|
الضوء
فراشة تهب
معن
عبد السلام
الضوءُ
فراشةٌ تهبُّ إلى عمقِ ذاتي. * هدأتِ الريحُ،
وسكنتِ السفينة. * القلبُ يقسو
ويفتتنُ والعشبُ أخضر ولا
يتذكَّر. * دروبٌ بعيدةٌ شائكة دروبٌ تخصُّني
بهدير وزمانٍ لا
يهدأ. * الحسُّ
المنفتحُ على الجبالِ والسهوب، رمشٌ يسيرُ
ولا يكملُ طريقه. * أيها المتواضعُ، أيها القلبُ
الهادئ. كيف يثير هدوؤك الزوابع؟ كيف تنامُ أنفاسُكَ على ألسنةِ
الأسئلةِ والهواءِ القديم؟ * ساحرٌ، أيها
الوقتُ، تقصُّ علينا حكمتكَ وتنسينا جسدكَ. * يا
لي من غِرٍّ حين أقفُ أمامكِ أيتها الشجرة،
أخمِّن أن زندي أقوى من غصنكِ وأحسبُ أن قلبي
ينبضُ وقلبَك – آه – لا ينبض. أركضُ، أركض... لأهزمَ
الريح. وأنتِ تقفين هناك، والريح تركضُ، تركض...
لتهزمكِ. * توافقتِ الشمسُ والقمرُ،
وتوافقَ الحبُّ والليلُ، وغزالةٌ تائهةٌ
تائهة، يملؤها الخوفُ والعتمة، تبحثُ بين
الأشجارِ عن وليدِها، عن صغيرِها، الذي خطفهُ
الوردُ وهرب. *** الكلمةُ تنزلُ
لا يتبعُها كائن تئنُّ في
الحنجرةِ خَدَراً بارداً وشهيا * اقذفْها...
أخرِجْها اربطْ نفسَك
إلى الجدارِ تثبَّتْ جيداً وقلْ كلمتَك * أوتادٌ، كلمات كلماتٌ،
أوتادٌ، تغرسُ نفسَها في سَمَعِكَ قَلْبِكَ... تبني جسراً، بيتاً لها حديقةً، بركةَ
ماءٍ، وسياجاً مفتوحا * ألفُ نظرةٍ
تحكُّ الجدارَ ألفُ أنفٍ
يشمُّ الجدارَ الظهرُ غريبٌ
ومنبعثٌ كلمةً علقتْ
على جدار * حَبُّ الطَّلع، الأصفر الأحمر،
يحملُه الفراشُ النحلُ الذباب...
كلمات وردية، شفقية، تحملُها الريح الريحُ العذبة * الأغطيةُ
الكثيفةُ تمنعُ البردَ، تمنعُ الصيفَ الشتاءَ، تمنعُ الكلمة بارودٌ يشتعل،
سماءٌ وهديلٌ عابرٌ سقفٌ يميل وأرضٌ تغصُّ
بالبنفسج كلمة... * واقفٌ كاملٌ
يشدُّ حبلَ البئرِ العميق طحلبُ طًمْيٍ
وكلمةٌ تخرج سقساقةً تنير * متينٌ مثل
كلمة * السريرُ دفءٌ
في السماء * يا لجرأتِكَ
أيها الخوف يا لخوفِكِ
أيتها الجرأة * لا سُحُبَ
هناك وتُمطِر! * الوردُ قناديلُ الصباح تشعلُ الروحَ
بالندى * شيخُ اللحظةِ
قاتمٌ حتى تعرفه * حُرٌّ
والفراغُ نسمةٌ تلهمك * الموجُ يحوكُ
الزبدَ يحوكُ الزمنَ السحبَ الموجُ
المضيءُ ينبض *** *** ***
|
|
|