حتى انبلاج الغناء

 

جاكلين سلام

 

 

حتى انبلاج الغناء

 

مهداةٌ إلى روحِ عازفٍ عجوز

أورثَ صديقَه ناياتٍ وقطةً ومعطفاً مهترئاً

 

لا يليقُ بالناياتِ أن تُسنَدَ إلى جدار

على روحكَ أتَّكِئُ

حتى انبلاجِ الغناء

 

انهارتْ شفاهُنا

تداعى الصوتُ، تعثَّرنا

ضحكنا وبكينا

وفي جَدَبِ عتمةٍ، ارتجفنا

لا من جوعٍ، فحسبُ

لا من انهمارِ اللحنِ شفيفاً، فحسبُ

ولا من ظلامٍ يتطاولُ

فحسبنا أنَّا تناوبنا الجرحَ والملح

وأنَّ لشفتيَّ الغائمتين أنشودةَ قلبكَ الجبلي

أيُّها الشيخ: كيف كسرتَ حزامَ الزيفِ بتهدُّج دمِ الموسيقى!

 

نايات، ووفق شريعتها حَزَمنا ضوعَ الحلمِ في شفيتن

نايات، وعلى رسلِها سكبنا الشهيقَ والزفيرَ رقصةً

وقناديلُ ترتجفُ احتراقاً: كم أنكَ أعمى – أيها العالمُ –

وسلَّمنا للرقصِ

متصدع جسدِ الحقيقة

 

لا يليقُ بالناياتِ أن تُصيَّرَ عكازاً

هاكَ ذراعي

هاكَ كِسرة قلبي

أعطني الأغنيةَ، ترانيمَ السَّمتِ

لا يليقُ بسفنِ الروحِ أن تتجمدَ في محيطٍ أبكم

الناياتُ لا تترمَّلُ

وأصقلُ كلَّ صقيعٍ دميَ الغجري، حتى...

قد يستيقظون

 

نايٌ على نايٍ، لا تضرموا الوردَ، مجاناً

نأيٌ على نأيٍ، وتفرُّ أسرابُ الدُّجى من وجدِ ناي

يتشبثُ بخاصرةِ الريحِ: أيتها...

خذيني

قد، هناكَ جنَّتنا، وأرفلُ في أبَدٍ نظيفٍ!

 

لا من فرحٍ فحسبُ، توجَّسْنا

لا من حزنٍ فحسبُ، أينعنا

ولا من موتٍ

تواشجنا، نايُكَ وأصابعي وثقوبٌ فادحة

عينايَ ذابلتان، ومَنارةٌ روحكَ

ألنْ يهتديَ الطريق؟

 

ثقوبٌ في جرَّةِ القلبِ

ثقوب في خاصرة النايات

كفيفةٌ، هذه المسافات ما بيني وبينكَ يا أخَ الإنسان

 

يليقُ بالمكانسِ أن تحظى بقيلولةٍ، إلى جدارٍ

تزفرُ الغبار

وواقفة ترقبُنا.

6/11/2002

***

 

الثلج ينام في الشارع

 

الثلجُ ينامُ في الشارع

يُدثِّر أذرعَ الشجرات

يحطُّ على قبعتي

يموتُ

تحتَ

عجلاتِ سيارة

أيفعلُ ذلك لأنه أبيض؟!

 

كاسحةُ الثلوجِ، أمقتُها شتاءً

أحقدُ على آلاتٍ، تجزُّ العشب وأصابعي

يوجعني صوتُ آلةٍ جوفاء

تبتلعُ أوراقَ الخريف

وسراً، أسمِّي الأشياء التي نحبُّ

أخافُكم

لا تسرقوها – أرجوكم – وإنْ سهوْتُ!

طائرٌ أبيض، لا يهمُّني أن أعرفَ اسمَه

يتكوَّر على كتفِ شجرةٍ ترتجف

لا يذوبُ في الغناء

ولا القلبُ يترجَّلُ

لقلبي أكثر من زلَّة، ولا يشحُّ

انتظرني،

لا تدعني في ارتباكٍ بين جدائلِ الصقيع

وطرقاتِ المدينة

مُدَّ حبالَ صوتكَ

من ذاك الجبل ثانيةً، وثالثة... وأبداً

علَّني أعيدُ ترتيبَ الفصولِ في دمي

 

كيف أصبحتَ

وأين تتيهُ!

حلالٌ، أن تسرقَ من جبروتِ الجبلِ قبضةَ سمو

حلالٌ، أن أسرقَ من خفَّةِ الثلجِ طراوةَ البهاء

حرامٌ، حرامُ اندلاعِ المسافات

صغيرٌ حجمُ هذا القلب، وكم يتَّسع لقناديل!

 

يا لي،

هل لي أن أُغدقَ غيماتي على كفِّ صحرائكَ!

 

وكيف لي،

أن أُذوِّبَ في حضنِ الأبجدية

نتفةً من قلبي

رفيفاً من ثلج

وكمشةً من صوتكَ

أخلُطُها بريشٍ تساقطَ من جنحِ طائر

أزحزحُ كلَّ صوتٍ لا نحبُّه

والغُصَّات المتراكمة

 

أعجنُ أغنيةً شتوية!

عصفورٌ يفرُّ من صدري

بينه وبين الثلجِ شَبَهٌ

منغمسٌ بأكثر من وهمٍ

أفي حناياكَ ينامُ، أم في الشارع؟!

كندا، 7/11/2002

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود