌ في الثواني.

***

الذكريات أماكن مرتحلة.

***

الجريدة رنَّة جرس في الصباح.

***

قراءة الصحف والمجلات دوامٌ إضافي دون أجر.

***

المرض أبجدية المراجعة.

***

يستيقظ العقل، فما ثمَّ فرصةٌ للاستقرار،

يتَّقد الفكر، فتُرى بديع الصنعة،

تتَّقد الحكمة، فتسلبك النوم.

***

حين تذهب إلى الصمت فلا تستمع إلى صوت النبض.

***

التقاه تحت شجرة في برية الله.

جلس إليه، أنس به، سأله بعد أن ناوله جرعة من بَرَد:

"ما بك، خلف نوافذ وجهك غمامة من الأسى؟"

أرسل زفرةً هادئة، وقال: "لقد شرَّقت وغرَّبت، وهاأنا الندم يأكل أطراف روحي."

قال له: "إن كنتَ صادقاً فسوف يجيء إليك."

قال له: "لم أفهم!"

قال له: "يا هذا، ألا ترى أنّ الخراف التي اعتادتْ الذهاب إلى البيت لا تحتاج لمن يبحث عنها. سوف يأتي إليك ليعيدك إلى حظيرة البيت."

***

لم يره من قبل في هذه الحانة. إنه يشرب بنهم واثق. اقترب منه، خالَسَه النظر. كان مندهشاً مما يرى من شيخوخة فتية، وقدرة على الشرب. خالسه النظر. حدَّق فيه الغريب. بنبرة قوية حنون، قال له: "اقترب." أخذ قدحه وجلس إلى طاولته، همس الغريب في أذنه... "خُذْ هذه المعلومة: بعض العرفاء لا يُرَوْن في المساجد، ولا يذهبون إلى المواقيت. هم يصلون وهم يتحدثون إليك. لقد حوَّلوا قلوبهم إلى مساجد دائمة الأذان والإقامة."

*** *** ***

 
كلمات_2
 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود