على هامش "باذر النار"*

قراءة نقدية لتعليق ك. غ. يونغ على اللوحة

 

نايف سلوم

 

يكتب يونغ بخصوص لوحة "باذر النار" التي رسمها إي. جاكوبي (ص 122-123):

رسم الفنان [لم يشهد صحناً طائراً ولا قرأ شيئاً عن أدب اليوفو] شيئاً مستديراً نارياً يحوم في السماء فوق المدينة التي يلفُّها الظلام. لقد أوحى له حافزٌ ساذجٌ على التشخيص بوجه إنسان، رأسه منفصل عن جسده. والجسد، كالرأس، يتكوَّن من اللهب. هو ذا الشخص الهائل الذي يمثل البذَّار الطيفي الذي انطلق يبذر، يبذر اللهب. ومن السماء تسقط النار بدلاً من الماء. وهي نار تبدو غير مرئية، مثل "نار الفلاسفة"، لأن المدينة لا تأبه لها، وهي لا تشعل الحريق. تسقط، فلا يحس بها أحد، إلى حيث لا هدف، كما يسقط الحبُّ من يد البذَّار. الشخص الناري، باذر النار، يجوس خلال بيوت المدينة – عالَمان متداخلان، ومع ذلك لا يتماسان!

 لوحة باذر النار

لوحة "باذر النار" (من رسم إي. جاكوبي)

1. يقول يونغ في تعليقه الأول على اللوحة (ص 120):

الرسام في هذه اللوحة يستجمع شجاعته لكي يسلِّم بوجود خوف عالمي عميق الجذور [...]، تماماً مثلما تجاسر فنانون آخرون – أو دُفِعوا – على أن يختاروا موضوعاً لهم نزوعَهم الواعي وغير الواعي إلى التخريب، وأن يرسموا سقوط حضارتنا في الفوضى. لقد فعلوا ذلك بتفوُّق انفعالي جدير بهيروستراتوس** بدون خوف من النتائج [...].

1َ. القراءة النقدية الأولى للكاتب:

يطابق يونغ بين تسليم الفنان "بوجود خوف عالمي عميق الجذور" وبين نزوع الفنان "الواعي وغير الواعي إلى التخريب". لربما تم ذلك بتحريض خارجي! حيث يتجسد هذا النزوع على شكل لوحات فنية تمثل سقوط الحضارة، الحضارة الراهنة. لكن، ما العلاقة بين "التسليم بوجود خوف عالمي عميق الجذور" وبين "النزوع إلى التخريب" عند الفنان المعاصر، وبين تجسيد ذلك فنياً عبر لوحات فنية تمثل الحضارة وهي تسقط في الفوضى؟!

لا نستطيع حلَّ لغز التعليق الأول بدون الإشارة إلى أن الفنان يتلمس، عبر فنِّه، وجود تناقض في الحضارة الراهنة يولِّد خوفاً كهذا، كما يولِّد نزوعاً لدى الفنان لتجاوز هذا التناقض. هذا التجاوز، بالنسبة ليونغ، يعني "سقوط حضارتنا في الفوضى"!

2. في تعليقه الثاني يقول يونغ (ص 120، 122):

غير أن الخوف تسليم بالنقص؛ ينكفئ إلى الخلف لكيلا يقع في الفوضى، ويتطلَّع إلى الواقع الصلب المحسوس، إلى استمرارية ما هو كائن، إلى المعنى والغاية – بكلمة واحدة إلى الحضارة. وهو وعي أن كل تخريب هو ناتج عن قلة الكفاءة [؟]، والافتقار إلى شيء حيوي يستطيع أن يصدَّ اندفاع الفوضى. يجب أن نقابل تفتُّت العالم بالسعي إلى الشفاء والصيرورة الكلِّية.

2َ. القراءة النقدية الثانية للكاتب:

حتى يتخلَّص الفنان من عقدة مرضية – وهي نزوعه إلى تخريب الحضارة الراهنة – عليه أن يواجه تفتُّت العالم "بالسعي إلى الشفاء". وهذا لن يتم إلا بالخضوع لتحليل نفساني يونغي يقود إلى "الصيرورة الكلِّية"، التي تعني اتحاد الفنان بالكلِّي الذي هو "المعنى والغاية" – وهذه الغاية هي الحضارة الراهنة. فعبر التسليم بأزلية الحضارة الراهنة، وعبر الاعتقاد بأنها الأزلي، القديم، يسعى الفنان إلى الشفاء، حيث يتحد بالكلِّية.

أيها الفنان البائس! حتى تصل إلى الشفاء عليك أن تكون بورجوازياً خالصاً... ليس بصغير وليس بكبير، بورجوازياً فحسب!

لكن البورجوازي يعترف بقلة الكفاءة لدى حضارته. وقلة الكفاءة هذه هي ما يدفع الفنان المعاصر إلى "التخريب". بمعنى آخر، هذه الحضارة هي التي تنتج حفَّاري قبور كهؤلاء. والتخريب، حسب يونغ نفسه، ليس فقط بسبب "قلة كفاءة" الحضارة الراهنة، ولكن لسبب آخر، ألا وهو "الافتقار إلى شيء حيوي يصدُّ اندفاع الفوضى". فالحضارة الراهنة، رغم الغنى المنقطع النظير، تفتقر إلى "شيء حيوي يصدُّ اندفاع الفوضى"، وبالتالي تعاني من ظهور شبح التفتُّت والانقسام. والعلاج اليونغي علاج تحليلي–نفساني للفنان المعاصر حتى يصير إلى الكلِّية، حيث ينتهي هذا الفنان إلى التوحُّد مع الحضارة الراهنة!

3. يكتب يونغ في تعليقه الثالث بخصوص الوضع الراهن، وضع العالم بعد الحرب العالمية الثانية (ص 122):

لقد أصبحنا نشك في كل شيء، والأفكار التي تساورنا وهماً عن تحسُّن العالم إنما محلَّها أسفل القائمة. والترياقات القديمة التي تشفي من جميع الأمراض أخفقت أخيراً، ولم يعد يوثَق بها، أو لم يعد يوثَق بها إلا قليلاً. وقد خلق لنا افتقارنا إلى أفكار مفيدة، أو حتى إلى أفكار قابلة للتصديق، وضعاً شبيهاً بالصفحة البيضاء [...].

3َ. القراءة النقدية الثالثة للكاتب:

"نحن" في وضع بائس – حسب التعليق الثالث ليونغ. فحضارتـ"نا" تفتقر إلى أفكار مفيدة لسبب بسيط لم يشأ يونغ الإشارة إليه، وهو أن الحضارة الراهنة، بحكم ديناميَّتها العالية، تعمل بشكل متواصل على تخريب الإيمان بالعقائد القديمة. لكنها، من جهة أخرى، ليس لديها الحرص، ولا المصلحة، لتطوير يقين جديد؛ فتعود وتناقض نفسها، بحيث تتسكع على شواطئ العقائد القديمة! إن وضعاً كهذا شبيه فعلاً بالصفحة البيضاء، لأن على الحضارة الراهنة أن تبدأ من الصفر على مستوى بناء يقينها الخاص بها.

 يونغ

4. يكتب يونغ في تعليقه الرابع (ص 123):

[...] بالنسبة إلى مثقف تلك الأيام، الذي درس فلسفة الخيمياء، بما هي جزء من إعداده الثقافي العام، كان هذا الشكل من باذر النار خليقاً بأن يحفل بالمعاني والإشارات، ولم يكن يلاقي صعوبة في أن يتمثله في مخزون معرفته. أما نحن فنراه أمراً غريباً يبعث على الحيرة، ثم نتلفت حولنا بلا جدوى عن شيء نقارنه به [...].

4َ. القراءة النقدية الرابعة للكاتب:

جرى تجاوز الخيمياء عبر انبلاج فجر الحضارة البورجوازية، عبر انفصال العلوم التجريبية (الجزئية) الحديثة عن الدين والفلسفة والسحر وغيرها من أشكال التأمل. لكن هذا الفراق بين "الحكمة" والعلم التجريبي الحديث أحدث صعوبة – حسب يونغ – عند الإنسان المعاصر في تمثُّل لوحات فنية لرسامين من القرن العشرين، وترك هذا الإنسان في حيرة، من غير مفسِّر تجاه لوحة "باذر النار"، بعكس المثقف الخيميائي (ما قبل العلمي) الذي كان "هذا الشكل من باذر النار خليقاً بأن يحفل بالمعاني والإشارات" بالنسبة إليه.

يرى الكاتب أن من الطبيعي أن يشعر الإنسان المعاصر بالحيرة عندما يتأمل لوحة "باذر النار"؛ إذ يأتي هذا الانطباع من كون الحضارة الراهنة أبعدت وتُبعِد "الحكمة" عن العلم التجريبي؛ أي أنها جعلت الإنسان المعاصر ذا بعد واحد، بعين واحدة. ففي مرحلة أولى ادَّعتْ أنها قادرة على تقديم السعادة لهذا الإنسان عبر توسيع للوعي مبالغ فيه حيناً، وغير أصيل حيناً آخر. ومن بعدُ عزلته وأبعدته عن اليقين، عبر ركام هائل من المعارف الخام. لم يكن من مصلحتها ولا من مهامها الأساسية (كحضارة بورجوازية) صنع براهين جديدة؛ لا بل حاربت بكل قوة محاولة صنع يقين جديد. وهذا ما ظهر من خلال مكافحتها للأفكار "الاشتراكية". فاليقين الوحيد والزائف الذي تريد إظهاره هو وهم أبدية هذا الشكل من الحضارة، أي الشكل البورجوازي.

أما أن نتلفَّت حولنا بلا جدوى عن شيء نقارنه بـ"باذر النار"، فهذا أمر غير مبرَّر، ويدفعنا للاعتقاد بأن يونغ ليس لديه العزم أو الوعي كي يشير إلى وضع راهن مشابه لوضع "باذر النار" في اللوحة؛ وضع اعتقد يونغ بأنه لا تجوز الإشارة إليه لأنه مسيء للحضارة وفقير بإطلاق، وباعث على الخوف ومولِّد لنزعة التخريب؛ ما إن يتم حضوره إلى ساحة الوعي حتى يظهر شبح تفتُّت الحضارة الراهنة وسقوطها في الفوضى! وهذا الأمر لا يقبله يونغ، لا لنفسه ولا للفنان المعاصر. لهذا السبب لم يحاول وعيُه ولا حتى الإشارة إليه، ولو حدسياً.

السيد يونغ المحترم:

أولاً: ليس هناك أمر فقير بإطلاق؛ فكلٌّ حسب سياقه (تاريخية المسألة).

ثانياً: هذا الوضع الشبيه بوضع "باذر النار" هو هذا الانفصال بين عالمين: كرات النار من ناحية، والمدينة التي يلفُّها الظلام من الناحية الأخرى؛ سيل من المعارف الخام وجهل مطبق عند السواد الأعظم من الجمهور؛ ثروة هائلة من المعارف والعلوم المتراكمة عشوائياً وبؤس فكري ومعرفي! – "عالمان متداخلان، ومع ذلك لا يتماسان!" إنه انفصال النخبة المثقفة (فنانو الكلمة) عن السواد الأعظم الذي يلفُّه الظلام.

إنها لمناسبة هنا الحديث عن "هذا الانفصال بين الرأس والجسد" في الوضع العربي الراهن. ألا يحق للفنان المعاصر أن يتساءل لماذا يرتدُّ السواد الأعظم وينكص إلى براهين "عتيقة"، ولدى الحضارة الراهنة كل هذه الثروة من المعارف الخام والاختراعات والمهارات، كل هذه المجلدات والكومبيوترات؟ لماذا يرتدُّ السواد الأعظم وينكص إلى أشكال لليقين قديمة، كالسحر والشعوذة، وطب الأعشاب، والمنادل mandala، والتديُّن المبتذل؟! لماذا لا يولِّد الكمبيوتر – ميكانيكياً – إيديولوجيا ويقيناً موازياً، ولدى الحضارة الراهنة الكثير من "الانتصارات المذهلة"؟!

وحتى نجيب عن هذا التساؤل (الذي لم يشأ يونغ الإجابة عليه)، علينا العودة إلى هيغل العجوز، نقتبس منه فقرة صغيرة. يكتب هيغل في علم المنطق: "ما يمكن أن يظهر كاشتراط تقدُّم يسير بلا نهاية إلى وراء في البرهان وفي الاستنتاج." وقبل أن يظهر التشاؤم في عبارة هيغل نكملها: "ولكن، من جهة أخرى، المقدمة الجديدة تدفع إلى أمام."

بحسب هيغل، تدفعنا هذه الثروة من المعارف الخام إلى الوراء على مستوى اليقين والبرهان. ومع ذلك، فهي مقدمة ضرورية لكلِّ تقدم آتٍ. لكن لا تنخدعوا! فنحن بحاجة إلى صُنَّاع يقين جُدُد. من يستطيع أن يستجمع عبقريته ليحرِّك نهر الموتى Acheron. إن صنع اليقين الجديد يوحي ليونغ بخطر سقوط الحضارة الراهنة في الفوضى والتفتُّت. أما بالنسبة لنا، فهو تجاوُزٌ لها إلى عالم مختلف أقل تناقضاً وأقل بؤساً.

على ما تقدم، تصبح مسألة تعميم الثقافة ونتائج العلوم على السواد الأعظم مهمة ملحقة وحيوية. فـ"باذر النار" يرسل إشارة الخطر بهذا الخصوص، ويحذِّر، بشيء من الخوف، من أن هذا الانفصام بين نتائج العلوم والسواد الأعظم قد ينذر بقيام الساعة، ساعة الحضارة الراهنة.

إن انفصال رأس باذر النار عن جسده في اللوحة يشكل علامة موازية لانفصال اليقين الجديد عن مقدماته الضرورية، انفصال النخبة عن الجمهور. وهذا دليل على فساد التشكيلة الحضارية الراهنة أساساً، لأنها، بطبيعتها، تُضعِف البرهان والاستنتاج، وتُراكِم معارفَ خام إلى ما لانهاية.

النخبة في برجها العاجي؛ والمدينة تقبع في الأسفل يلفُّها الظلام!

فالتعليم الأوروبي الحديث (نظام المدارس الحديث) نموذج لهذا الانفصال بين "المهنة" و"الحكمة"، بين التعلُّم والثفافة، بين الحيرة والإلفة تجاه لوحة "باذر النار".

لقد جعل التعليم الحديث الوعي مقطوع الرأس. (هذه فرصة لأنسي الحاج حتى يعيد طباعة ديوانه الرأس المقطوع!)

وكيف لم يلحظ يونغ وضعاً أرضياً موازياً لوضع "باذر النار"، ألا وهو: سيل هائل من الثروة والترف والخيرات المادية والمعنوية لحوالى 16% من سكان الأرض، وبؤس وشقاء وفقر حتى الموت لمعظم النسبة الباقية. قد تبدو مصادفة!

في التعليق الرابع يكتب يونغ كمثقف خيميائي، موازياً بين النار والمعرفة، بين "كرات نارية" و"كرات زجاجية"، بحسب تعبير هرمان هِسِّه في روايته لعبة الكرات الزجاجية! نشير هنا إلى أن موازاة كهذه مألوفة في النص القرآني: "وهل أتاك حديث موسى، إذ رأى ناراً فقال لأهله: امكثوا إني أنست ناراً لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى. فلما أتاها نودي: يا موسى، إني أنا ربُّك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طُوى" (طه 9-12).

واللوحة، حسب يونغ، "تبين مقدار فقدان التناسب بين العالمين اللذين يتداخلان ولا يتماسان" ص (123). هنا "[...] يتحول المشهد المرعب للوضع العالمي الذي ينذر بقيام الساعة إلى خوف شخصي شاذٍّ يشعر به كل شخص يحتضن في داخله استعداداً لجنون العظمة – يخاف على عظمته المتوهَّمة أن تنكب إذا هي اصطدمت بالواقع" (ص 123-124).

وهذا صحيح تماماً! الصراع بين سلطتين: سلطة اليقين القديم المتوهِّم العظمة، وسلطة ثروة المعارف الحديثة. والصراع ليس في صالح اليقين القديم ولا براهينه. فعظمته تبدو قزماً أمام هذا السيل من المعارف الخام (غير المشغولة).

هامش تعليقات يونغ (ص 124):

[...] فمعنى اللوحة لا يكمن في حجم الشكل المتمثِّل فيها ولا في غرابته، بمقدار ما يكمن في الروحية التي يتصف بها قاعها الرمزي الخافي [اللاواعي]. إن الأمر لأكثر من موضوع غرور شخصي وتوكيد ذات طفولي. ولو لم يكن الأمر غير ذلك لكان اختيار رمز مختلف أنسب بكثير [...].

هامش الكاتب على هامش يونغ وهامش اللوحة:

"لو لم يكن الأمر غير ذلك" لكان العلاج بالصيرورة الكلِّية، والتحليل اليونغي، وتوحُّد الفنان مع الحضارة الراهنة، أمراً وارداً لإنقاذ هذه الحضارة. إنه "الروح الجوَّال يحوم فوق الأرض، باذراً حبوب النار، مثل الآلهة والناس الإلهيين الذين يطوفون هنا وهناك ويصنعون المعجزات [...]" – لكنها ليست شفائية هذه المرة، بل تخريبية!

يقول كاتب هذه المقالة: أن "يسلِّم الفنان بوجود خوف عالمي عميق الجذور" يعبِّر عنه في فنِّه ليس عملاً تخريبياً. والشكل الراهن للحضارة – الشكل البورجوازي – ليس أهم من مستقبل البشر الذين صنعوه، ولا أهم من مصيرهم.

أرجو ألا أكون قد وضعت نفسي في هذه المقالة في وضع مشابه لوضع "باذر النار": أكتب مقالة "المدينة لا تأبه لها، وهي لا تشعل الحريق. تسقط، فلا يحس بها أحد، إلى حيث لا هدف"!

*** *** ***


* لوحة فنية رسمها إي. جاكوبي وعلَّق عليها عالم النفس المعروف كارل غوستاف يونغ في كتيِّب ترجمه إلى العربية نهاد خياطة بعنوان ظاهرة الأطباق الطائرة في ضوء علم النفس، طب 1، دار المنارة، اللاذقية، 1989.

** هيروستراتوس: لكي يخلِّد اسمه، أحرق معبد أرتميس بأفسس عام 365 للميلاد.

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود